بعد أن تم تعيين مدرب للمنتخب الوطني بحر الأسبوع الماضي، والمتمثل في اسم المدرب البوسني وحيد حاليلوزيش، الذي سبق له وأن عمل في الساحة الكروية الإفريقية، حين قاد المنتخب الإيفواري في التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الإفيرقية الماضيتين، تضاربت آراء بعض التقنيين واللاعبين القدامى للمنتخب الوطني بين مؤيد ومعارض، لفكرة تعيين واختيار هيئة روراوة لمدرب أجنبي على الكفاءات المحلية، رغم أن الأكثرية أيدوا اختيار افتحادية الوطنية لكرة القدم على اختيارها، ووصفوه بالمناسب. ولمعرفة تلك الآراء قامت يومية "الجزائرالجديدة"، برصد بعضها لأخذ ومعرفة آرائهم، كونهم تقنيين ممن مازال منهم يقدم في تجربته وخبرته للجيل الحالي، أو كما أشرنا كلاعبين قدامى للبعض الآخر، على رأيهم في المدرب الجديد، وهل يستطيع اعادة الكرة الجزائئرية إلى المنافسة والظهور في أكبر المحافل الدولية. مغارية: "هذا هو المدرب الذي يحتاج إليه منتخبنا"
وعن ذلك رأى اللاعب السابق للمنتخب الوطني سنوات الثمانينات، أن التعاقد مع البوسني حاليلوزيش، ووصفه بالمناسب، وهو المدرب الذي كان يحتاج إليه "الخضر" من قبل، في إشارة منه إلى أنه يعرف جيدا العقلية وذهنية اللاعب الجزائري، بعد أن لعب وعمل في البطولة الفرنسية وبعدها في القارة الإفريقية وكان ذلك مع المنتخب الإيفواري كما أشرنا من قبل والرجاء البيضاوي المغربي. واعتبر أحد صانعي أمجاد الكرة الجزائرية، أن الصرامة وقوة الشخصية المعروف عليها البوسني سيكون لها الأثر الإيجابي على تسيير المنتخب، وإيقاف بعض التصرفات التي لا تخدم المجموعة، وبذلك يجب علينا التعاون من أجل إعادة المنتخب إلى سابق عهده. وأضاف مغارية أنه يجب أن نترك الوقت الكافي للمدرب الجديد حتى يعمل في راحة، ولايجب أن نشوش عليه ولا على طاقمه المساعد له. وفي الأخير ختم ابن مدينة الشلف، على أن الفرصة مع هذا المدرب يجب أن تمنح كما يجب للاعبين المحليين، وكما كانت في سابق عهدها، حينما كان اللاعب المحلي هو النواة الأساسية للمنتخب. عاشوري: "يجب مساعدته ولوحده لايستطيع عمل أي شيء"
رأى مساعد المدرب السابق لمولودية الجزائر، كمال عاشوري، أن تعيين "حاليلو" على العارضة الفنية للمنتخب الوطني بالقرار الصائب من المكتب الفدالي بعد مهزلة مراكش والخروج بنسبة كبيرة من السباق نحو كأس الأمم الإفريقية 2012، المقرر إقامتها مناصفة بين غينيا والغابون. وقال عاشوري في تصريح ل "الجزائرالجديدة": "تعيين المدرب الأجنبي على رأس العارضة الفنية للمنتخب كان الأمر الصائب بعد، خيبة الأمل الكبيرة التي كان ورائها المدرب بن شيخة"، مضيفا: "يجب مساعدة حاليلوفيش في إعادة وبناء منتخب قوي، وإذا تركناه يعمل وحده فلا يأتي بنتيجة، ولايستطيع فعل أي شيء لوحده، كون أن تسيير المجموعة صعبا على أي كان". وحول الشخصية المعروف عليها المدرب البوسني الذي سبق أن عمل في عدة فرق وآخرها تدريبه للمنتخب الإيفواري قال عاشوري: "هو مدرب معروف بصرامته وجديته في العمل، وأظن أنه مناسب نظرا لكونه مسلم، ويعرف عقلية اللاعب المغترب واللاعب الإفريقي الذي سبق والعمل معه، وهذا ماكان ينقص منتخبنا الوطني وغاب في المدربين السابقين". وفي سؤال حول الراتب الشهري الذي سيتقاضاه البوسني في الفترة التي سيشرف على "محاربي الصحراء"، والذي سيفوق 700 مليون سنتيم، قال أنه معقول بالنظر للرواتب التي يتقاضاها المدربون المشرفون على المنتخبات. بلومي: "هو قرار صائب مادام أن المدرب المحلي لم ينجح"
وعلى رؤى سابقيه وصف النجم السابق ل "الخضر" سنوات الثمانينات، لخضر بلومي، أن تعيين المدرب الجنبي لقيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني بعد رحيل عبد الحق بن شيخة، بالقرار الصائب، بعد أن إخفاقات المدرب المحلي في قيادة رفقاء القائد عنتر يحيى. وقال بلومي في تصريحه ل" الجزائرالجديدة" أن ذهنية المدرب الأجنبي ستعود بالفائدة للمنتخب الوطني، كون أن المدرب الأجنبي له أفكار، في ظل التطور الكبير في المستديرة عندهم، ووسط الركود والتراجع الذي تشهده كرة القدم عندنا. وأضاف بلومي في نفس السياق: "خاصة وأن ذهنية اللاعب الجزائري صعبة، والمشكل عندنا في اللاعب بدرجة كبيربة، وليس في المدرب وصرامته ستكون في فائدة المجموعة ككل". وفي سؤال حول رأيه إن كان هل سيستطيع الناخب الوطني الجديد في تحقيق الأهداف المسطرة من قبل الإتحادية الوطنية لكرة القدم "الفاف"، قال نفس المتحدث متحفظا: "لا أستطيع تقدير إن كان سيقدر على رفع التحدي وتحقيق الأهداف المرجوة منه أم لا"، منوها إلى أنه يجب أن يمنح الفرصة الكافية للاعب المحلي في عهدته حتى يثبت قدراته، أما حول راتبه قال أنه يستحقه فهو مدرب على المستوى العالي. مناد: "حاليلوزيتش هو الأنسب..ويجب منح فرصة للاعب المحلي"
من جهته قال جما ل مناد بأنه على حاليلوفيش أن يمنح الفرصة للاعبين المحليين، باعتبار أنه يملك الوقت من أجل متابعة البطولة الوطنية وجلب بعض اللاعبين الأكفاء إلى المنتخب الذين بإمكانهم تقديم الإضافة اللازمة، في حين لم ينفي المدرب السابق لشبيبة بجاية استعانته ببعض اللاعبين الشباب المتألقين في مختلف البطولات الأوروبية. كما قال مناد بأنه على الجميع أن يمنح بعض الوقت للمدرب البوسني من أجل ترتيب أمور المنتخب، التي هي ليست على مايرام على حد قوله، وعن مقدرة حاليلوفيش في تحقيق الأهداف المسطرة قال مناد بأنه في بداية المشوار وان الحكم على هذه الأمور يكون سابق لأوانه، إلى أنه قال بأنه على البوسني إحداث ثورة في تشكيلة المنتخب الوطني، بإعادة بنائه من جديد. من جهة أخرى فقد أكد مناد أن المدرب البوسني حاليلوفيش كان الأنسب لقيادة الخضر وذلك بحكم معرفته للكرة الإفريقية واللاعب الإفريقي وذلك بعد عدة تجارب خاضها في القارة السمراء والتي كان أخرها مع منتخب الفيلة كوت ديفوار. بن عبد الله: "أعرفه وهو قادر على الذهاب بعيدا مع الخضر"
من جانبه قال الحارس السابق للمنتخب الوطني ومولودية وهران بن عبد الله أن التغيير جاء في الوقت المناسب، خاصة وأن الجمهور العاشق للمنتخب الوطني لم يعد يتحمل الأوضاع التي أل إليها، في حين أكد بن عبد الله أن الجماهير الجزائرية كانت وراء مطالبة الإتحادية الوطنية بجلب المدرب الأجنبي إيمانا منهم بأنه سيضفي الجديد على المنتخب، في حين أقر بن عبد الله بالصرامة والانضباط الذي يتمتع به هاليلوزيتش بحكم انه لعب ضده عندما كان يدرب الرجاء البيضاوي في 1997 وبن عبد الله كان حارسا للوداد البيضاوي المغربي، مشيرا في حديثه إلى أنه المدرب الذي يحتاج إليه المنتخب الوطني، كما طالب بن عبد الله بمنح الوقت الكامل لهاليلوزيتش من اجل وضع بصماته، إضافة إلى تكافل كامل الجهود من أجل إخراج المنتخب من المحنة التي هو فيها. في حين قال بن عبد الله بأنه على المدرب البوسني أن يمنح الفرصة الكاملة اللاعبين المحليين الذين بإمكانهم فك بعض العقد في شيفرة المنتخب الوطني، كما لم يخفي بن عبد الله أن اللاعب المحلي مازال ينقصه الكثير وعلي الإتحادية والأندية أن تتكفل بهم بالطريقة الأنسب حتى تمكنهم من أن يكونوا في الصورة. وفي سؤال عن تشكيل الخضر قال بن عبدالله أنه أضحى من اللازم إحداث ثورة في تشكيلة المنتخب بإبعاد على الأقل سبعة لاعبين فاق سنهم ال26 سنة كما أنهم أضحوا لا يقدمون الشيئ الكثير للمنتخب. بطروني: "لو تمنح مثل هذه الإمكانيات لمدرب محلي يصنع المستحيل"
وعلى عكس الآخرين فقد قال اللاعب الدولي السابق وصاحب ذهبية الألعاب المتوسطية 1975 مع الخضر عمر بطروني أنه لا يحبذ فكرة المدرب الأجنبي إطلاقا وأن تعيين حاليلوزيتش على رأس المنتخب الوطني لا يستهويه البتة، حيث قال بأنه يفضل المدرب المحلي وان الجزائر تمل العديد من المدربين الأكفاء باستطاعتهم تقديم الأفضل في حال منحت لهم كل التسهيلات والمساعدات اللازمة. في حين قال بطروني بأن مزيان إيغيل كان الأنسب لقيادة الخضر وهذا حسب وجهة نظره الخاصة مستدلا في ذلك بصرامته وانضباطه الكبيرين في العمل وكذا نجاحه الكبير في التتويج بلقب البطولة الوطنية مع جمعية الشلف في أول موسم له معها. في حين قال بطروني بأن مشكل الخضر يكمن في اللاعبين وليس في المدربين مستدلا في ذلك بمباراة المغرب، كما طالب من الإتحادية الجزائرية إلى تكوين اللاعبين المحليين في أنديتهم بأفضل الطرق ولما لا على الطريقة الأوروبية وكذلك منحهم الفرصة الكاملة لأخذ أماكنهم ضمن المنتخب الوطني، حيث اعتبرهم بطروني أفضل بكثير من بعض العناصر التي تلعب ضمن صفوف المنتخب الوطني. رصدها: إسماعيل /ماليك