أمتعت أول أمس، تعاونية "براكسيس" من مدينة مليانة، جمهور دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان ، بعرضها المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان "عودة العباد"، للمخرج سيد أحمد قارة حسن، و من تأليف عبد الرزاق بوكبة. والتي أنتجت بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري ضمن تجربة جديدة تحاول التأسيس للمسرح الصوفي من خلال استحضار أجواء روحانية والتطرق إلى سيرة الفقيه المتصوف بومدين شعيب . تتناول هذه المسرحية التي أنتجت في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، ، و على مدار ساعة من الزمن أهم المحطات في حياة الولي سيدي بومدين شعيب منذ طفولته، ومدى تعلقه بالصوفية وبمشايخها الذين أخذ عنهم أصول الدين والعلم، منهم سيدي عبد القادر الجيلاني، إلى أن توفى بمنطقة تلمسان. سيدي بومدين شعيب (1126م 1198م) الذي ولد بالأندلس وارتبط تراثه بمدينة تلمسان حيث يوجد ضريحه، يعتبر مؤسس إحدى أهم مدارس التصوف في بلاد المغرب العربي والأندلس آنذاك، جاب هذا العلامة الصوفي العديد من مدن المغرب والمشرق الإسلامي لطلب العلم والبحث عن كبار العلماء والمشايخ للاستزادة من علمهم قبل أن يستقر بمدينة بجاية للتدريس، حيث تتلمذ على يده ألف طالب. جسد أدوار هذه المسرحية 18 ممثلا من ولايات مختلفة من بينهم، الفنان محمد أدار، وائل أبو ريدة، عديله سوالم ،وتكيرات محمد إلى جانب وجوه مسرحية شابة، وتكفل بالتأليف عبد الرزاق بوكبة،أما المراجعة اللغوية فكانت سهيلة بلحوالة ، وحسب مخرجها فهي خطوة نحو التأسيس لمسرح صوفي والاعتراف به كنوع مسرحي قائم بذاته له خصوصياته ومقوماته، ما يكسبه الانضمام إلى الأصناف المسرحية الأخرى المعروفة في قاموس الفن الرابع. عرض المسرحية كان باللغة العربية الفصحى، وستعرض سير مجموعة من الأعلام والمشايخ، منهم سيدي عبد القادر الجيلاني وسيدي أبي يعزة وسيدي بن حرزهم وغيرهم. ويبدو أن قالب المسرحية خرج عن النص الأصلي الروائي الذي كتبه عبد الرزاق بوكبة وعنونه ب''لوحات مسرحية عن سيدي بومدين''، حيث أعادت كتابته الأستاذة بلحوالة سهيلة من خلال تحويل النص الروائي إلى مسرحية وفق تقنيات العمل المسرحي. ويعمل هذا النوع من المسرح المستلهم من نصوص تاريخية وسير ذاتية حقيقية على إبراز ملامح وخصال بعض الشخصيات الصوفية ومواقفها من الظواهر السلبية لمجتمعاتها. نسرين أحمد زواوي