لا تزال معاناة سكان حي الخروب المتواجد على مستوى اقليم بلدية السحاولة غرب العاصمة، متواصلة على خلفية العزلة القاتلة، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم قاتل بالنظر إلى المعاناة الكبيرة التي خلّفتها، وبعد أن أصبحت الممارسة اليومية للنشاطات شبه منعدمة، حيث اشتكوا من سياسة التهميش واللامبالاة التي فرضتها السلطات المحلية على الأهالي القاطنين هناك، رغم عشرات الشكاوي التي تقدّموا بها إليهم غير أن الوضع بقي على حاله، وهو الأمر الذي اعتبره الأهالي غير منصف، كونهم من قاطني البلدية وتابعين جغرافيا إليها. قد أشار أغلب السكان الذين استمعت لهم "الجزائرالجديدة" إلى العديد من المعضلات التي أعاقت نشاطاتهم، حيث يفتقدون إلى العديد من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تنهض بالبلدية وتُصبح كباقي المناطق الأخرى، خصوصا وأنها عرفت نزوحا سكانيا منقطع النظير على خلفية المنشآت السكنية التي أُنجزت على ترابها، وهو ما جعلها تتحوّل مع مرور الأيام إلى مجمع سكاني كبير يضم الآلاف من الوافدين إليها.
الطرقات في وضعية مزرية أول ما تحدّث عنه أهالي الخروب، هي حالة الطرقات الكارثية، حيث ذكروا في هذا الخصوص أن المسالك أصبحت صعبة على الراجلين، خصوصا في فصل الشتاء أين تتحوّل معظمها إلى برك ومستنقعات لا يستطيع أغلب المواطنين اجتيازها وهو ما دفع بالكثير منهم إلى المطالبة بإعادة إصلاحها وتهيئتها من جديد. أما أصحاب السيارات والمركبات فقد أكدوا أن أغلبهم أصبحوا يعزفون على اجتيازها لما تسبّبه من مشاكل وعلى رأسها الاعطاب التي دفعت بالكثير إلى إضافة أجر آخر من أجل إصلاحها أو بيعها بسبب الخسائر الكبيرة التي انجرّت من ورائها. الإنارة مشكل آخر وفي سياق مماثل، أعرب القاطنون عن استيائهم الشديد بسبب انعدام الإنارة التي فاقت الوضع وعقّدته، حيث يشير الكثير منهم على أن الوضعية تعقّدت كثيرا جراء افتقار الحي للإنارة، ما جعل من عملية التنقل والسير صعبة نوعا ما، خصوصا في الصباح الباكر أو بعد الغروب وعلى وجه الخصوص من قبل الشابات اللواتي أكدن بدورهن أنهن صرن يخشين التنقل نظرا لشدة الظلام الدامس الذي يحيك على المنطقة بعد ذهابهن أو رجوعهن من الجامعة في ساعات متأخرة من المساء، وقد ألحوا على ضرورة تزويد المنطقة بالإنارة العمومية حتى يتمكنوا من التنقل في ظروف عادية بعيدا عن الخوف من احتمال الاعتداء عليهم أو سرقة ممتلكاتهم أو اقتناء سيارات الأجرة التي ساهمت في احتواء الوضع بعد رفع التسعيرة نحو المحطات الواقعة بالقرب من الحي على خلفية تزايد السكان واضطرارهم إلى الاعتماد عليها أمام الوضع الراهن، وبالتالي إضافة معضلة أخرى في ظل تدني المستوى المعيشي . غياب الماء الشروب يزيد من حدّة الوضع و لم يستثني أولئك السكان، من التعبير عن حسرتهم الشديدة نقص المياه الصالحة للشر ب، حيث صرّحوا أن هناك الكثير من المنازل لا تصلها المياه ليلجأوا إلى الاستعانة بالجيران من أجل تزويدهم بهذه المادة الأساسية أو التنقل نحو مناطق مجاورة محملين بالقارورات التي أثقلت كاهلهم، خصوصا في فصل الصيف أين يتزايد الطلب على الماء، مضيفين أن العديد منهم صار يقتني قارورات المياه المعدنية والتي بدورها أصبحت لا تكفي . و في ظل هذه الظروف، يناشد سكان الخروب بإلحاح ضرورة تدعيم المنطقة بما ينقصها ودراسة الوضعية التي تستدعي إعادة النظر فيها بكل بإمعان في ظل احتياجات السكان التي تتزايد كل يوم.