عالجت جنايات العاصمة أمس، قضية محاولة قتل عميد شرطة ورئيس فرقة المراقبة لأمن ميناء الجزائر الدولي ، يتعلق الأمر بالمدعو "م ،مصطفى"، وذلك علي يد شرطي بالفرقة الأولى لشرطة الحدود ،المكلف بتأمين مدخل المسمكة، بعدما وجه له 5 طلقات نارية أدت إلى إصابته بطلقتين، الأولى على مستوى الكتف والثانية على مستوى الفخذ، وعن سبب ارتكاب المتهم للجريمة هو اكتشاف الضحية أن هذا الأخير تلقى رشوة من طرف أحد الصيادين ، نظير إدخاله لمحرك قارب دون رخصة للميناء، مما أدى به لتوبيخه ونقله لمصلحة أخرى ، الأمر الذي أثار حفيظة المتهم وحاول قتل الضحية بالسلاح الناري . فصول القضية تعود لتاريخ 26 ماي 2012 ، ففي حدود الساعة الثالثة زوالا تلقت مصالح الأمن نداءا من الفصيلة الثانية لفرقة البحث والتدخل الشرطة القضائية لولاية العاصمة ، مفادها تعرض شرطي مسؤول برتبة عميد بميناء الجزائر لطلقات نارية من شرطي بالمقر الإداري للفرقة الأولى لشرطة الحدود البحرية، وبعد فتح تحقيق في الحادثة ، تبين أنه يومها حدثت مناوشات بين الشرطي " م.م" ، عون شرطة مكلف بتأمين مدخل السماكة ،و رئيس المصلحة " م.مصطفى" بسبب بلوغ هذا الأخير معلومات تفيد أن الشرطي المتهم قبض رشوة من أحد الصيادين، حيث قام باستدعائه لمكتبه للاستفسار عن الأمر ، فقام هذا الأخير بإخراج مسدسه الشخصي، وأطلق 5 عيارات نارية ، أصابته اثنان منها، واحدة على مستوى الذراع الأيسر و الأخرى على مستوى الفخذ الأيسر، و قد تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا ، أين تلقى الإسعافات الأولية. وعند استجواب المتهم " م.م " البالغ من العمر 41 سنة ، و المنحدر من ولاية بسكرة ، صرح أنه بتاريخ الوقائع بينما كان رفقة زميله المتهم الثاني " خ.م" بمركز المراقبة جهة المسمكة ، قصده أحد الصيادين المدعو " ب.م" رفقة شخصين آخرين، و طلب منه السماح له بالدخول إلى المسمكة من أجل إدخال محرك قاربه ، وبحكم أنه لا يملك تسريحا لذلك كون ذلك اليوم عطلة، وافق عليه المتهم مقابل مبلغ مالي قدره 1500 دج، و الذي قام بتقاسمه مع زميله المتهم الثاني في القضية، المتابع بجناية الرشوة واستغلال الوظيفة ، ولم يتفطن المتهمون أن ضابط شرطة بالميناء قد شاهد عملية تسلم الرشوة ، و أخبر بها الضحية ليلتها، وفي اليوم الموالي قام الضحية باستفسار المتهم عن الأمر ، أين دخلا في مناوشات ، قرر خلالها تحويل الشرطي المتهم إلى حراسة ثكنة أخرى، وهو الأمر الذي لم يتقبله المتهم ، فأخرج مسدسه وأطلق عليه عيارات نارية. المتهم الذي وجهت له جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ، الرشوة وسوء استغلال الوظيفة، أنكر أمس أمام قاضي الجلسة محاولة قتل مسؤوله، مؤكدا أنه كان في حالة غضب ، وقام بإطلاق النار عشوائيا دون قصد إصابة الضحية، مشيرا أنه لم يتلقى أية رشوة ، بل تعود الصياد على إعطائه سمك بعد كل رحلة صيد ، ويومها قدم له المبلغ المشار إليه أعلاه كونه لم يصطد شيئا، غير أن القاضي واجهه بعدد الطلقات التي تبين وجود نية مبيتة لقتل الضحية ، خاصة لما تتبع خطوات الضحية بعد الشجار الذي حصل بينهما، ولولا اختفاء الضحية وراء جدار ، وتدخل أشخاص ونزعهم السلاح من يد المتهم ،لكان الضحية في عداد الموتى ، وفي تدخل للنائب العام أشار أن المتهم سبق أن عوقب إداريا بعد محاولته تهريب أحد الحراقة نحو أوربا، الضحية الذي حضر الجلسة أكد أن المتهم كانت له نية قتله ، بدليل عدد الطلقات التي وجهها له يوم الحادثة بعد كشف تلقيه الرشاوي من طرف أحد الصيادين، مشيرا أنه لم يقم بإيداع ضده شكوى ، سوى تحويله من منصب عمله ، الأمر الذي لم يستصغه المتهم وحاول قتله . شهرزاد.م