صدر حديثا عن دار الفارابي اللبنانية، كتاب جديد يحمل عنوان "معاناة جوليان ...ضحية التنصير" للكاتب والمؤلف ساعد قويسم، يسرد من خلال قصة واقعية تحمل في طياتها أبعاد متعددة ومتشعبة، قصة لها أهداف عميقة، وتحمل قيم دينية واجتماعية وأخلاقية. جاءت أحداث هذه القصة التي تقع في 119 صفحة، أدى فيها الشاب المراهق جوليان و اسمه الحقيقي " سمير" ذو سبعة عشر سنة، " سمير" جزائري الجنسية شابّ وترعرع وسط عائلة ذات فكر فرو كفوني، كانت له أخت تدعى " رانيا" التي كانت تكبره بعشرة سنوات، وبالرغم من الفارق بين الأخوين إلا أنهما استطاعا أن يكونا صديقين حميمين، وكان سمير يشعر بنوع من الراحة النفسية حين تكلمه أخته التي كانت تتفهم أموره، وعاشا سعدين، " سمير" كان يحب كل الأمور تتحقق لأخته إلا شيء واحد وهو زواجها وابتعادها عن البيت العائلة، إلا أن جاء ذاك اليوم المشؤوم في نظر " سمير" يوم الذي أخبرته أخته بأن أحدهم يريد التقدم إلى أهلها وطلب يدها للزواج، نزل هذا الخبر كالصاعقة ولم يهضم فكرة ابتعاد أخته عنه وانشغالها بزوجها وتشكيل حياة أخرى، مرت الأيام والشهور، إلا أن تقررا إقامة حفل لإتمام مراسيم الخطبة الشرعية، لكن القدر لم يشأ أن تتم تلك العلاقة التي بدأها خطيب " مروى المدعو " جمال" الذي أوهم أهل عروسه بأنه شاب ملتزم بتعاليم الدين الإسلامي، وهو يحمل في قلبه خبثا لا يختلف عن الشيطان في أمر، وأقنع البنت " مروة " بأنه فارس أحلامها، وحدث ما لم يكن بالحسبان إذ غدر " جمال" ب " مروة" وألحق بها أضرارا جسيمة بعد ما تركها يوم الخطبة دون سابق إنذار واكتفى بكلمة " لست فتاة أحلامي"، وبمجرد سماعها هذا الخبر المشؤوم هوت على الأرض مغميا عليا، وأفقدها عقلها وصوابها وأدخلها المستشفى إثر انهيار عصبي، وانتهى المقام إلى القبر، بعدما أصيبت بورم خبيث في منطقة المخ، وأمام هذا الهلع، ودخل " سمير" في دوامة أفقدته السيطرة على تفكيره خاصة بعدما أدرك أن سبب وفاة أخته كان وارءه رجل ادعى الدين مخفيا حقيقته خلف ستار الدين والتدين، وفي خضم هذه الظروف يتعرف " سمير" بشاب " ميشال" الذي حاول استغلال براءته وانكساره وحزنه حتى يدخله في عالمه باسم الدين المسيحي عن طريق حيل ونفث سمومه في جسد " سمير " الصغير، و تقزيم الإسلام في نظره، وتقزز تعاليمه في نفسيته، وأول ما قام به " ميشال" تغيير اسمه من " سمير" إلى " جوليان" حتى يتأكد من نية الشاب في الدخول عالم دين التثليث، وقد اقتنع " سمير" بهذا الدين حين علم أن سبب وفاة أخته كان بسبب متدين، لكن وبعد المصائب التي حدثت له من طرف ذلك المدعي المسمى " ميشال" الذي كاد أن يؤدي ب" سمير " إلى الهاوية وأن وطنه الجزائر كان مستهدفا تراجع عن السير خلف هذا اللعين، واستيقظ من غفلته، وعاد إلى رشده وعرف أن الخلاص لن يكون إلا بإتباع تعالم الشرع الدين الإسلامي الحنيف، و يعتبر المؤلف أن عمله هذا يهدف من خلاله إلى التحسس بتبعات ظاهرة التنصير، خاصة بعد الانتشار الواسع الذي سجلته في السنوات الأخيرة، كما أنه يحاول تقديم العبرة لمن يتخلى عن دينه، وبالتالي الحث على ضرورة التشبث بمبادئ الدين كما يهدف حسبه إلى دعوة المسلمين إلى إبراز الإسلام بصورة أفضل و أرقى مما هي عليه اليوم.