بعد الخلافات الكبيرة التي عرفها حزب جبهة التحرير الوطني بولاية سكيكدة وقرار سحب الثقة من أمين المحافظة وما تبعه من تشنجات، تحول المشهد السياسي بولاية سكيكدة قبيل الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في العاشر من ماي المقبل، إلى مسرحية تشعبت فصولها بشكل أضفى غموضا كبيرا على مستقبل ماتسمي نفسها بالأحزاب الكبيرة، حيث نزل خبر اعتماد حزب جاب الله كالصاعقة على أحزاب التحالف، ففي الوقت الذي تعيش فيه الأحزاب الكبيرة على وقع خلافات حادة على خلفية عدم الرضى عن القوائم المعدة مركزيا على غرار الأفلان والأرندي وحتى حزب الويزة حنون، توجهت فيه الأحزب الصغيرة نحو الاستثمار في هذه الخلافات. شهدت الأحزاب القديمة خسارة غير مسبوقة لمناضليها الذين نزحوا بالجملة نحو الأحزاب الجديدة باستثناء الحزب العتيد رغم أنها في أولى خطوات المسار السياسي، حيث فقد حزب التجمع الديمقراطي عدة مناضلين توجهوا نحو جبهة المستقبل وحزب شباب في حين كانت وجهة مناضلي حزبي النهضة وحماس الى جبهة التغيير الذي يرأسه حاليا بسكيكدة عضو البرلمان حاليا ونائب المجلس الشعبي الولائي في نفس الوقت قلعي عبد الوهاب، الذي عين على رأس القائمة الانتخابية لذات الحزب الذي انشق عن حمس ويليه مباشرة بورويس السعيد الرئيس السابق لبلدية الزيتونة لعهدة 97-2002 ويشغل حاليا رتبة عضو ب البلدية ذاتها وفيما لم يسلم بيت الأرندي من الانشقاقات حيث تلقى الحزب بولاية سكيكدة ضربة موجعة قد تقضي على حظوظه بعد انسحاب قياديين معروفين من الحزب والالتحاق بصفوف أحزاب أخرى، حيث شهد الأرندي في آخر 10 أيام هجرة جماعية لإطاراته ومناضليه الذين قرروا الانسحاب من صفوف الحزب والإلتحاق بأحزاب أخرى بسبب إقصائهم من الترشح في قائمة الأرندي للانتخابات التشريعية القادمة، على غرار ناصر صبيحي، نجيب قدادرة، مغنية مرمادو وغيرهم وهي أسماء معروفة بالحزب كانت مرشحة لأن تتواجد ضمن قائمة الحزب، غير أن التهميش الذي اشتكوا منه عجل بانسحابهم والالتحاق بصفوف الحزب الجمهوري التقدمي الذي يتصدر قائمته ناصر صبيحي يليه في المرتبة الثانية نجيب قدادرة وجاءت ثالثا مغنية مرمادو، لتكون بذلك ضربة موجعة يتلاقاها الحزب الذي يكون قد فقد الكثير من قاعدته الشعبية أما قائمة الويزة حنون فقد عرف هو الآخر اهتزازات غير مسبوقة قد ترهن حظوظه في الفوز بأحد المقاعد ال 11 بعد تعيين أمين الاتحاد العام للعمال الجزائريين على رأس قائمته بسكيكدة، الأمر الذي آثار سخطا كبيرا في أوساط مناضلي الحزب. أما بخصوص الأحزاب الصغيرة فإن حزب علي فوزي رباعين خرج بقائمة غير شبابية حيث تصدر القائمة بسكيكدة الأستاذ والوجه الإعلامي المعروف احسن سرداني الذي يشغل حاليا منصب مدير متوسطة رأس القائمة في حين أن تكتل الجزائر الخضراء قد اختار الأستاذ الجامعي صالح بوزيان عن حركة النهضة على رأس قائمته يليه عكوشي إبراهيم عن حركة الإصلاح ثانيا وبوطوطن عبد الرزاق عن حركة حماس ثالثا، حيث يتواجد التكتل في أحسن رواق لخطف حصته في البرلمان القادم، خلافات الأفلان والأرندي ستكون بدون شك في صالح الأحزاب الصغيرة وبدرجة أكبر حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يرأسه الشيخ جاب الله المرشح الأبرز لاعتلاء منصة التتويج بأكبر عدد من الكراسي في وقت تم تعيين رئيس المجلس الشعبي السابق بورورو على رأس قائمته بسكيكدة.