تستمر لليوم الثاني على التوالي بقاعة الموقار فعاليات الطبعة الثانية من الملتقى الدولي حول الانتروبولوجيا والموسيقى بحضور ثلة من الباحثين والأساتذة وأهل الاختصاص، الذين قدّموا مداخلات ومحاضرات قيّمة تصب كلها في قالب الموسيقى والشعر ودور هذا الأخير في الحفاظ على التراث الموسيقى الذي يكون في الغالب شفويا في محاولة منهم لإزالة اللثام عن تلك العلاقة الوطيدة التي تربط بين النص الشعري وبنيته اللحنية التي أجمع الكل على أنها امتداد طبيعي للنص الشعري أو للقصيدة والزجل الشعبي، وما يتمخض عن هذا الرباط من طبوع محلية سواء أكانت راقية أم شعبية حاول المشاركون في اليوم الثاني من الملتقى، إلى فك الشفرات بين الشعر والموسيقى وتأثيرات الوسط السوسيو ثقافي في البنية الشعرية ونوعية الموسيقى، حيث استهلت المحاضرات بمداخلة للأستاذة من جامعة اسبانيا كورني قارسيا مانويلا، التي حاولت تحليل مقتطف من قصيدة محمد حسين الحايك التيطواني الأندلسي، التي أكدت على تنوع مضمونها الذي زواج بين القصيد، الموشح والزجل، وتأثير أشعار هذا الأخير في الثقافة الأندلسية وحتى المغربية، وذلك نظرا لكونها تستلهم معاجم لسانية متنوعة، مستمدة أساسا من اللهجات الأندلسية والمغربية، من جهتها حاولت الباحثة من جامعة دمشق ترجو مان هيبة فك العلاقة التاريخية للموسيقى والشعر العربي وتفاعلها في منطقة المغرب العربي، وذلك من خلال استعراض بعض الممارسات الموسيقية الغنائية في المغرب العربي وعلاقتها باللغة العربية التي كانت بنغماتها وحركاتها وايقاعاتها وتنوع مواضيعها سببا مهما في تطوير الموسيقى في جانبها المادي، وفي هذا الصدد أوضحت ذات المتحدثة أن اللغة والشعر العربي من أهم أنواع الشعر والألسنة التي ساهمت في إنتاج أنواع مختلفة من الايقاعات التي تنبض بالنوتات الموسيقية، مؤكدة في ذلك على الدور المهم لتفاعل البعد الزماني المكاني والمرحلي، ليشكل بذلك أحد العوامل الثقافية التي ميزت مختلف الطبوع الموسيقية سواء في المشرق العربي أو مغربه.تجدر الإشارة في الأخير إلى أن أشغال الملتقى ستختم عشية اليوم بقاعة الموقار، بمحاضرة حول دور الشعر في الحفاظ على التراث الموسيقي.