حذرت تونس مساء السبت،النظام الليبي من أنها "ستتخذ ما تراه ضروريا من تدابير لتأمين حرمة ترابها" إن لم توقف كتائب العقيد معمر القذافي إطلاق القذائف من داخل التراب الليبي باتجاه منطقة الذهيبة التونسية الحدودية مع ليبيا.وأعلنت السلطات التونسية "استنكارها الشديد لتواصل مسلسل الخروقات الخطيرة التي ترتكبها القوات الليبية على مستوى المعبر الحدودي (المشترك) بمنطقة الذهيبة مع توالي سقوط القذائف التي يتم إطلاقها من داخل التراب الليبي وما تشكله من خطورة كبيرة على سلامة السكان والمنشآت".وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية التونسية إنها "تعتبر هذه الخروقات أعمالا بالغة الخطورة على تونس وشعبها وسلامة أراضيها ومن شأنها أن تكون لها آثار سلبية جدا على علاقات حسن الجوار بين البلدين". وأضافت تونس أنه "أمام عدم جدية السلطات الليبية في الإيفاء بتعهداتها (وقف انتهاك حرمة الأراضي التونسية) فإنها ستتخذ ما تراه ضروريا من تدابير لتأمين حرمة ترابها الوطني وسلامة السكان واللاجئين في إطار ما تضمنه الشرعية الدولية" دون أن توضح طبيعة هذه التدابير.ولفتت إلى أنها "لم تتخذ قرارا بإغلاق (الجانب التونسي من) معبر الذهيبة التزاما منها بواجبها الإنساني في توفير ملاذ للمواطنين الليبيين العزل الذين يلجئون إلى تونس خوفا على حياتهم وسلامة أسرهم". يذكر أن هذا رابع احتجاج رسمي على انتهاك حرمة التراب التونسي من قبل كتائب القذافي تصدره تونس منذ انطلاق "الثورة" الليبية في 17 فبراير الماضي.وأعلن التلفزيون الرسمي التونسي الليلة أن عددا غير محدد من القتلى والجرحى سقطوا خلال معارك "عنيفة" دارت السبت على بعد 500 متر من الحدود التونسية،بين الثوار وكتائب القذافي للسيطرة على الجانب الليبي من معبر الذهيبة الذي لا يزال تحت سيطرة الثوار.وأضاف أن "أكثر من 80 قذيفة هاون" أطلقتها كتائب القذافي سقطت في مناطق خالية من السكان بالذهيبة التونسية. ويحاول الثوار والكتائب السيطرة على معبر الذهيبة لأهميته في إيصال إمدادات غذائية وطبية إلى داخل ليبيا.وترتبط تونس وليبيا بحدود برية مشتركة طولها 459 كيلومترا.ولا يوجد على طول هذه الحدود سوى معبرين اثنين هما "راس الجدير" (الرئيسي) و"الذهيبة".ولجأ نحو 40 ألف مواطن ليبي إلى تونس هربا من المعارك الجارية بين الثوار وكتائب القذافي في المناطق الليبية الغربية المتاخمة للحدود مع تونس.وتقيم العائلات الليبية اللاجئة إلى تونس في مدن "الذهيبة" و"رمادة" و"تطاوين" التابعة لمحافظة تطاوين.ووضعت السلطات الجيش التونسي في حالة استعداد على الحدود مع ليبيا تحسبا لأي طارئ.