تحول برنامج «وركبت السفينة» لقناة كربلاء العراقية، إلى نقطة استقطاب إعلامي لكل الجزائريين والعلائلات الجزائرية التي لا تتردد في الظهور للعلن. القناة التي تقدم تعريفها لمشاهديها على أنها «العتبة الحسينية المقدسة حيث الانتماء الأصيل لفكر الإمام الحسين عليه السلام ومبادئه وفلسفة ثورته المباركة»، هذه القناة تواظب على استضافة منظّرين للفكر الشيعي الحسيني من طرف جزائريين، وكانت استضافت من أسمته سماحة الشيخ هكذا محمد عبير من الجزائر، الذي ظهر على المشاهدين في نهاية شهر مارس بجلابته الجزائرية، ولكنته المنحدرة من الغرب على ما يبدو، وأسهب المتحدث في الإطناب على المذهب للشيعي، ولم يفوت بتقية معروفة لدى معتنقي المذهب الشيعي فرصة الظهور ليمدح كثيرا مستوى الحريات الذي توجد عليه الجزائر، معتبرا أن السلطة لا تزعجهم والفيديو تم بثه على اليوتيوب. وعلى موقع اليوتيوب تم بث حلقة من حلقات «وركبت السفينة» الذي استضاف عائلة جزائرية تشيعت تأثرت بالحسينيات وبقصة السيدة فاطمة الزهراء بسوريا التي عاشت فيها هذه العائلة، قبل أن تقرر نفض الغبار عن التاريخ الحقيقي كما تقول للمسلمين وتطلع على ما حدث في كربلاء لتظهر لها الحقيقة الحسينية، كما تقول. ويبدو أن التأثير العلوي على الجزائريين في سوريا جد واضح في التوجهات الشيعية لدى فئة معينة منهم، تماما كما هو الشأن بالنسبة للسيدة شهرزاد من الجزائر التي ظهرت على قناة كربلاء دائما وروت قصتها المتمثلة في تأثرها بالشيعة في فرنسا الذين التقت بهم في عاصمتها باريس بعد عودتها إليها من الجزائر. واللافت أن التأثير الشيعي العراقي على الجزائريين تعزز وأصبح واضحا بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وكان لسقوطه عودة واضحة للمرجعية الشيعية العراقية التي تولت السلطة الروحية على شيعة الجزائر، مثلما خلصنا إليه من خلال متابعة هذا الملف وغياب المرجعية الايرانية عن مشاهد التشيع في السنتين الماضيتين لصالح العراقيين.