يسعى الملتقى الدولي السادس للخطاب النقدي العربي المعاصر الذي ستجري فعالياته يومي السادس و السابع من ماي المقبل بجامعة عباس لغرور بخنشلة إلى طرح جملة من التساؤلات الكفيلة بتسليط الأضواء على موضوع النقد الثقافي، حيث سيتم الاستفسار عن كيفية تحقيق التظافر المنهجي في النقد الثقافي، و عن مستويات اشتغال النقد الثقافي، و كذا عما وفى النقد الثقافي كامل وعوده، كما يتساءل الملتقى عما استطاع النقد العربي المعاصر استيعاب النقد الثقافي وما مدى تمثّله. يأتي انعقاد الملتقى تزامنا و التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم عموما والوطن العربي خصوصا، وعلى جميع الأصعدة، جعلت الإعلام صورة وصوتا وكتابة، وكذلك الأدب بمختلف أنواعه وأجناسه، والفنون بشتى تعبيراتها وألوانها، وسائل فعالة لترسيخ الثقافة الجماهيرية الاستهلاكية على نطاق واسع وتثبيت الصور النمطية الجاهزة عن الهوية والغيرية وتكريس إرادة الهيمنة والتحكم. لهذا و أمام هذه التحديات الثقافية والأيديولوجية والحضارية، برز النقد الثقافي مع الربع الأخير من القرن العشرين، في العالم الأنغلوسكسوني، للتعبير عن هذا المنعطف التاريخى الحاسم وتأطير الإبيستيمولوجيا الجديدة في مجال النقد والثقافة والفكر، هذا وقد يرى أهل الاختصاص أن الإسهامات النقدية والفكرية والفلسفية الفرنسية التي فرضت نفسها عالميا، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان لها دورا هاما في تخصيب التوجه النقدي الجديد الذي ترعرع في الولاياتالمتحدة وتشبع بخصوصيتها الثقافية والحضاري، مؤكدين أن النقد الثقافي يعمد إلى الكشف عن الأنساق المضمرة والفعّالة والمرجعيات السلطوية والمؤسساتية التي تتستر خلفها الإبداعات لاكتساب الشرعية وفرض الهيمنة ، مبيّنا نسبية القيم الجمالية وتاريخيتها. الملتقى الذي سينعقد بكلية اللغات و الآداب لجامعة عباس لغرور بخنشلة لمناقشة موضوع النقد الثقافي، تتخلله مجموعة من المحاور بدءا بحفريات النقد الثقافي، ثم مفاهيمه و أبعاده، مرورا بمحور النقد الثقافي و الدراسات الثقافية و موضوع النقد الثقافي و علاقته بأشكال النقد الأخرى، وصولا عند محور النقد الثقافي ومكوّنات ما بعد الحداثة، ثم مناقشة موضوع النقد الثقافي و جدلية المركز و الهامش و النقد الثقافي و الدراسات ما بعد الكولونيالية و في الأخير بحث إنجازات النقد الثقافي في العالم العربي والجزائر، مع بحث . جهود محمد عبد الله الغذّامي في تأصيل النقد الثقافي في العالم العربي.