يلتئم اليوم شمل أنصار الشيخ عبد الله جاب الله في مؤتمر تأسيسي يعكف فيه المجتمعون على تشكيل واختيار مؤسسات الحزب الجديد، حيث ذكرت مصادر مطلعة تحدثت إليها الجزائرالجديدة أمس، أن توافقا حصل على اختيار الشيخ جاب الله رئيسا للحزب الجديد، لكن القرار الأخير يبقى في يد الجمعية العامة التي ستنافس وتحدد الوثائق المرجعية للحزب كالقانون الأساسي والداخلي وطبيعة القيادة المقترحة مع تحديد واضح لصلاحيات كل من الرئيس والأمين العام ومجلس الشورى. وأضافت ذات المصادر أن أغلب الاقتراحات التي وصلت إليها لجنة التنسيق، اقترحت الاستغناء عن تسمية "حركة" وتعويضها بتسمية أخرى تدليلا على وجود تطور في الخطاب السياسي لدى المؤسسين، حيث أن غالبيتهم ممن رافق الشيخ جاب الله في المراحل الأولى لتشكيل حركة النهضة كانوا إلى وقت قريب متمسكين بقاموس معني من المصطلحات المعروفة في أدبيات التيار الإسلامي. في السياق ذاته، شهد الأسبوع المنصرم توافدا كبيرا من طرف الإطارات والمناضلين الذين قرروا الالتحاق بالتنظيم الجديد، وهي المعطيات التي أجبرت خلية التنسيق المكلفة بضبط الاتصالات مع القواعد على تأجيل الموعد المقرر للإعلان عن الحزب الجديد والذي حدد مسبقا في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. ويتوزع الوافدون الجدد حسب المعلومات الأولية على عدد من الإطارات الناشطة في الوسط الجامعي وهم في أغلبيتهم منخرطون تنظيميا في الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين المعروفة كرافد من روافد حركة النهضة التاريخية إلى جانب ذلك عدد من المناضلين القدماء الذين فضلوا الانسحاب من ساحة العمل السياسي تحت تأثيرات الأزمة الأمنية، وتداعيات الخلافات التي عصفت بحركة النهضة عبر عدد من المحطات، هذا فضلا عن إطارات من تياري الجزأرة والقطبيين الذين قرّروا العمل تحت مظلة الشيخ جاب الله خلال المرحلة القادمة. وكان الشيخ عبد الله جاب الله قد أكد عبر اتصال أجرته معه الجزائرالجديدة أن الباب كان ومازال مفتوحا أمام أبناء حركة الإصلاح باستثناء الأشخاص الرافضين للم الشمل وهو في أغلبيتهم يشكلون القيادة الحالية للحركة. وأضاف الأب التاريخي لحركة النهضة أن الحزب الجديد سيقوم على سواعد عدد من الإطارات المناضلين الذين آثروا خيار لم الشمل ويتوقع عدد من المهتمين بملف "التيار الإسلامي" أن يتمسك الحزب الجديد بخيار النقد اللاذع لتوجهات السلطة السياسية في تعاملها مع الملفات الكبرى وخصوصا الجبهة الاجتماعية التي تعرف توترات متوالية خلال الأشهر الأخيرة، ويأتي هذا الخيار في تبني الخطاب الراديكالي بحثا عن تدعيم الحظوظ للظفر بمكاسب معتبرة في المواعيد الانتخابية، وفي مقدمتها التشريعات التي ستجري غمارها في صائفة 2012، والتي ستشكل امتحانا فعليا لجدوى الخطاب السياسي الذي يميز الشيخ جاب الله المصر دوما على نقد أداء النظام السياسي القائم. الحاج وداد