انقضت الحملة الانتخابية والتي دامت 20 يوما، حيث عرض المترشحون لتشريعيات 12 جوان، برامجهم الانتخابية من أجل إقناع المنتخبين، وسط تنافس شرس بين مترشحي الأحزاب والقوائم الحرة. واللافت للانتباه، هو الإقبال المنقطع النظير على بعض القوائم الحرة، التي تمكنت في ظرف وجيز من نيل ثقة المواطنين، حيث سجلت تجمعاتهم حضورا غفيرا، ببعض الولايات عكس بعض الأحزاب السياسية التي عجزت حتى عن ملء بعض القاعات للحظات، ما دفعها إلى الاستنجاد بالخرجات الجوارية لحفظ ماء الوجه. ويرى المترشح عن القائمة الحرة "وعقدنا العزم" بباتنة محمد شرف الدين بوضياف، أن الإقبال الجماهيري الذي تحصلت عليه قائمته، ليس مفاجئا بالنظر للثقل التي امتازت بها القائمة والتي ضمت ثلة من الإطارات النزيهة، كما يعتبرون رمزا وعنوانا للكفاءات ، خاصة و أنهم متفرعين في جميع المكاتب الإدارية التي لطالما عملت بجد على محاربة البيروقراطية في الولاية باتنة. وأوضح محمد شرف الدين بوضياف ل "الجزائر الجديدة"، أن القائمة التي ضمت جامعيين من النخبة وإطارات سامية، عملت على ترويج خطاب عقلاني بعيدا عن الشعبوية والوعود الكاذبة، ما جعلها تلقى القبول لدى مواطني الولاية. وأكد أن اللقاءات الجوارية سمحت لأعضاء القائمة بالتواصل المباشر مع المواطنين وترسيخ مهام النائب في البرلمان وصلاحياته، فضلا عن دور المواطن في صناعة القرار من خلال الاختيار الأمثل لممثليه. وتوقع المتحدث ، أن تكتسح القوائم الحرة البرلمان المقبل، بالنظر لضمها العديد من الإطارات، فضلا عن رغبة المواطن في تغيير هادئ بوجود جديدة. من جهته أفاد رئيس حزب صوت الشعب ل "الجزائر الجديدة"، أن الشعب هو السيد وهو الذي سيقرر في 12 جوان المقبل، مؤكدا احترام حزبه التام، للنتائج المسجلة، معبرا عن استعداد حزبه للهمل مع القوائم الحرة في حال فوزه المستقلين بالأغلبية البرلمانية. من جانب أخر، تعارض العديد من القيادات الحزبية الرهان على القوائم الحرة معتبرين أن فوزها في البرلمان القادم هو إضعاف للمؤسسة التشريعية، وحسبهم "العملية السياسية تبنى على أحزاب قوية ذات برامج وطنية". ويرجح متابعون للشأن السياسي في الجزائر ، أن يكون البرلمان المقبل عبارة عن فسيفساء، ينال فيه المترشحون المستقلون حصة معتبرة، ما يطرح تساؤلات حول توليفة المجلس القادم وكيف تناقش وتقترح مشاريع القوانين في حال فوز الأحرار بالأغلبية.