الأحزاب دفعت بأبرز وجوهها للظفر بالنصيب الأكبر من مقاعد العاصمة في البرلمان تشكل العاصمة الثقل السياسي الأبرز في دائرة اهتمام الأحزاب السياسية، ويزداد هذا الثقل خلال الانتخابات التشريعية، خاصة أن العاصمة تحوز على أكبر عدد من المقاعد ب37 مقعدا، تمثل وحدها مجموع المقاعد المخصصة لسبع ولايات، وهو ما يدفع الأحزاب السياسية إلى الدفع بمرشحين من العيار الثقيل والوجوه المعروفة من أجل كسب رهان «معركة الجزائر». «الخضراء» تراهن على شعبية وزير الأشغال العمومية دفع التكتل الإسلامي «الجزائر الخضراء» ممثلة في أحزاب حركة مجتمع السلم وحركة النهضة والإصلاح الوطني، بوزير الأشغال العمومية عمار غول إلى صدارة قائمة مرشحيه في العاصمة، واستعار التكتل الإسلامي غول من ولاية عين الدفلى التي كان يترشح فيها هذا الأخير باسم حماس ثم حمس منذ عام 1997، بسبب حدة المواجهة الانتخابية هذه المرة في العاصمة التي يراهن عليها تكتل «الجزائر الخضراء» لحصد أكبر عدد من المقاعد. والظاهر أيضا أن الشعبية النسبية التي يحظى بها غول في الأوساط الشعبية أرادت أحزاب التكتل استثمارها في عاصمة البلاد، التي ستعرف منافسة شرسة خلال الانتخابات المقبلة من قبل مختلف التشكيلت الحزبية. وترافق غول في هذه المعركة شقيقة النجم السابق للمنتخب الجزائري لكرة القدم والمذيعة السابقة، نعيمة ماجر، وهي من الوجوه المحبوبة لدى الجمهور رغم اختفائها سنوات عن الشاشة، إلا أنها مازالت تحافظ على ذلك البريق الإعلامي، خصوصا أن وسائل الإعلام الخارجية سلطت الضوء عليها في ظل سطوع نجم «صاحب الكعب الذهبي» شقيقها رابح ماجر في سماء التحليل الإعلامي الرياضي. ولد خليفة وطليقة القرضاوي.. سلاح بلخادم في العاصمة وفيما يخوض غول واجهة ساخنة مع متصدر قائمة جبهة التحرير الوطني رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، العربي ولد خليفة، توجد نعمية ماجر فضل التكتل تقديمها مستغلا شعبيتها وشعبية شقيقها وكذا التزامها منذ سنوات، كما أن نعيمة ماجر تواجه مواجهة خاصة مع مرشحة جبهة التحرير الوطني الدكتورة أسماء بن قادة، التي وضعت في المرتبة الرابعة في قائمة الحزب العتيد، مستفيدا من كفاءتها الأكاديمية والعلمية ورصيدها العلمي والإنتاج الفكري، لكنها في المقابل أثارت لغطا بين مناضلي الحزب، لكونها لا علاقة لها بنضال سابق في جبهة التحرير. الديمقراطيون يتحدّون وفي المقابل بدا الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي دفع الوجه البارز في الحزب ورئيس بلدية القبة الأسبق صديق شهاب، في صدارة قائمته بالعاصمة، يليه وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب. لكن بعض قيادات الحزب ومناضليه في العاصمة أبدوا ارتياحهم لهذه الخيارات، خاصة أن شهاب وبوشوارب، حسب مصادر مقربة من التجمع، لهما حضور شعبي وإعلامي بما يكفي لمواجهة وجوه ثقيلة في الأحزاب المنافسة. وهو ما تحاول جبهة القوى الاشتراكية التي غابت عن ساحة الاستحقاقات التشريعية منذ عشر سنوات وغيابها عن تشريعيات 2002 و2007 سيلقي بظلاله على مشاركتها في الانتخابات المقبلة، حيث ستستغل مقاطعة غريمها في الساحة السياسية، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) وهذا من خلال تقديمها مرشحين من العيار الثقيل، ووجهين بارزين على المستوى السياسي والحقوقي، وهما رئيس الرابطة الجزائية للدفاع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي، والسكرتير الأسبق لحزب الأفافاس أحمد جداعي المرشحان لاستقطاب الناخبين، خاصة أن بوشاشي يحظى باحترام وحضور سياسي وإعلامي وشعبي بارز. كما يحظى جداعي بنفس القدر من الاحترام كونه كان يقود الأفافاس في معركة ضد التزوير التي رافقت الانتخابات 1997، كما يعرف عن جداعي قدرته على إدارة الاستحقاقات الانتخابية من خلال مساره السياسي في حزب الدا الحسين. حنون.. ماركة مسجلة لاستقطاب «البروليطاريا» ولم يجد حزب العمال أفضل من تقديم الأمينة العامة للحزب لويزة حنون كمتصدرة لقائمة الحزب في العاصمة. وتراهن حنون على شعبيتها بين العمال، وهي شعبية حصلت عليها منذ سنوات نضالها من أجل حقوق العمال، ومواقفها الواضحة من مختلف القضايا الوطنية والدولية، كما أنها استطاعت أن تكسب تعاطف الطبقة العاملة بتبنيها قضاياهم ودفاعها المستميت عن الإنتاج الوطني والملكية العامة للمؤسسات، هذا بالإضافة إلى تحالفاتها المعلنة مع المركزية النقابية لحصد أكبر عدد من المقاعد في العاصمة. وتصرح حنون بأنها ستكسب عشرة مقاعد في العاصمة من مجموع 37 مقعدا، وتضم في قائمتها الرقم الثاني في حزبها جلول جودي. ويدخل «معركة الجزائر» على رأس جبهة العدالة والتنمية، المحامي الوفي للشيخ عبد الله جاب الله، الأستاذ عمار خبابة، وهو الذي شهد معه هزيمة معركة الإصلاح في أروقة العدالة، فجاءت الالتفاتة من جاب الله للأستاذ المحامي أملا في الظفر بأكبر عدد من المقاعد. ورأت الجبهة المؤسسة حديثا أن خبابة قادر على مجابهة كوادر وأسماء ثقيلة قدمتها الأحزاب الأخرى. كما اختار الشيخ زوجته أم مصعب لتكون في الرتبة الثالثة في الحزب، وباتت هذه الأخيرة صانعة جدل كبير، ما صنع لها شعبية وفضولا من قبل الناخبين لرؤية صورتها. هذه الوجوه وغيرها ستدخل حلبة المنافسة في التشريعيات المقبلة بدءا من الحملة الانتخابية التي ستنطلق يوم 15 أفريل الجاري وستجتهد هذه الأسماء في جذب الناخبين، في ظل احتمالات واردة وتوقعات بحدوث مفاجآت، سيكون الفيصل فيها الناخب بصفته الرقم المجهول في معادلة الانتخابات المقبلة.