أوضحت الكاتبة إدموند شارك رو الحائزة على جائزة قونكور عام 1966، وهي تنزل ضيفة على المركز الثقافي الفرنسي أن إيزابيل ايبرهاردت اعتنقت الإسلام طواعية وعن طيب خاطر واقتناع تام رغم شبابها، وقد دفعتها معرفتها المتعمقة ولم تذهب إلى الجزائر وعيناها مغمضتين، فقد كانت تحسن خمس لغات وولدت في وسط اريسطوقراطي من أب روسي وعاشت بسويسرا، ولم يكن هناك شيء يرغمها في حياتها، فقد قررت رحلتها منذ سن التاسعة عشر، وباعتناقها للدين الجديد قاطعت كل الممارسات السابقة، هذه المتمردة التي ألهمت العسكري "ليوتي" الذي نشر أعمالها بعد موتها غرقا في عين الصفراء نتيجة الفيضان، أين وجدت ميتة وهي تعانق كتابها، هذه الشابة التي كانت ترتدي زيا رجاليا وتسمّت باسم "محمود سعدي" وفي رحلتها هذه تقول المحاضرة لم تكن تعهد إلا على ما تكتبه لفائدة عدد من الجرائد ويكفى أنها ماتت بعين الصفراء وهي تحضّر لربورتاج عن المنطقة، وقد عاشت "ايزايل" في عنابة ولحقتها أمها التي أسلمت هي أيضا وماتت ودفنت بعنابة، كانت ايزايل مهوسة بالإسلام وكان لديها العديد من المراجع الدينية واللغوية والأدبية، ومنها كتاب عن شاعرية القرآن، كانت ايزايل لا تخشى أي شيء، خصوصا بعد موت أمها وأطلق عليها لقب الطائر الأبيض، وقد عانت ايزابيل من سوء فهم من الجزائريين الذين اعتبروها عين من عيون العسكريين، كما عانت من الفرنسيين لاعتبارها روسية الأصل فتم طردها إلى مرسيليا، وظلت هكذا ايزابيل كاتبة مترحلة تعيش بما تذره عليها كتاباتها، وتزوجت بعدها من رجل من وهران، وقد نجا زوجها عند الفيضان بينما ماتت هي في سن السابعة والعشرين وهي تعانق كتاباتها، وما عرفت هذه الكتابات إلا عن طريق "ليوتى" الذي جمع الأوراق وبسطها للشمس حتى تجف ثم قام بطبع كتاباتها، وتبقى رحلة "إيزابيل" رحلة صوفية لشابة بحثت عن الحرية، وهي كما قالت ورددت دوما "اموند شار رو" "الحياة هي قولك لا"، وهي مقولة تعزى "لكافكا". أما عن أطوار المحاضرة فكانت بشكل حوارية جميلة ومفيدة كان بطلاها الكاتبة المحاضرة "اموند شارل رو" والصحفي المعروف أنطوان بوسان هذا الأخير الذي كان يثير ذاكرة أدموند بأسئلته المتوالية والدقيقة فكانت تجيب بطريقة لبقة وذكية، وذكرت في البداية حياتها الشخصية، وما لاقته خلال الحرب الكونية الثانية، ثم تحدثت عن عملها في مجلة "هي" وبعدها في مجله "فوق" وكيف تم طردها منها بسبب غلاف حمل صورة طفلة سوداء اللون، مما أزعج مسؤولي مجلة "فوق" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان أول ما كتبت "المتمردة".