أمرت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بسكرة، بتثبيت عقوبة 6 سنوات سجنا نافذا ضد المتهم ص.ح.ع صاحب 28 سنة لارتكابه جناية الانخراط في مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمهاجمة مركز مراقبة للقوات المشتركة بمنطقة لحبال بالطريق الوطني الرابط بين مخرج بسكرة وحدود ولاية باتنة . فيما التمست النيابة العامة معاقبة المتهم ب 20 سنة سجنا نافذا مع مصادرة المحجوز، لكون أن الجاني قد اعترف بانظمامه لكتيبة الفتح وإنكاره لباقي التهم المنسوبة إليه على مستوى كافة مراحل التحقيقات. في حين اعترف بأنه تدرب على استعمال السلاح وكان على اطلاع بمهمة التخطيط والهجوم على هذا المركز الذي خلف مصرع 3 جنود وإصابة عونين من الحرس البلدي ومقتل مدنيين بسبب انفجار القنابل التي كانت مزروعة على الأرض خلال ليلة تنفيذ العملية. من جهته حاول دفاع المتهم المتشكل من 3 محامين تبرئة ساحة موكلهم من التهم المنسوبة إليه، عدا جرم الانظمام بسبب هروبه وتسليم نفسه إلى الدرك صبيحة اليوم الموالي لتنفيذ الإعتداء الإرهابي عن قناعة، كونه كان ضحية محاصرة من صديقه الإرهابي المسيلي منذ حوالي 8 أشهر بعد دعوته للذهاب إلى الزاوية بوهران، ثم الانخراط في صفوف العمل المسلح من أجل الجهاد في العراق وليس التيه في الشعاب. وفي الوقت الذي التمس فيه الدفاع منح هذا الشاب فرصة الاندماج من جديد بين عائلته حتى لو تطلب الأمر إدراجه ضمن لائحة المستفيدين من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، اعترف المتهم بأنه كان ضحية مغالطات صديق له من سيدي عيسى هو اليوم في قائمة المبحوث عنهم وأنه ندم أشد الندامة على انخراطه مع هذه الجماعات، مؤكدا على أنه لم يسبق له وأن رمى شخصا بأي رصاصة، وأنه قد تدرب على يد واحد من الإرهابيين المنحدرين من تونس وسلم نفسه إلى الدرك الوطني هروبا من الجماعات الإرهابية التي تنشط بالجبل الأبيض بضواحي ولاية تبسة ضمن تنظيم عبد المالك درودكال الإرهابي. وحسب أطوار هذه المحاكمة، فإن خلفية القضية التي بثت فيها محكمة الجنايات الأشهر الفارطة، المجدولة من جديد بعد ما نظرت فيها المحكمة العليا إثر طعن كانت النيابة العامة قد تقدمت به، وهي القضية التي تعود إلى ليلة الفاتح من شهر أفريل من عام 2007 لما تعرض مركز المراقبة التابع للقوات المشتركة إلى هجوم إرهابي شارك فيه نحو 25 شخصا بلباس أفغاني واستعملت فيه كافة أنواع الرصاص والذخيرة بما في ذلك الثقيلة منها، كقذائف أربي جي سات و3 أفام التي عملت على مقتل 3 جنود على الفور، وتسببت في إحداث خسائر كبيرة في هذا المركز، إضافة إلى جرح عونين من الحرس البلدي ومدنيين وهذا بعد ما التقط الإرهابيون صورا بالكاميرا للموقع المستهدف وترصد أفراده عن طريق تاغدة عبر جبال أحمر خدو ابتداء من أعالي ولاية باتنة نحو المزيرعة باتجاه منطقة مشونش.