كشف تقرير دولي صدر مؤخراً أن المغرب والجزائر ضمن قائمة العشرين دولة "الأكثر إنفاقاً" في شراء العتاد العسكري في العالم، حيث احتلت الجزائر المركز السادسة وصرفت 9 مليارات دولار، في حين احتلت المغرب الرتبة الثاني عشر بإنفاق بلغ 2.8 مليار دولار. وكشف تقرير معهد "استوكهولم" لأبحاث السلام حول مبيعات السلاح في العالم عن بعض المعطيات التي تخصّ السباق المحموم نحو التسلح بين المغرب والجزائر، من قبيل أن حجم مشتريات الجزائر من السلاح تضاعفت ب277 مرة، في حين أن مقتنيات المغرب من السلاح ارتفعت ب 1460%. وقال الدكتور عبدالفتاح الفاتحي، الخبير في قضية الصحراء والشأن المغاربي، إن سباق التسلح بين المغرب الجزائر تتحكم فيها عدة اعتبارات موضوعية، كونه يتأثر أساساً بالتطورات الإقليمية في جنوب البلدان المغاربية خاصة في منطقة الساحل والصحراء. وأوضح الفاتحي أن المغرب والجزائر في حاجة إلى قوة عسكرية رادعة لحماية أمنهما القومي، إذ إن تطوير وتحديث التجهيزات العسكرية يُسهم في تكريس قوة الدولة، ومنحها هيبة تمكنها من بسط سيادتها على كامل ترابها من أي تهديد داخلي. وتابع أن الصراع الإقليمي المستمر بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء، أو بسبب الحدود المغلقة بينهما يعد أحد العوامل المشجعة على سباق التسلح، في وقت تنعدم فيه انفراجات سياسية بين البلدين، ما يجعل حالة "لا سلام ولا حرب" ترخي بظلالها على العلاقات بين البلدين الجارين. ويتوقع أن يستمر سباق التسلح بين المغرب والجزائر، وذلك بوتيرة سريعة وشديدة لحفظ التوازن العسكري بينهما، حيث إنه من المُرتقب أن يوقع المغرب صفقات جديدة لشراء السلاح في أفق تقليص الفجوة مع الجزائر. دوافع إقليمية ودولية