فتح محمد السالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية لدى الجمهورية العربية الصحراوية، شراع النقد على اعتقال 24 ناشطا حقوقيا منذ 2010، وتقديمهم إلى المحكمة العسكرية من قبل السلطات المغربية، واصفا إياه بالعمل الإجرامي، في الوقت الذي يكلف فيه القادة الأفارقة مفوضية الاتحاد الإفريقي باتخاذ كل التدابير لإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وأوضح محمد السالم ولد السالك خلال ندوة صحفية بمقر السفارة أن الناشطين الحقوقيين قد وضعوا في السجن منذ سنتين بعد الهجوم الوحشي على مخيم اكديم ازيك الذي نصبته الجماهير الصحراوية على مقربة من مدينة العيون، معتبرا الفعل خرقا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية ويبرهن على حقيقة الاحتلال وفي سياق متصل، تابع ولد السالك بأن الحكومة الصحراوية تدين هذا الفعل الإجرامي بقوة فإنها وتوجه نداء عاجلا إلى الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وإلى كل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عبر العالم لمطالبة الحكومة المغربية بإطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين ومنهم سجناء اكديم ازيك بدون شرط أو قيد ووقف حملات القمع والتعذيب والتنكيل التي تطال يوميا جماهير الشعب الصحراوي وكذا انصياعها للشرعية الدولية ورفع العرقلة أمام تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي قبله الطرفان وصادق عليه مجلس الأمن بالإجماع. وأضاف الوزير أن قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي قد قررت تكليف مفوضية الاتحاد الإفريقي باتخاذ كل التدابير لإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية في أقرب الآجال يختار فيه الشعب الصحراوي بين الاستقلال والانضمام إلى المملكة المغربية، وذلك عقب نقاش هام عبرت فيه العديد من الدول عن امتعاضها من سياسة المماطلة والعرقلة لعملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وانتقد ولد السالك الموقف الفرنسي اتجاه القضية الصحراوية، مشيرا إلى تناقض فرنسا في مواقفها، فهي من جهة تتدخل في مالي من أجل الدفاع عن الجمهورية المالية من الإرهاب، وتفعل العكس في الصحراء الغربية لأنها تؤيد المغرب، مضيفا أن فرنسا تتناسى أنها وإسبانيا من سطرتا حدود الصحراء الغربية في مطلع القرن العشرين، مضيفا أنه لفرنسا دور كبير تلعبه نظرا لعلاقاتها مع دول شمال إفريقيا، وأن تقوم بكل ما في وسعها من أجل إنهاء الحرب وعودة الاستقرار والسلام بالمنطقة. وبشأن تحرك الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق بالقضية، قال ولد السالك أنه لا وجود لعمل ملموس من الإدارة الأمريكية التي من المفترض أن تستغل علاقاتها مع المملكة المغربية لكي تعمل على احترام الحدود. وأكد الوزير أن استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي يبرهن، تمسك القادة الأفارقة بالخطة الإفريقية المتضمنة في القرار 104 لقمة منظمة الوحدة الإفريقية المنعقدة بأديس أبابا سنة 1983، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي الشريك مع الأممالمتحدة في عملية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيادي أمام معاناة الشعب الصحراوي الذي مازال يواجه الاحتلال الأجنبي والقمع في أقبح أشكاله كما يواجه تقسيم أرضه ونهب ثرواته الطبيعية. وأشاد ولد السالك بمساعي الاتحاد الإفريقي ومواقفه الثابتة والمناهضة للاحتلال والاستعمار، معتبرا القرار مساهمة هامة وعملية في المجهودات المعتبرة التي قامت بها الأممالمتحدة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال وحقه في احترام وحدة بلاده الترابية. ووجه وزير الخارجية نداء إلى الأممالمتحدة وإلى كل الفاعلين فيها خاصة أعضاء مجلس الأمم وبالأخص إلى الدول كاملة العضوية أن تتخذ كل الإجراءات من أجل إيجاد حل نهائي، كامل، شامل، ونهائي.زينب.ب