مثل ايران والسعودية لصالح محور جديد طابعه اسلامي بزعامة مصروتركيا.ويقول شادي حميد من مركز "بروكينغز" للدراسات في الدوحة"هناك بروز لكتلة سنية تضم مصر وتركيا وليبيا وتونس وربماالمغرب، ومن المحتمل ان تنضم اليها سوريا".ويضيف "كل هذه الدول يغلب فيها الان التوجه الاسلامي". ويتابعحميد هذه الدول تضاف اليها قطر النافذة "لديها مصلحة مشتركة في ان تكونلها سياسة خارجية اكثر استقلالية غير مرتبطة لا بالولايات المتحدة ولاب " محور المقاومة " الايراني السوري".وتقول الخبيرة في شؤون الشرقالاوسط انياس لوفالوا ان مصر "ستستعيد دورها الاقليمي الذي فقدته خلالالسنوات الاخيرة"، بعد تجاوز المرحلة الانتقالية التي اعقبت سقوط الرئيسالسابق حسني مبارك. وتضيف "الحكومات المقبلة المتسلحة بمشروعيتها الشعبية، ستكون فاعلة اكثر". ويتوقعمدير معهد كارنيغي للشرق الاوسط بول سالم ان يؤدي "الربيع العربي الىتقليص التأثيرات الخارجية" في المنطقة، على غرار ما جرى في تركيا التي خرجتخلال السنوات الاخيرة من الفلك الاميركي واصبحت ذات قرار مستقل. واكتسبتتركيا في عهد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان شعبية واسعة في العالم العربي،اثر نجاح نموذجها الاقتصادي وبعد مواقفها الداعمة للفلسطينيين ودورهاكوسيط في عدد من القضايا الاقليمية. لكن دورها تعزز مع مواقفها المساندة للحركات الاحتجاجية الشعبية العربية، لا سيما في سوريا.ويرىحميد ان "تركيا لم تعد قوة اقليمية عادية، بل قوة عظمى في المنطقةلقد وضعت نفسها في الجانب الصحيح من التاريخ" من خلال دعمها الديموقراطية.وبعدانكفاء دام عقودا، بدت الجامعة العربية اكثر حيوية بعد اعطائها الضوءالاخضر للعمليات الجوية لحلف شمال الاطلسي في ليبيا، ومن ثم من خلال فرضهاعقوبات على دمشق على خلفية قمع المحتجين.وتشير لوفالوا الى عاملاساسي في قرار الجامعة، هو وجود "رغبة قوية لا سيما لدى امارات الخليجالسنية بضرب المحور الشيعي الذي تمثله ايران وسوريا وحزب الله". ويرىحميد ان "سقوط سوريا سيشكل ضربة قاصمة لايران" التي بدأ دورها يتراجع فعلامع التطورات التي تشهدها المنطقة، مضيفا "من وجهة نظر الاميركيين، ان سقوط(النظام السوري) يشبه اصابة ثلاثة عصافير بحجر واحد أي اضعاف سوريا وايرانوحزب الله". ويضيف "لقد انتهى زمن الصعود الايراني، ولم يعد احديتكلم عن +نموذج ايراني+، لان طهران تبدو بوضوح كقوة غير ديموقراطية عملتايضا على قمع شعبها"، في اشارة الى انهاء الحركة الاحتجاجية على اعادةانتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في العام 2009.ويقول بولسالم "قبل سنوات، كان ينظر الى ايران وحزب الله كأبطال (في مواجهةاسرائيل).أما اليوم فان احمدي نجاد يوضع في خانة الحكام المستبدين" العربالذين انتفضت عليهم شعوبهم. وقد تحمل الانتخابات التشريعية الايرانية المقررة في مارس 2012 تطورات في المشهد الايراني، بتأثير من "الربيع العربي".وفي ظل هذه التغييرات، سيظل لبنان ساحة تتردد فيها انعكاسات التطورات الجارية في المنطقة، لا سيما في سوريا المجاورة، بحسب لوفالوا. أما اسرائيل التي ابدت تخوفها من "شتاء اسلامي"، فهي في وضع لا تحسد عليه، رغم ارتياحها لتراجع الدور الايراني.ويقول حميد "ان الحكومة الاسرائيلية متوجسة كثيرا في الوقت الحالي تخشى ان يؤثر الربيع العربي سلبا على امنها". ويضيف انها تتخوف من بيئة اسلامية معادية، "ما يدفعها للانغلاق على نفسها"، وهذا سينعكس حتما على مسار عملية السلام المتعثرة اصلا.أما المملكة العربية السعودية التي تحاول اللحاق بصعوبة بالتطورات المتسارعة في المنطقة، فتبدو كذلك في وضع المنكفىء بعض الشيء.ويقولحميد ان السياسة السعودية "قائمة على استيعاب المشاكل لابقاء الامور كماهي عليه، لذلك تجد صعوبة في مواكبة" التطورات التي "ستضعفها على المدىالبعيد"، مضيفا "ما زالت الرياض تستخدم وصفات قديمة في منطقة تتغير بسرعة".