تمكّنت مصالح الدرك الوطني بالبليدة من الإطاحة بأكثر من 60 عصابة في حالة تلبّس خلال سنة 2012 تشكّلت غالبيّتها من 4 إلى 7 أشخاص، بعد ترصد أماكن نشاطهم الإجرامي إستنادا لشكاوي الضحايا. و إستخلص من نتائج التحريات الأمنية أنّ أغلب أفراد عصابات قطاع الطرق مسبوقون قضائيا في ملفّات إجراميّة مختلفة، كما أظهرت التحقيقات أنّ عصابات قطّاع الطرق طوّرت من أساليب إعتداءاتها خلال السنوات الأخيرة متجاوزة مرحلة النشاط الإجرامي العشوائي حيث أصبحت تعمل ضمن شبكة منظمّة لا تنحصر في إقليم واحد تقوم بدراسة أماكن تنفيذها للمخطّطات الإجرامية التي تستند لحيل لا تخطر ببال الضحايا، أهمّها إشراك حسناوات لإستدراج أصحاب السيارات من مستعملي الطرقات السريعة بهدف سرقة ممتلكاتهم و هي القضية التي تمّ معالجتها منتصف ديسمبر الماضي من طرف كتيبة الدرك الوطني للعفرون و تفيد المعلومات بشأنها أنّ العصابة المكوّنة من 7 أفراد تقودها فتاة مطلقة في 19 من العمر كانت تتجمّل لإصطياد الضحايا بالطريق السيار شرق غرب عند نقطة واد جر موهمة إيّاهم أنّها بحاجة للمساعدة قبل أن تنقضّ العصابة على صاحب السيارة بمجرّد توقّفه لتجريده من ممتلكاته تحت طائلة التهديد بالتصفية الجسدية. عصابات قطاع الطرق مسار إجرامي حافل بإستحداث أساليب لا تخطر ببال و بالرغم من تصدّي عناصر الدرك الوطني لقطّاع الطرق في ظرف قياسي منذ بداية عمل العصابات بمختلف النقاط كالشريعة و مرمان و بلديات غرب الولاية خاصة وادي جر إلى جانب بلديات شرق الولاية كالجبابرة غير أنّها تتمكّن من تنفيذ عدّة إعتداءات باستعمال السيوف و العصيّ إلى جانب الأقنعة و الغازات المسيلة للدموع في ساعات قليلة كما أظهرت التحريات أنّ العصابات تستعمل هواتف نقالة خاصّة بالإتصالات لتحديد المهام دون الإلتقاء في نقطة واحدة لتنفيذ إعتداءاتها، فيما تستمرّ عصابات الإجرام في إتّخاذ حيلة تعدّ تقليدية تتمثل في كراء السيارات لضمان عدم تعرّف الضحايا على هويّة المجرمين غير أنّ إحدى عصابات الطرق كانت قد نفّذت عدّة إعتداءات طالت مرتادي الطريق السيار شرق غرب عند محوّل بني تامو، وقعت في شرّ فعلتها بعد تفطن صاحب شاحنة جرّ السيارات المعطلة الذي كان يقلّ شقيقين تعرّضا لحادث مرور بسيّارتهما من نوع كليو سمبول في طريق عودتهما لولاية إقامتهما ليلة عيد الأضحى و بحوزتهما مبلغ مالي حيث تمكّن صاحب الشاحنة من حفظ الرقم التسلسلي للوحة سيارة المعتدين الذين إعترضوا سبيلهم بعد قيامهم بمناورة على الطريقة البوليسية حبست أنفاس الضحيّتين اللذان تجرّدا من ممتلكاتهما قبل أن تتمكّن عناصر الدرك لكتيبة البليدة من توقيف أفراد العصابة الخمسة بينهم قاصر بعد ساعات من فرارهم، و نوّهت مصادرنا في هذا الشأن بضرورة توخي الحيطة و الحذر إتّجاه السيارات التي تحمل لوحات ترقيم عليها غبار كثيف أو مخفيّة. و من أبرز القضايا المعالجة أيضا، إفتعال حوادث مرور من أجل خلق شجار ينتهي بسرقة ممتلكات الضحية المستهدف فيما سفكت عصابة مرمان دم شابّ كان رفقة أصدقائه على متن سيارة كلونديستان من أجل دراهم معدودة، وعائلة أخرى تعرّضت لهجوم بالأسلحة البيضاء من طرف أربعة مجهولين نزلوا من سيارة سياحية كليو كومبيس أثناء محاولة الزوجين كانا برفقة إبنهما الرضيع ركوب سيارة طاكسي بطريق الشفة ليلا إنتهى بسرقة مصوغات الزوجة و بتر سبابة يد الزوج بعد تجريده من أمواله. إفتعال الشجار لسرقة ممتلكات الضحايا و لم تسلم محطّات الخدمات من عصابات قطّاع الطرق، حيث أوقفت مصالح الدرك ثلاثة أشخاص ينحدرون من ولاية وهران و حجز سيارتهم من نوع رونو سنبول المؤجّرة كانت تستعمل في عملية السرقة حيث كان أفردها يقومون بافتعال شجار على مستوى محطّات البنزين لغرض تضليل قابض المحطة لسرقة أموال زبائن المحطة، و قد تمت عملية القبض على العصابة إثر تلقي ذات المصالح لمكالمة عبر الخط الأخضر من طرف زبون كان بمحطة الخدمات بالشفة الواقعة على مستوى الطريق السيار يخطرهم بتعرّض صاحب محطة الخدمات لاعتداء عنيف من طرف مجهولين غرسوا خنجرا على مستوى رجله اليسرى أثناء تدخله لفك الشجار المفتعل، و حسب المعطيات المتوفرة لدى الجزائرالجديدة أنّ الرقم الأخضر ساهم في تخليص مستعملي الطرقات خاصة ليلا من عصابات الإجرام بفضل التدخل السريع لعناصر الدرك، في حين أكّدت مصادرنا أنّ أغلب العصابات التي يتمّ توقيفها تعود لنشاطها بعد قضائها لمدّة محدّدة في السجن و تستفيد من إجراءات العفو الرئاسي خلال كلّ مناسبة ما تسبّب في إستمرار الظاهرة بالرغم من التصدي لها. العصابات تصطاد الضحايا من محطات الخدمات و يُستخلص من خلال نتائج الدراسات التي قامت بها مصالح الدرك مؤخّرا في إطار إحصاء نشاط مختلف وحداتها لسنة 2012 على المستوى الوطني، إستحداث قطاع الطرق لأساليب متنوّعة في الإعتداء أبرزها ترصّد العصابات لضحاياهم داخل محطات الخدمات حيث تستند مهمّة أحد أفرادها بإحداث عطب على مستوى عجلة سيارة الضحية، بعد إصطياده من طرف شريك آخر يراقب تحركات فريسته بإمعان بناءا على مواصفات الثراء أو حيازته على ممتلكات ذات قيمة ليقوم باقي أفراد العصابة بتتبّع السيارة المستهدفة إلى غاية توقفها لتنفيذ مخطّطهم الإجرامي و نوّهت مصادرنا في هذا السياق بضرورة فحص المركبة قبل إقلاعها و عدم الإكتراث لاستفزاز أصحاب السيارات الذين يختلقون الشجارات لأسباب واهية و منهم من يقوم برشق سيارة الضحية بحبّات البيض التي تحجب الرؤية عن السائق ما يضطر به إلى توقيف مركبته لإزالة البيض غير أنّه يتفاجأ بعصابة مدجّجة بالأسلحة تهدّد حياته ليبقى أصحاب سيارات الكلونديستان المستهدف الأول و الفريسة السهلة من طرف عصابات قطاع الطرق حيث ينتهي بهم الأمر بتجريدهم حتى من سياراتهم دون يقوموا بإيداع شكوى لدى الجهات الأمنية بالنظر لامتهانهم نشاطا غير مرخّصا. صوفيا د