حلت أمس الأول بالعاصمة مسرحية 1930 لتروي لجمهور قاعة الموقار حكاية زمن الاستعمار الفرنسي الغاشم بالجزائر، وكفاح الجزائريين قبل الثورة ومدى وعيهم و إيمانهم بأن الحرية لن يتم استرجاعها إلا باستعمال القوة. العمل المسرحي الذي تنقل من عاصمة الحماديين نحو الجزائر العاصمة، عاد بالحضور إلى 83 سنة للوراء، أين سلط مخرج العمل"عبد العزيز يوسفي" أضواء المسرحية على زاوية مقاومة سكان القصبة و تكاتفهم و تضحياتهم الجسام في سبيل حماية أبطال الجزائر، كان بطل المسرحية الشاب "بلقاسم"، ذلك اللص الخطير في نظر المستعمر الفرنسي، و ذلك البطل الشجاع في نظر سكان حي القصبة ، هاته الشخصية التي تعيش في حي شعبي بسيط، تنال تعاطف سكان القصبة الأمر الذي جعل عملية القبض عليه من طرف المستدمر شيء عسير، تتعاقب الأحداث مع تغيير الإدارة الفرنسية المسؤولين الأمنيين بالجزائر وعينت نقيبا جديدا للشرطة كان قد قضى عدة أعوام في صفوف الجيش الفرنسية ليبدأ في ممارسة طرقه الراديكالية التي زعزت يوميات الجميع منهم السكان الجزائريين والمعمّرين، حتى أن الفتاة “إينا" وهي ابنة أحد المسؤولين الأمنيين الفرنسيين رفضت هذه السياسة الكولونيالية الجديدة وانتقدتها بشدة وعبرت علنيا عن تعاطفها الكلي مع اللص بلقاسم ومنحت له كل الحق في الدفاع عن بلده بطريقته الخاصة. وفي ليلة احتفال الفرنسيين بمرور قرن عن الاستعمار وبالضبط في سنة 1930 أقامت الإدارة الاستعمارية حفلا ساهرا واستطاع بلقاسم أن يقتحم قاعة الحفل وأن يتقمص دور النادل بمساعدة صديقته “أينا"، محاولا الأخذ بثأر والده الذي اغتالته السلطات الفرنسية غدرا ، لكن سرعان مع تم اكتشافه من طرف إحدى المعمرات ، التي فضحت أمره للفرنسيين الذين حاولوا قتله لكنه تمكن من الفرار قبل أن يتم القبض عليه حيا، ولم يمر اعتقاله بهدوء بل تسبب في فوضى عارمة بحي القصبة، حيث أشعل في نفوس الجزائريين شعلة التحدي والإتحاد، وأخرج من قلبوهم ذلك الخوف الذي كان يسكنهم ليتحوّل التعايش القائم بين الأهالي والمعمّرين إلى تصادم شديد وصراع حاد، حيث دفع بلقاسم أهالي القصبة للخروج في مظاهرات عارمة يطالبون بإطلاق سراح بطلهم بلقاسم، ورغم جبروت الاستعمار وسياسة الاضطهاد والقتل والسجن والترهيب، إلا أن الجزائريين واصلوا في درب التحدي، لتنتهي المسرحية بتقديم صورة تعكس قوة الاتحاد التي كانت تجمع الجزائريين و قوة إيمانهم بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة . مليكة.ب