اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، كلا من روسيا والصين بعرقلة التوصل إلى حل للأزمة السورية، مشيرا إلى أنهما “مستمرتان في حماية النظام السوري”. وقال في مقابلة مع صحيفة “الحياة” اللندنية نشرت أمس، إن “تحريك الجمود السياسي يتطلب تغييراً في موقف الحكومة السورية أو مجلس الأمن”، مجددا قلقه من توسع الأزمة السورية لتطاول الدول المجاورة. ووصف العربي ميثاق الأممالمتحدة ب”المقصر”، لأنه وضع كل السلطات في يد مجلس الأمن بما يسمح لدولتين وهما روسيا والصين بعرقلة ما يطالب به المجتمع الدولي، مضيفا أن “الوضع في سوريا يهدد السلم والأمن الدوليين، حيث الدماء تراق والأبرياء يموتون، ودولة لها قيمة تاريخية وقومية تدمر، وحاكم ونظام يقتل الشعب ويطلق قذائف من طائرات ومدفعية ودبابات ولا أحد يفعل شيئا”. وحذر من أن “المنطقة كلها وليست سوريا مهددة وعلى فوهة بركان، والانفجار يمكن أن يمس الجميع، ليس فقط اللاجئين بأعداد ضخمة جداً، لكن أيضاً في التأثير على هذه الدول بمختلف الوسائل، طبعا نخشى على العالم العربي ونخشى على الشرق الأوسط بأكمله”. وحول اندلاع حرب أو حروب مذهبية وطائفية مذهبية بشكل خاص سنية شيعية في المنطقة قال “للأسف الشديد، هناك مؤشرات غير مريحة”. وفي الأثناء، حصلت المعارضة السورية في نيويورك على عشرات الملايين من الدولارات كمساعدة إضافية من الولاياتالمتحدة التي نددت على هامش اجتماعات الجمعية العامة بدعم طهران لدمشق، في حين استمرت المعارك ميدانيا في سوريا مخلفة المزيد من القتلى. وأشرفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على اجتماع مجموعة (أصدقاء الشعب السوري) مع ممثلين عن 20 دولة. وشارك في الاجتماع تسعة معارضين قدموا من سوريا لكن بعيدا عن أعين الصحافيين لأسباب أمنية. وأعلنت كلينتون عن “مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون دولار” لمساعدة “الشعب السوري الذي يعاني جراء هجمات وحشية” للقوات الحكومية، مضيفة “أعلن أيضا عن مساعدة بقيمة 15 مليون دولار إضافية لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الإجمالي للمعارضة غير المسلحة إلى نحو 45 مليون دولار”. أما المساعدة الإنسانية الأمريكية لسوريا واللاجئين في دول الجوار فهي تصل إلى 132 مليون دولار، بحسب الوزيرة. أما نظيرها البريطاني وليام هيغ فقد أعلن تخصيص 12.9 ملايين دولار علاوة عن 30.5 ملايين تم تخصيصها لصندوق إنساني. وقال “الكثير من الأرواح أزهقت والكثير من الدم سال ويعاني السوريون الكثير. وعلينا أن لا نتركهم يفقدون الأمل”. من ناحية أخرى، شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على مساعدة “المناطق المحررة” في سوريا وهي “الوسيلة الملموسة أكثر” لمساعدة الشعب الذي “يشعر انه ترك لمصيره”، مشيرا إلى اجتماع “مقبل” في أكتوبر بالدوحة لتسريع تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا.