افتتح نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الثقافي الفرنسي وبحضور مدير المركز فرانسوا بلوغجي معرض جديد للفنانة التشكيلية الجزائرية دليلة دالياس بوزار، بعنوان "الجزائر النقطة صفر" وهو معرض يراد منه سد الثغرات بين الماضي المركب والمستقبل المرتقب، وقد أشرف على إعداد هذا العمل الكاميروني محافظ المعرض "بونافوتير سوه بجنغ نديكونغ"يضم المعرض 30 لوحة كلها مستوحاة من تفكير عميق حول ذاكرة ثورة التحرير والعشرية السوداء في التسعينيات، والعمل في حد ذاته يعتبر مشروعا حول الذاكرة الجماعية الجزائرية، استعملت دليلة في معرضها مختلف الأشكال الفنية مثل الصورة والفيديو وهناك ورشات إبداعية حول الذاكرة يتم تطويرها خلال سنة 2011، وعن أعمال دليلة بوزار تقول الفيلسوفة ومنظرة في الفن التشكيلي رشيدة تريكي أن لوحات دليلة بوزار هي جد قريبة من الواقع المعاش، وهي تظاهرات تعطي وتحيل على الحياة، هي بأعمالها تقول الناقدة تستوقف الذاكرة وتكرس الوجوه الشهيرة التي تنتمي إلى عوالم تاريخ الفن والشخصيات السياسية بإعادة زيارة نساء الجزائر، هي طريقة لدى دليلة لإعادة التفكير في التاريخ ما بعد الكولونيالي وفي عالم عربي يعيد نفسه إلا أن العمل وتجربة العنف وبقاياه لابد أن يتم تجاوزه لدى الفنان من أجل أن يجسد التاريخ ويحافظ على الذاكرة والأعمال الفنية هي تساؤل مستديم حول هشاشة الإنسان ومدى نسبيته من بين المعروضة نجد الجندي أكتوبر 88، عميروش، مقاتل الحرية، الأخوة مصادر، كتابات، وهران مارس 2004، ثانية قبل القتل، وعن العمل الفني حول الذاكرة يقول محافظ المعرض الكاميروني بونافوتير أن البحث حول الذاكرة ينظم ميكانزمات النسيان في أربعة مجاميع متباينة الإخفاق في عملية جمع الذاكرة أو عدم القدرة على الوصول للذكريات وثانيا عملية التداخل أين تتداخل الذكريات التي تعكر صفو الذاكرة، وثالثا عدم القدرة على تجميع المعلومات وأخيرا النسيان وهو مسار يهدف إلى القضاء على الذكريات وخصوصا التي لها علاقة بالألم والفجائع وهي طريقة لا شعورية من أجل إبعاد الذكريات الأليمة، وعموما المعرض جدير بالزيارة لمن لهم حس التطلع إلى الأعمال الهادفة الملتزمة وهو سيستمر إلى غاية 22 ديسمبر الجاري، فعلى الراغبين انتهاز الفرصة. عدة خليل