انطلقت في العاصمة القطريةالدوحة، أمس الأحد، الاجتماعات المصيرية للقمة السادسة لرؤساء ودول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي ستعقد غدًا الثلاثاء برعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويُشارك في القمة قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء المنخرطين في المنتدى بينهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وصل أمس الأول إلى الدوحة وأيضا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي من المقرر أن يبدأ هو الآخر زيارة لقطر غدًا الاثنين. وتعقد القمة السادسة تحت شعار "الغاز الطبيعي: لرسم مستقبل الطاقة" وسط شكوك ومخاوف من أن توقف روسيا إمدادات الغاز إلى القارة العجوز في حالة تفاقم الأزمة الأوكرانية، إذ تناقش عددًا من القضايا المرتبطة بتطورات قطاع الطاقة العالمي والاهتمام المتزايد باستخدام الوقود النظيف. وستطرح القمة المرتقبة السيناريوهات الممكنة بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا إذا تصاعدت الأزمة الأوكرانية، ويقول في هذا الإطار الخبير في الشؤون الاقتصادية أحمد الحيدوسي إن الأصداء الأولية تؤكد أن أغلب الدول المنتجة للغاز في أقصى طاقاتها الإنتاجية لأن الرفع من الطاقات الإنتاجية حاليًا يستلزم ضخ مبالغ مالية ضخمة على مدى سنوات طويلة بالأخص في البحث والاستكشاف ومد الأنابيب وحتى القيام باستثمارات في تهيئة الموانئ حتى تصبح قادرة على تصدير الغاز المسال وكذلك بناء مخازن جديدة. ويضيف الحيدوسي أن العديد من الدول يمكن تصنيفها حاليا في خانة اللاعبين البارزين في موضوع امدادات الغاز بما يمكنها أن تحجز مكانا هامًا على الصعيد الدولي والإقليمية بينها قطر التي تعتمد كثيرا تصدير الغاز المسال بسبب قلة الأنابيب التي تربطها بزبائنها، ثم أستراليا فالجزائر التي تعتمد على القاعدة الصناعية التي تمتلكها في الغاز المسال والأنابيب في تزويد زبائنها الرئيسيين بالغاز وفق عقود طويلة الأجل، وقد قامت مؤخرًا باستثمارات بهدف تعزيز حصتها في السوق الدولية بالأخص الأسواق البعيدة في آسيا وأمريكا الجنوبية وهو ما كشف عنه الرئيس المدير لمجمع سونطراك توفيق حكار الذي كشف في ندوة صحفية منذ يومين عن تجديد ميناء النفط لسكيكدة، من خلال بناء رصيف جديد مخصص لتوسيع الميناء وبناء خزان جديد للغاز الطبيعي المميع، سيسمح بتصدير هذا المنتوج نحو أسواق آسيا وأمريكا الجنوبية. ووفق الخبير في الشؤون الاقتصادية أحمد حيدوسي فإنه وبالرغم من الاستثمارات الكبرى التي ضخت على مستوى العالم في انجاز الأنابيب إلا أن الغاز المسال يبقى يحوز على حصة الأسد. ومن المنتظر أن يعقد وزراء الطاقة والنفط للدول الأعضاء في المنتدى، اجتماعا استثنائيا، اليوم الاثنين، برئاسة وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، لبحث جدول أعمال قمة الرؤساء ورؤساء الحكومات للدول الأعضاء في المنتدى، وكذلك صياغة "إعلان الدوحة" الذي سيصدر في ختام أعمال القمة، يوم الثلاثاء. واستبق وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، انطلاق القمة بتأكيد التزام قطر بمسؤوليتها التي تتحملها كأكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وفي مقدمتها تشجيع الحوار الإقليمي والدولي، وتعزيز موقع الغاز الطبيعي باعتباره الوقود الأحفوري الأنظف ومصدر الطاقة المستقبلي، وصولاً إلى اقتصادات منخفضة الكربون.