العائلات تحدثت عن المعاناة التي تتخبط فيها منذ سنة 1962، حيث أكدت إحدى القاطنات أنها أودعت عدة ملفات لطلب السكن، وقامت بتجديده في السنة الماضية على أمل تحقيق مطلبها ولكن دون جدوى، وأضافت بخصوص تلك المنازل أنها تُعاني من درجة متقدمة من الهشاشة بحيث طالت التشققات والتصدعات جميع الجدران خاصة وأنها منازل قديمة تعود إلى الحقبة الاستعمارية، مما بات يسهل على مياه الأمطار التسرب إلى الغرف في فصل الشتاء رغم عمليات الترميم البسيطة التي يقومون بها مع بداية الشتاء ولكن بسبب نقص إمكاناتهم المادية وقدم البيوت فهي تبقى مؤقتة وبسقوط أمطار غزيرة تعود الأوضاع لحالها، لذلك طالبوا السلطات المحلية في عدة مراسلات بالقيام بمساعدتهم بغية ترميم السكنات ولكن لا حياة لمن تنادي، وفي ذات السياق أوضحت إحدى الفتيات أنها تقطن رفقة عائلتها المتكونة من 8 أفراد في منزل مكون من غرفتين ضيقتين لا يسعان جميع الأفراد مما أضطرهم إلى التصرف في البيت وذلك بالتخلي عن الحمام والمطبخ لتحويله إلى غرف إضافية بعد أن اتخذوا مساحة بالقرب من المنزل وأنجزوا فيها مطبخا بقطع الترنيت، بحيث تُعاني الوالدة كثيرا في الشتاء أثناء قيامها بالطهي نظرا لتدفق كميات كبيرة من مياه الأمطار من السطح، وهو المشكل الذي تعاني منه جل العائلات التي أكدت أن قرار رئيس الجمهورية القاضي بإعادة إسكان سكان البيوت الهشة سيمكنهم من التخلص من معاناة طال أمدها خاصة وأنهم باتوا يخشون انهيار هذه الأخيرة فوق رؤوسهم تحت أي هزة أرضية ولو خفيفة، ولكن في الوقت ذاته أعربوا عن تخوفهم من إقصائهم رغم أنهم يعتبرون أنفسهم من بين الأحق بالسكنات الاجتماعية الجديدة، وأوضحوا أنهم لن يتراجعوا عن مطلبهم لغاية تحقيقه والمتمثل في الاستفادة من برنامج الترحيل. قربهم من وادي الحراش يعرّضهم لمخاطر صحية لا يُعد ضيق البيوت وهشاشتها المشكل الوحيد الذي يؤرّق سكان حي كليموفيل بل هناك خطر آخر يهدد سلامتهم وصحة أطفاله وهو موقع الحي المحاذي لوادي الحراش، وبهذا الموضوع أكد المتحدثون أنهم يستنشقون يوميا الروائح القذرة التي تزكم الأنوف ورغم أنهم تعوّدوا على الأمر لمدة 40 سنة إلا أن ذلك لا ينفي تخوفهم من المخاطر الصحية التي تهددهم بسبب هذه الروائح وكذلك الحشرات اللاسعة، على غرار البعوض الذي يغزوهم صيفا وشتاء، ورغم قيام السلطات المحلية في كل مرة برش الحي بالمبيدات الحشرية إلا أن مشكل البعوض ليس له حل حسب القاطنين، كما تسبّب الوضع في ارتفاع درجات الرطوبة بالبيوت مما جعل أغلبهم يواجهون مختلف الأمراض الصدرية على غرار الربو والحساسية التي أصابت العديد منهم خاصة الأطفال الصغار، أما في فصل الصيف فيعانون من ارتفاع درجات الحرارة بالبيوت، وفي ذات السياق باتت شبكة الصرف الصحي قديمة بعد أن اهترأت قنواتها التي تعود إلى الخمسينيات وحسب البعض منهم فإن مشكل الانسدادات بات أمرا اعتياديا خاصة في الشتاء أين تنسد البالوعات ويتطلب تسريحها وضخها تدخل مصالح "سيال" وفي بعض الأحيان يتصرفون بأموالهم الخاصة بعد أن يطول أمر الإنسداد وتنتشر الروائح الكريهة والحشرات، وبتوفر جميع هذه المشاكل التي يجدها القاطنون سببا كافيا لتخليصهم من الحي وترحيلهم إلى سكنات جديدة توفر لهم حياة كريمة وحتى يتخلصوا كذلك من مشكل وادي الحراش. سارة، ب