ككل عام تحتفل كل نساء العالمين بعيدهن السنوي " عيد المرأة "، الموافق للثامن من مارس من كل سنة ، هي مناسبة يقصد منها تكريم المرأة الأم ، الأخت ، الصديقة ، المعلمة ، ، الشرطية و الصحفية و كل ما مدت إليه يد المرأة ، سواء كانت عاملة أو ماكثة بالبيت ، وتعتبر المرأة الجزائرية أن يومها العالمي يمنحها الشعور بتقدير المحيطين بها وبجهودها سواء داخل أسرتها أو بعملها، خاصة إن تمّ تكريمها بتنظيم حفلات خاصة بها ، أو تقديم هدايا من قبل المحيطين بها، في حين تحرص الشركات على منح المرأة العاملة عطلة نصف يوم ، و منحها هدايا ، يعبّر من خلالها أرباب العمل عن تقديرهم لجهود المرأة المبذولة طيلة مسيرة عملها ، بينما يحرص الأزواج والأبناء على تكريمها بتقديم ورود حمراء أو هدية تعبّر عن مدى حبهم وتقديرهم لقيامها بواجباتها المنزلية طيلة سنة كاملة. .. للمثقفات نصيب في الاحتفال بعيد المرأة وفي هذا السياق تحدثت "صفية عزيز" ، محامية لدى مجلس القضاء ، أن المرأة هي أساس المجتمع ، ولها دور فعّال في استمراره ، متطرقة أنها ككل عام يتم تكريم المحاميات من طرف نقابة المحامين ببومرداس ، وذلك بتنظيم احتفال بقاعة الحفلات "البرج الأزرق" ، أين تتم إقامة مأدبة غذاء وتقديم لهن الورود، وتعليق لافتات تتضمن تهنئات خاصة بالمرأة الجزائرية ، و في المناسبة ألقى رئيس نقابة المحامين ببومرداس كلمة أثار فيها الدور الفعال الذي تلعبه المرأة في ترابط وتطوير المجتمع ، خاصة المرأة المثقفة ، مشيدا بإنجازاتها الفعّالة في شتى الميادين ، كما أعطى الكلمة للعديد من المحاميات اللاتي تحدثن بالمناسبة ، و أضافت صفية أن الاستقبال كان حار وبالورود أمام المدخل ، كم شهد الاحتفال إقبالا كبيرا للمحاميات مقارنة مع الأعوام الفارطة . وقد انتهزت محدثتنا الفرصة لتقدم الشكر والعرفان لمنظمي هذا الحفل تقديرا لهم ، من جهتها صرّحت أمينة، وهي موظفة بولاية بومرداس، أن هذا اليوم يعتبر فرصة لتفريغ متاعب العمل، حيث تغتنم المناسبة للخروج مع صديقاتها من أجل الاحتفال بأحد المطاعم ، وكذا تبادل الهدايا بينهن . و مقارنة بالأعوام الفارطة أصبحت النساء تعرن أهمية أكبر لعيد المرأة ، حيث بات الاحتفال ضروريا بالنسبة للماكثات في البيت، خاصة أن المرأة سواء الأخت أو الزوجة قد قدمت تضحيات لسنوات قضتها في تربية أطفالها وكذا رعاية عائلتها ومنزلها، و تنتظر أن يأتي اليوم الذي يقدر فيه زوجها أو أحد أقاربها جهودها المبذولة، حيث ترى "مريم "إحدى الماكثات بالبيت أن هذا اليوم يمنح المرأة قيمة خاصة إن تذكرها أفراد عائلتها بهدية، مضيفة أنها في كل عام يقوم زوجها بدعوتها للغذاء خارج المنزل ، مع تقديم لها قارروة عطر و باقة الورود ، الأمر الذي يفرحها و يحسسها بقيمة وجودها ، كما صرّحت صورية وهي طالبة جامعية ، أنها لا تنسى شراء هدية لوالدتها للتعبير عن اعترافها بجميل تربيتها لها ، في حين تؤكد سيدة أخرى ماكثة بالبيت ، أن عائلتها تتمسك بعادة الاحتفال بعيد المرأة كل سنة، حيث تقوم شقيقاتها بشراء هدايا لوالدتهن و يجتمعن لإحياء المناسبة على قالب حلوى، كما لا تنسى بدورها تكريم حماتها في هذا اليوم بورود ، إضافة لشراء قارورة العطر المفضلة لديها، وقد تزامن هذا العام الاحتفال بعيد المرأة بيوم الجمعة ، الذي يعد يوم عطلة ، و فيه تستغل معظم النساء الفرصة للخروج من أجل الحصول على قسط من الراحة أو الاستمتاع بأوقاتهن ، سواء بالقيام بنزهة أو الاحتفال في المطاعم أو زيارة العائلة ، حيث فضلت فايزة وهي ربة بيت ، التوجه لحديقة التسلية بباب الزوار ، من أجل تغيير الجو و الاستمتاع بالطبيعة . الاحتفال بعيد المرأة بين مؤيد و معارض يبقى للرجال رأي فيما يخص الاحتفال بعيد المرأة، حيث يرى محمد أنه ليس من أعياد المسلمين ، بل إنه تقليد للغرب لا غير ، معتبرا أن تكريم المرأة لا يقتصر على هذا اليوم فقط ، فيما يرى صالح أن عيد المرأة فرصة للتعبير عن تقديرهم ومدى حبّهم للطرف الآخر ، سواء الزوجة أو الأخت أو الأم، حيث تعتبر عبارات وبطاقات التهنئة إضافة إلى الهدايا من أكثر الوسائل المعبرة ، هذا ما دفعنا للقيام بجولة لرصد آراء الجنس الخشن حول الاحتفال بهذا اليوم، حيث تقرّبنا من أحد الشباب الذي أكد لنا أن هذا اليوم يسمح له بالتعبير عن مدى تقديره لشقيقاته ووالدته، حيث لا ينسى شراء هدية ووردة لكل واحدة منه،. وإن كان البعض يؤيد فكرة الاحتفال بعيد المرأة فإن آخرين يعارضونه ومن بينهم ياسين ، وهو عامل باتصالات الجزائر ، و الذي يرى أن عيد المرأة لا يعبّر عن القيمة الأصلية للمرأة، كما أن تقديرها من وجهة نظره لا يقتصر على الاحتفال ، بل على رعايتها وكذا قيام الزوج بواجباته اتجاهها، كما يجد أن هذا اليوم يخرج المرأة المسلمة عن عاداتها كونه يشبهها بالغرب، في حين هناك من ينظر إلى المرأة على أساس أن دورها محصور بالبيت دون الحاجة إلى ولوجها عالم الشغل أو الخروج للشارع للمشاركة في الاحتفالات السنوية المنظمة بمناسبة عيد المرأة، كونها -حسب رأيهم- تكون بأبهى حلّتها ، ما يجعلها عرضة للمعاكسات والمضايقات في الشارع . شهرزاد. م