أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر انتهت أمس، أن متانة العلاقات الجزائريةالإيرانية تزداد تجذرا مع مرور الوقت خصوصا في مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية، كما قيم لاريجاني الموقف الرسمي الجزائري حيال الأزمة السياسية الراهنة داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ''بالإيجابي''. مضيفا أن هذا الموقف كان واضحا لدى القيادة الإيرانية منذ اللحظة الأولى لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي أثارت السجال القائم حاليا، وقال ''الجميع تابع الموقف الإيجابي الصادر عن الرئيس بوتفليقة في الساعات الأولى التي تلت إعلان النتائج، حين هنأ الرئيس أحمدي نجاد بتوليه الرئاسة من جديد في إيران''، مشيرا بأن هذا الموقف تكرس وازداد وضوحا خلال اللقاء الثنائي الذي جمعه أمس لأكثر من أربع ساعات بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مبرزا بالقول إن هذا الأخير ''رحب بحرارة بالانتخابات الإيرانية وأشاد بالأجواء الديمقراطية التي سارت فيها عملية التصويت''. ولم يفوت لاريجاني الفرصة ليجدد نفيه وجود صراع سلطة بين رفسنجاني والمرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، وقال إن ما جرى في إيران خلال الأيام الأخيرة كان أمرا طبيعيا في ظل الأجواء الديمقراطية التي تعيشها إيران، منتقدا الدور السلبي الذي لعبته وسائل الإعلام بتضخيمها الأحداث الداخلية في إيران وإعطائها أبعاد وخلفيات لا تستند لأي مؤشرات حقيقية على أرض الواقع. وكان المسؤول الإيراني، قد حل قبل يومين بالجزائر في زيارة رسمية، وكذا للمشاركة في اجتماع اللجنة التنفيذية لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث التقى بكبار المسؤوليين في الدولة على غرار رئيس الجمهورية، ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري ليجتمع في ختام لقاءاته التشاورية مع الوزير الأول أحمد أويحيى، حيث تم التطرق إلى كافة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذا مناقشة مجمل الأوضاع الراهنة في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان، إلى جانب الملف النووي والقضايا الهامة المطروحة على الساحة الدولية وكذا التطورات الأخيرة التي شهدتها إيران.