هذه المفارقة الغريبة تؤكد ''عمى'' و''حمق'' قيادة التنظيم الإرهابي التي تريد أن تبرز كونها الذراع العالمي لتنظيم القاعدة في العالم وأنها على اطلاع وحرص بمعاناة المسلمين في العالم تنفيذا لوصايا أسامة بن لادن والظواهري، لكنها تغفل حقيقة كبرى وهي أنها ليست إلا عصابة من الإجراميين وقطاع القطرق الذين تأكدت العالم أجمع من بطلان أقاويلهم ودعاواهم بالجهاد، ولذلك لم يبق لهم من سبيل إلا محاورلة الكذب على المسلمين في العالم بالظهور بمظهر الحريص على مصالح المسلمين في الصين..! وكانت صحف صينية قد نقلت أن تقرير صادر عن مكتب ''ستيرلينغ استنت'' البريطاني المتخصص في الشؤون الاستخباراتية، كشف تهديد الجماعة السلفية باستهداف 50ألف صيني يعملون في الجزائر. كما قالت أنها ستشن هجمات إرهابية على المشاريع الصينية الأخرى العاملة في شمال إفريقيا. ولفت التقرير إلى أنها المرة الأولى التي تقدم فيها الجماعات الإرهابية على توجيه تهديدات مباشرة ضد المصالح الصينية. وكتب محررو التقرير -بحسب الصحف الصينية الصادرة أمس- ''إن كانت القاعدة في المغرب الإسلامي أولى تنظيمات القاعدة التي تؤكد علنا استهدافها المصالح الصينية، فمن المتوقع أن تتبعها تنظيمات أخرى تابعة لذات التنظيم''. ويشير التقرير إلى ''تزايد الحديث بين الجهاديين وعن عزمهم التعرض للصين''. وتابع أن ''بعض الأفراد بدأوا ينشطون لجمع معلومات حول المصالح الصينية في العالم الإسلامي التي يمكن اعتبارها أهدافا لإرهاب القاعدة''. وبحسب تلك الصحف، فإن تحليل ''ستيرلينغ استنت'' مبني على معلومات كشفها أشخاص حضروا جلسات الجماعة السلفية. وقالت المؤسسة البريطانية إنها رصدت حوارات على شبكة الإنترنت بين من وصفتهم ب''الجهاديين'' يتحدثون فيها عن الحاجة للانتقام مما حدث في مقاطعة ''شينغ يانغ''، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الإرهابيين تحدثوا عن وجود أهداف صينية يمكن ضربها في باكستان، شمال إفريقيا، اليمن والسودان. كما ذكرت المؤسسة البريطانية أنها رصدت موقعين على الإنترنت لهما صلة بتنظيم القاعدة يدعوان إلى قتل العمال الصينيين في السعودية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط. ووصفت المؤسسة البريطانية هذه التهديدات بأنها خطيرة، مشيرة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع نصبت الجماعة السلفية كمينا لقافلة لقوات الدرك الوطني كانت تحمي مهندسين صينيين، وتوقعت أن يقوم التنظيم بهجمات مماثلة مستقبلا. وصارت تهديدات الجماعة السلفية للدول الأجنبية، أمرا اعتياديا تحاول من خلاله إظهار نفسها أنهائ ''مدافعة عن المسلمين وتأخذها الحمية في حالة اضطهادهم''، مثلما أعلنته مؤخرا من تهديدات ضد فرنسا بعد إعلان هذه الأخيرة منع البرقع في فرنسا. نفس الحال ينطلي بعد حادثة الرسوم المسيئة للرسول الكريم في الدانمارك، حين هددت بضرب المصالح الدانماركية بمختلف مناطق العالم.