حلّ علينا شهر التوبة والغفران ، رمضان الذي تحضر له العائلات الجزائرية خاصة النسوة بطريقتهن الخاصة ، وذلك تتبعا لبعض العادات التي مازالت تحتفظ ببعضها نسوة زماننا ، لتصنع بذلك أمهاتنا "ريحة رمضان" التي نشتاق لها كل سنة .وتحسبا لهذا الشهر الفضيل شرعت منذ أيام النسوة الجزائريات في مختلف التحضيرات التي تعتبرها البعض ضرورية فهي التي تصنع حلاوة رمضان التي لا تضاهيها حلاوة ، ولذلك قامت "الجزائرالجديدة" باستطلاع بعض الشهادات . تنظيف المنزل وتغيير ديكور المطبخ أولى التحضيرات إن ما يلاحظ لدى العائلات الجزائرية عند اقتراب شهر الرحمة هو قلب المنزل رأسا على عقب ، وتنظيفه تنظيفا جذريا تأهبا للصوم في أجواء تنطق نظافة ، وهذا ما أكدته لنا فاطمة ربة منزل قائلة أنها كل عام قبل حلول رمضان بأيام ، تقوم بتنظيف المنزل وخاصة المطبخ حتى تستطيع أن تبدع بأناملها في جو كله نظافة ،خاصة و أن الشهر الفضيل لهذه السنة اقترن بالموسم الصيفي الذي تكثر فيه المناسبات ، ما يعطل النسوة عن تنظيف بيوتهن بشكل جذري ورمضان فرصة لذلك ،أما منال فهي أم لأربع أطفال ، تقول أنها هذا العام لم تكتفي بالتنظيف فقط ، بل قامت بطلاء المنزل كله و غيرت ديكور مطبخها من شراشف وطاولة الأكل ومختلف الأطقم الخاصة بالتوابل والمعالق وغير ذلك ، أما سعاد فتقول أنها استفادت من عطلة بعملها خصيصا لتقوم للتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال التنظيف ، حيث تقول أنها تولي اهتمام كبير للمطبخ باعتباره المكان الوحيد الذي يخصص لتحضير مختلف الأطباق ، كما أنها تهتم بغرفة الضيوف لتستقبل أقاربها وجيرانها في ظروف بهيجة ، تضيف محدثتنا قائلة أنها تحاول كل سنة أن تخلق جو رمضاني ، وذلك بتبديل طاولة الجلوس الصغيرة بصينية نحاسية "سني" وإضفاء ديكور عاصمي يليق بالشهر الفضيل. اقتناء "لافيتايموا" اهتمام آخر تحضيرا للشهر الفضيل هناك بعض المواد الغذائية الجافة وغيرها ، تقوم النسوة باقتنائها أياما قبل الشهر الفضيل وتسمى بالعامية "لافيتايمو" ، وهذا ما يلاحظ عندما تتجوّل في أسواق العاصمة ، حيث توجد حركة غير عادية للنسوة التي تبدأ في اقتناء مختلف التوابل بكل أنواعها ، في هذا الصدد تقول إحداهن و قد التقيناها في سوق 8 ماي بباب الزوار" أن التوابل هي سر كل الأطباق الجزائرية ، واستعمالها الصحيح يضفي لذة لا مثيل لها ، وغير بعيد عن سر الأطباق الجزائرية ، نجد إقبال كبير على "الفريك" الذي يتصدر قائمة المبيعات عند حلول رمضان ، لأن العائلات الجزائرية لا تستطيع التخلي عن "شوربة الفريك" ،و يصل سعر الكيلوغرام الواحد في هذه الأيام ما بين 15ألف إلى25 ألف دج وذلك حسب النوعية الجيدة ، كما أن لحبوب الحمص اهتمام أخر لدى ربّات البيوت ، لأنه يستعمل في أطباق عديدة كالشربة ،شطيطحة، المثوم...وغيرها من الأطباق ، ناهيك عن المواد الأخرى كالطماطم المصبّرة والكسكسي الذي تجده الكثير من العائلات الجزائرية طبقا لا يستغنى عنه في السحور . تخزين وتجميد بعض الخضر تحسبا لغلائها وربحا للوقت إلى جانب ما سبق ذكره تقوم بعض النسوة باقتناء بعض الخضر والفواكه التي قد تشهد غلاء في سعرها في الأيام الأولى لهذا الشهر الفضيل ،كالطماطم والفلفل بنوعيه الحار و الحلو ، كما تقوم بتخزين البصل والثوم بعد تقطيعهما قطعا صغيرة و الاحتفاظ بهما في الثلاجة بعد إضافة مادة الزيت عليهما من أجل الاحتفاظ بهما مدة أطول من طرف ربّات البيوت ، حيث تقول السيدة زهرة أنها استغلت انخفاض سعر بعض الخضر وقامت بتجميدها ، وعن الطريقة تقول أنها تقوم بتفوير مادة الطماطم والفلفل الأحمر ومن ثمّ تقوم برحيهم ، ثم تضعهم في علب التجميد وتضعهم في المجمدة ، وخلال رمضان تكون قد وفرت مالها ووقتها وجهدها ،أما الحاجة خديجة فهي تقوم باقتناء البصل والثوم التي تشهد ندرة وارتفاعا في السعر هي الأخرى طوال السنة ، الأمر الذي جعلها تحتفظ بها بطريقتها ، وذلك بربطها على شكل عقد وتعليقها في مكان مهوى حتى لا تفسد و يصير من السهل عليها الاحتفاظ بها أطول مدة مثلما عهدت فعله جداتنا . اختيار أجود دقيق لديول رمضان لا تخلوا المائدة الرمضانية لدى العائلات الجزائرية من البوراك في الإفطار ، و من الصامصة والمحنشة في السهرة، لذلك هناك من السيدات من يتقن صنع الديول التي يحبذنها من صنع أيديهن ، لذلك تلجأ أكثرية النساء لاختيار أجود أنواع الدقيق لصنعها ، سواء من أجل الاستغلال الذاتي أو بدافع بيعها لتكون وسيلة للاسترزاق في هذا الشهر . اقتناء الأقمصة من أجل الالتحاق بصفوف التراويح يع شهر رمضان شهر الطاعة و التوبة والغفران ، تفتح فيه باب التوبة و تتضاعف فيه الحسنات، لذلك يسعى كل أفراد المجتمع الجزائري لتهيئة أنفسهم معنويا لاستقبال هذا الشهر و تثبيت أجورهم عند ربهم ، وتزامنا معه يقوم بعض الشباب باقتناء الأقمصة البيضاء من أجل الإعتكاف في بيوت الله و التسبيح له قبيل الفطور بساعات ، و الالتحاق بأداء صلاة التراويح عملا بالسنة الحميدة ، إلى جانب هذا تشهد مختلف مساجد العاصمة عملية ترميم وتنظيف شاملة وتوسيع لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصلين، وهذا ما أكده لنا أحد الأئمة الذي قال أن عملية التحضير لهذا الشهر الفضيل انطلقت منذ بداية شهر جويلية ، وذلك قصد توسيع المسجد وترميمه ، كونه كان لا يكفي لكل المصلين ، ما جعلهم العام المنصرم يؤدون صلاتهم خارجا ، و بمساعدة ذوي البر والإحسان وفضلهم يقول المتحدث ، قمنا بتوسيع مسجد حينا وتنظيف كل السجائد وإيصال المسجد بالمياه ، حتى تكون كل الظروف مهيأة لأداء السنة الحميدة والخروج من هذا الشهر بأكبر قدر من الحسنات والأعمال الصالحة و صوم مبارك و مقبول بإذنه عزّوجل . الجزائريون بين حرارة الطقس لهيب الأسعار و تهديدات الكاميكاز الكل يأمل في تذوق حلاوة رمضان على الطعم الذي ذكرناه آنفا ، و لكن يبدو أن الواقع الذي نعيشه يريد أن يفسد نكهة الشهر الفضيل على الجزائريين ،فالشارع يغلي من كل ناحية سواء الأمنية أو الأسعار التي التهبت عشية رمضان ، و المتجوّل في الأسواق يلاحظ و يستشف حتما ما نريد التحدث عنه ، فمنطق الربح السريع هو سيد الموقف و القرارات عرض الحائط ،هذا هو الحال و لا عدول عنه ،الجزائرالجديدة تجوّلت في بعض أسواق العاصمة ،و نقلت صورة حقيقية عن الانتهازيين الذين لا يضعون وزنا ولا اعتبارا لشهر الرحمة . التجار الانتهازيون يعلنون الحرب على المواطن البسيط خلال تجوّلنا بسوق ميسونيي تبين لنا الوضع الكارثي الذي آلت إليه الأسعار عشية شهر رمضان ، و قفزت بعضها إلى الضعف إن لم نقل أضعافا مضاعفة ، فقد ارتفعت أسعار كافة أنواع الخضر إلى درجة أثارت قلق المواطنين الذين شرعوا في إعداد الميزانية الخاصة بتغطية مصاريف رمضان، وتراوح سعر الطماطم بين 25 و40 دج،و هو سعر مرشح للارتفاع ، في حين بلغ سعر الفاصولياء الحمراء 150 دج أما البيضاء فقفز إلى 170 دج، وبرر الباعة الذين تحدثت إليهم الجزائرالجديدة واستفسرتهم عن سبب هذا الجشع و المبالغة في ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه ، فكان ردهم أن السبب يرجع إلى زيادة الطلب ، مما يجعل قانون العرض و الطلب هو المتحكم في السوق الجزائرية ، يضيف محدثنا أن أسعار هذه المواد الاستهلاكية تبقى مرتفعة في أسواق الجملة ، كما أن تاجر التجزئة يدفع من جيبه تكاليف النقل، وهو ما يؤثرحتماعلىأسعارالخضر والفواكه في سوق التجزئة . وقد بلغ سعر الكوسة إلى 65 دج ، خاصة و أنها تستعمل بكثرة خلال رمضان من قبل الكثير من ربّات البيوت في إعداد طبق الشربة ، وسعرها مرشح للارتفاع ليبلغ 100 دج للكيلوغرام الواحد بسبب كثرة الإقبال عليها يقول باعة السوق . تغيير النشاط و افتقاد شروط الاستهلاك ميزة يطبعها التجار في رمضان الكل يريد الربح السريع في هذا الشهر على حساب كل شيء ، و لو تعلق الأمر بصحة المواطن ، و بالخصوص في هذا الفصل الحار الذي تكون معظم المواد الاستهلاكية عرضة للتلف بسبب درجة الحرارة العالية ، و الأكيد أن الكل لاحظ بعض السلوكيات التي صار الجزائري معروف بها في رمضان ،و من بينها تغيير النشاط بدون حتى رخصة ، ليتفنن التاجر بذلك في تسميم الجزائريين ، فالكل يبيع الزلابية و القلب اللوز و الخبز و الأجبان و غيرها من المواد التي يكثر عليها الطلب في رمضان ، فلا تستغرب إن رأيت ميكانيكيا حوّل محله لبيع الزلابية ، أو سائقا يبيع القلب اللوز ، فالإهمال صنعة جزائرية خالصة ، و انعدام النظافة صفة الجزائريين بامتياز، و أمام هذا الوضع يبقى المواطن الجزائري هو من يدفع الفاتورة و ستكون أكيد صحته قبل جيبه ، و يقول محمد الذي صادفناه في السوق و هو يتذمر من أسعار الخضر و الفواكه الغالية ،أن المواطن هو السبب في ذلك ، و لو قام المواطنون بانتفاضة جماعية يوما واحدا و أضربوا عن الشراء ، فسوف يكف هؤلاء الباعة الجشعون عن استغلالهم و استنزاف جيوبهم ، لكن شعبنا يمكنه الاستغناء عن أي شيء سوى الأكل ، فشتان بيننا و بين الدول الأوربية التي تقام فيها ثورة إن ارتفع السعر سنتيما واحدا ، و نحن ترتفع أضعافا مضاعفة و لا حياة لمن تنادي، بل إنك تجد الإقبال عليها متزايدا ، و للتجار كل الحق في التلاعب بالأسعار كونهم وجدوا من يشتري يقول المتحدث . الجزائري بين حرارة الطقس ، لهيب الأسعار و تهديدات "الكاميكاز" رمضان هذا العام أكيد أنه لن يكون كغيره ،كونه أتى في عز الصيف ، و يؤكد الخبراء أن شهر أوت سترتفع فيه درجة الحرارة كثيرا مما سيجعل الصيام أمرا صعبا ، و بالخصوص على كبار السن بسبب العطش الشديد ، ومادامت الظروف الطبيعية لن ترحم الجزائري ، فأكيد أن تجار النار لن يفعلوا ذلك ، لأن الأسعار بدأت تطلق شرارتها و تنذر بلهيب لن تطفئه حتى الحماية المدنية ، كما سيصوم الجزائريون تحت تهديدات الانتحاريين الذين يحبذون هذا الشهر للقيام بعملياتهم الفدائية ، و قد بدأت شرارتها من تفجيرات بومرداس و هو ما جعل مصالح الأمن تتأهب لتجعل من الأماكن العمومية و المساجد ، مساحات آمنة للمواطنين الذين سيصلون و يصومون تحت الحصار و اللأمن ، كل هذه الظروف ستجعل من رمضان 2011 صعبا بالتأكيد ، لكن الإيمان و الإرادة سيكونان أقوى بكثير من كل هذا ،لأننا في شهر التوبة و الغفران ، و فيه تفتح أبواب السماء و تقبل الدعوات و الصلوات. نجوم الدراما العربية تتنافس في عرض أقوى أعمالها مع حلول الشهر الكريم من كل سنة تتسابق القنوات الفضائية العربية في شراء أضخم الأعمال الدرامية لعرضها خلال رمضان من أجل استقطاب المشاهدين ، وفي كل سنة تتربع العديد من القنوات على العرش بتحقيقها أعلى نسبة مشاهدة ، ومع بداية العد التنازلي لرمضان 2011 تقوم مختلف القنوات بعرض إعلانات هذه المسلسلات ، وبعد أن كان التنافس سوريا مصريا بحتا ، حجزت الدراما الخليجية لها مكانا على مختلف القنوات هذا العام ، ورغم أن هذه القنوات تصرف الملايير من أجل شراء هذه المسلسلات ، إلا أن المواطن الجزائري يأسره الحنين إلى القناة الوطنية الأرضية التي يعزف عنها طيلة السنة و حجته رداءة البرامج المقدمة . العائلات تترقب برنامج التلفزيون الجزائر في رمضان بلهفة غيربعيد عن رمضان وعن أجواء ه فإن العائلات الجزائرية تترقب بشغف كبير برنامج التلفزيون الجزائري، حيث يعرف هذا الأخير إقبالا كبيرا في هذا الشهر الفضيل ، لأنه يراعي معظم الأذواق كما أنه موجه للعائلة ككل بدون حرج ، وهذا ما أكده بعض متتبعي القنوات الجزائرية حيث قال محمد أنه في شهر رمضان يقوم خصيصا ببرمجة القنوات الجزائرية في قائمة القنوات ، حتى يتسنى للعائلة المشاهدة ككل والاستمتاع بكل ما يعرض من أفلام ،مسلسلات،سكاتشات .. وغيرها، و أكد صديق محمد أن زوجته تحبذ في هذا الشهر أن تشاهد القنوات الجزائرية و تميل خاصة لحصص الطبخ لكي تحس "ببنة رمضان" على حد قوله ، ولهذا نجد أن أغلبية مشاهدي القنوات الجزائرية يتمنون أن يكون البرنامج غنيا ومفيدا ومتزامنا مع الشهر . أنغام الشعبي طبق المائدة الرئيسي و الفطور " ميحلاش " بدونها و من خلال سبر للآراء قامت به الجزائرالجديدة في شوارع العاصمة ، حول متابعة البرامج التلفزيونية في الشهر الفضيل كانت أغلب الإجابات متشابهة ، فالعائلة الجزائرية تلتف حول مائدة الإفطار بعد الآذان وتتناول طبق الشوربة أو الحريرة على أنغام الشعبي للمرحوم " قروابي" وغيره من عمالقة هذا النغم الأصيل ، وهو تقليد قديم للقناة الجزائرية ألفناه منذ الصغر تقول إحدى السيدات ، التي أكدت أنه لا بديل للقناة الوطنية خلال الساعات الأولى بعد الإفطار، بعدها تفضل العائلات الجزائرية متابعة الكاميرا الخفية التي أبدع ممثلوها في السنوات الأخيرة ، ورغم أن الجمعي فاميلي لصالح أوقروت يعود هذه السنة ، إلا أن جميع من تحدث إلينا تأسف لعدم عرضه في رمضان الماضي، وتمنى الجميع أن يكون برنامج السنة ثريا بالمسلسلات الجزائرية ، التي تعالج مختلف قضايا مجتمعنا ، إلى جانب المسلسلات الفكاهية التي لها جمهورها الخاص، وينتظر العديد ممن تابع مسلسل " الذكرى الأخيرة " في جزئه الأول السنة الماضية الجزء الثاني، ورغم أن معظم الشباب الذين أكدوا لنا أنه لا علاقة لهم على الإطلاق بالشاشة فهم يخرجون للشارع مباشرة بعد الإفطار ، إلا أن ذلك لا يمنعهم من متابعة " السكاتشات" الجزائرية ، و لزينب وجهة نظرها الخاصة بشأن هذا الأمر إذ تقول أن الفنان الجزائري لا يقدم أعمالا على مدار السنة ، مما يجعلهم ينتظرونهم بفارغ الصبر في رمضان ، وحسبها لأشقائنا العرب نجومهم ولنا نجومنا ، ولا بديل عن القناة الجزائرية في هذا الشهر رغم أن برنامج السنة المنصرمة لم يكن في المستوى وخيب آمال العديد من المشاهدين الذين فضلوا الفضائيات العربية . بعد الإفطار "الزابينغ" "يدير حالة" و أمام غياب "بابا الحارة " مراهنة على "الزعيم" بعد الإفطار ومتابعة القناة الجزائرية في الساعة الأولى ينصرف الشباب للشارع ، فيما يفضل الكثيرون منهم مصاحبة الكهول و الشيوخ لأداء صلاة التراويح ، ولا تجد النسوة ما تقوم به بعد يوم كامل من التنقل بين الأسواق والتفنن في إعداد ما لذ وطاب من المأكولات الجزائرية، سوى الجلوس أمام شاشة التلفزيون لمتابعة نجوم العرب في أقوى أعمالهم ، وتقول نوال من كثرة الإنتاج والمسلسلات الدرامية سواء المصرية أو السورية أو حتى الخليجية مؤخرا تجد نفسها محتارة في متابعة أي عمل ، فتجد نفسها تقوم ب" الزابينغ" للتنقل من قناة إلى أخرى، ومن بين المسلسلات التي تظهر إعلاناتها هذه الأيام على الفضائيات، جلب مسلسل الزعيم السوري للنجم خالد تاجا فضول العديد ممن تحدثوا إلينا ، وأكدوا أنه سيكون البديل الذي يتوقع أن ينقذ الدراما السورية التي تفوقت على الدراما المصرية من خلال مسلسل باب الحارة الذي تم عرضه على مدار 5 سنوات في 5 أجزاء كاملة ، وعرض على عدد كبير من القنوات العربية، وتقول أنيسة أنها ترى في توقف هذا المسلسل خسارة للدراما العربية على العموم ، ومن بين أقوى المسلسلات التي كثرت حولها الضجة هذه السنة مسلسل الفتنة الكبرى ، إضافة إلى المسلسل الخليجي الملكة ، والمسلسل المصري سمارة لغادة عبد الرازق أو الحاجة زهرة، إلى جانب عدد كبير من المسلسلات التي سيتنافس نجومها لجلب المشاهدين طيلة 30 يوم مثل صبايا في جزءه الثالث . الدراما التركية تحتجب في رمضان والمسلسلات التاريخية تجلب الرجال سيطرت المسلسلات التركية على مدار السنة على القنوات التلفزيونية وسلبت عقول وقلوب المشاهدين، إلا أنها ستحتجب هذا الشهر لتترك مكانها للأعمال العربية التي باتت تعرض لأول مرة في رمضان إلا مسلسل واحد وهو "إيزل" في جزئه الثاني ، ولا يقتصر متابعة هذا الأخير على النساء و حسب بل كان للرجال نصيب من هذه البرامج ، ومعظم من تحدث إلينا أكد أن المسلسلات التاريخية تستهويهم ،خاصة إن كان توقيتها مناسبا أي بين الإفطار وصلاة التراويح ، فمحمد شاب أكد لنا أنه تابع في السنة الماضية مسلسل " يوسف" رغم الضجة التي صحبته بشأن تحريمه ، ومن بين الأعمال التاريخية التي ستعرض خلال رمضان 2011 ، مسلسل الفتنة الكبرى معاوية والحسن والحسين الذي استنزف إنتاجه ميزانية 10 ملايير دولار على مدار 3 سنوات كاملة ، والذي سيجسد فيه دور الحسن والحسين وهو ما أثار العديد من التأويلات بأنه شيعي وسارع بعض المفتيين إلى تحريمه ، وتراهن القنوات التي ستعرضه حصريا أنه سيحقق نسبة كبيرة من المشاهدة، إضافة إلى مسلسل عمر الفاروق ، هذا و سيعرض مسلسل محمود درويش الذي اشترت حقوق بثه الجزائر إلى جانب مسلسل الغالبون. الحصص الدينية ..أفلام الكارتون وحصص الطبخ لها جمهورها الخاص تتنوع البرامج التي يتم بثها خصيصا ولأول مرة على مختلف القنوات التلفزيونية ، بحيث تتعدى المسلسلات الدرامية المعروف عنها بكثرة جمهورها، وحسب زهية ربة بيت وأم لبنتين فإنها لا تفوت حصص الطبخ سواء التي تقدمها كل سنة السيدة بوحامد على الجزائرية الثالثة ، أو تلك التي يقدمها أسامة في مع "أسامة أطيب "على قناة دبي ، إلى جانب المطبخ المغربي الذي تتفنن فيه السيدة "شميشة" و "منال العالم" على أبو ظبي ، فضلا عن المطبخ التونسي واللبناني، بحيث تجلب هذه البرامج عددا كبيرا من النسوة التي تمضي اليوم في متابعتها ، وتدوين ما يعجبها من وصفات وأطباق قبل التوجه بعد الزوال إلى المطبخ ، وتقول أنيسة أنها لا تتردد في تجريب مختلف الأطباق التي تعجبها، ومن خلال متابعتنا لهذه القنوات في السنوات الأخيرة كنا نستمع لاتصالات هاتفية من الجزائر من أجل الاستفسار عن بعض الأطباق، أما الأطفال فلهم نصيب من التلفزيون ، بحيث تخصص قنوات الأطفال على غرار "سبيستون" العربية برنامجا خاصا برمضان ، بحيث تعرض أفلاما كارتونية جديدة أو قديمة أحبها الأطفال بكثرة، وبهذا الشأن ينتظر جمهور الأطفال مسلسل النجم المصري يحيى الفخراني الكرتوني الخاص بقصص الحيوانات في القرآن الكريم ، بحيث يتناول قصة الفيل وأبرهة الحبشي والحوت الذي التهم النبي يونس وقصة البقرة مع بني إسرائيل والهدهد مع سيدنا سليمان ، وهي سلسلة ممتعة يرويها كل يوم بصوته الدافيء ،غير أن العديد من الأمهات أكدن أن البنات في رمضان يفضلن اقتحام المطبخ ، ومساعدة أمهاتهن في الأمور البسيطة كالبوراك أو السلطة وملاحظة كيفية الطبخ ، إلى جانب المساعدة في إعداد مائدة الإفطار، وهنالك من يفضل مشاهدة الحصص الدينية على غرار حصة "حدث وحديث" التي تعرض على القناة الجزائرية ، والدروس المحمدية التي استحسنها العديد من الجزائريين ، وتستقطب القنوات الدينية على غرار "إقرأ" نسبة كبيرة من المشاهدة. رمضان للتنافس على العبادة والمغفرة وليس من أجل مشاهدة المسلسلات رمضان هذا الشهر الفضيل الذي يغفر فيه الله لمن صامه إيمانا واحتسابا، كان يقضيه الأسلاف في التنافس من أجل العبادة ونيل المغفرة، بحيث يصوم فيه الجميع بإيمان ويختم فيه الصائمون القرآن الكريم ، لأن هذا الشهر يأتي مرة كل سنة، وتقول " شهرة" أن الغرض من رمضان هو اكتساب الحسنات ورضا الله ، وليس التنويع في الأطباق ومتابعة المسلسلات ، خصوصا وأن العديد من هذه الأخيرة لا تحترم حرمة هذا الشهر وتعرض لقطات إباحية مخلة بالحياء، على غرار المسلسل المصري الذي سيعرض في رمضان "سمارة"، والذي يتحدث عن حياة راقصة، وأكدت أن البعض يمضي يومه في التسوق وتمضي النسوة يومها في إعداد أكبر قدر من الأطباق في النهار ، وبعد الإفطار يتابعون الفضائيات، أما " نادية" فأكدت أنها تعكف في رمضان على صلاة التراويح وقراءة القرآن وهو ما يفترض بالجميع أن يقوم به . رمضان كريم للجميع في ختام موضوعنا و نحن نستقبل أعظم الشهور ، لا يسعنا إلا أن نتمنى رمضانا كريما لكل الجزائريين و المسلمين في بقاع العالم ، أعاده الله علينا و عليهم بالخير و اليمن و البركات ، و كل ما نأمله أن لا يفوته المسلم في متاهات الحياة ، و يجعله فرصة لمحاسبة النفس على كل ذنب وقعت فيه ، فهو شهر للمغفرة و الرحمة و جعل الله أبوابه مفتوحة لكل تائب يرجو مغفرته ، فليخرج كل مسلم في نهايته بأكبر قدر من صالح الأعمال التي تثقل ميزان حسناته .