تهتم العائلات الجزائرية مع نمو أبنائها لختانهم استجابة لتعاليم الدين الحنيف، غير أن الختان تغير كثيرا ، فبعد أن كان يعتمد على حضور الطبيب و إقامة فرح صغير يجتمع فيه الأهل بأقاربهم، صار الآن مكلفا، لما صار يتطلبه من مظاهر الفرح التي لا تقدر عليها الكثير من العائلات البسيطة، ولهذا فإن العديد من الجمعيات الخيرية ، صارت تتكفل بعملية الختان في المناسبات الدينية ، على غرار المولد النبوي الشريف و رمضان . جمعية "السلام" الشبابية، واحدة من هذه الجمعيات التي حملت على عاتقها ختان أبناء العائلات المحتاجة بالقصبة ، هذا الحي العتيق بقلب العاصمة، والذي يعتبر أغلب سكانه من العائلات الكثيرة العدد ، والجد بسيطة من ناحية الدخل والمستوى المعيشي . بلغ عدد الأطفال الذين ستكفل جمعية "السلام الشبابية" بإجراء كل تفاصيل ختانهم من أخذهم إلى المستشفى و التنظيم داخل المستشفى كي تتم العملية بسرعة و سلامة في نفس الوقت 21 طفلا . وتسهيلا لإجراءات البحث عن العائلات المحتاجة لهذه المساعدة، قامت "السلام" بدراسة ملفات كل العائلات التي تقدمت لها بطلب ختان أبنائها، لتتأكد من حالتهم، و للإشارة فإن هذا ما تستغله الجمعية من أجل مبادراتها الأخرى، كالإعانات الغذائية والمالية وغيرها من المشاريع الخيرية التي تقوم بها "السلام" خدمة لأبناء القصبة العتيقة . ولقد وفرت جمعية "السلام الشبانية" لهؤلاء الأطفال في يوم الختان 21 بدلة من نوع الزي التقليدي العاصمي، و هذا أكبر دليل على مجهودات هذه الجمعية التي بالرغم من تسييرها من طرف طاقات شابة ، إلا أنها تسعى للحفاظ على العادات والتقاليد التي توارثها الجزائريون جيلا عن جيل. وفرحا بختان هؤلاء الأطفال، فإن "جمعية السلام الشبانية" ستقيم بمركزها الكائن بالقصبة حفلا على شرفهم ، وتدعو فيه كل من عائلات الأطفال وأقاربهم في جو من الأفراح و الأناشيد الدينية التي تتناسب مع كل من الأجواء الإيمانية لشهر رمضان الفضيل ، و بتظاهرة الختان من جهة أخرى، و ستكلف بعض النساء المتقدمات في السن بتخضيب أيدي الأطفال بالحناء ، وأداء بعض المدائح التي تعوّدت الأمهات و الجدّات ترديدها في هذه المناسبة، وهو ما يسمى لدى الجزائريين بال "تقديم". للتذكير، فإن جمعية "السلام" الشبانية، ستقوم بعملية ختان الأطفال الثلاثاء المقبل ، فيما سيكون الحفل في اليوم الذي يليه، وتعد جمعية السلام من الجمعيات الفعالة بالعاصمة رغم تواضع إمكانياتها، وهي تعتمد على الشباب في إنجاح النشاطات التي تقوم بها ، كزيارة المستشفيات و الأطفال المرضى ، وتكوين النساء الماكثات بالبيت على الحرف و محو الأمية ، و ذلك منذ تأسيسها سنة 2007 .