أثار صمت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استغراب المتتبعين للشأن السياسي رغم التصريحات النارية التي أدلى بها عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والتي تهجم فيها على جهاز الأمن والمخابرات في الجزائر، ولازال بوتفليقة ينتهج سياسة الصمت التي وصفت لدى البعض بالغامضة جدا. ويبدو أن الجماعة المحيطة بالرئيس فضلت هذه المرة رمي الكرة في مرمى الأمين العام للأفلان لفضح المستور في الوقت البدل الضائع من زمن المباراة التي لم تحسم بعد لأية جهة من الجهات المتناطحة في أعلى هرم من السلطة حول من سيكون الرئيس المقبل للجزائر رغم التغريدات التي يطلقها في كل مرة من أضحوا يعرضون ولائهم للرئيس علنا ويؤكدون رغبته في الترشح. صمت الرئيس زاد من احتقان الأوضاع ويرى العديد من متتبعي الشأن السياسي أن الصمت الذي ينتهجه القاضي الأول للبلاد زاد من احتقان الأوضاع وتعفنها في الساحة السياسية رغم جرأة سعداني على فضح الوجه الخفي للسلطة والرؤوس التي تديرها. وزارة الدفاع تتجاهل تصريحات سعداني وبعد مرور ثلاثة أيام كاملة عن حوار سعداني الذي زعزع الساحة السياسية ووسائل الإعلامية الوطنية والأجنبية، لم يصدر لحد الساعة أي بيان رسمي من طرف وزارة الدفاع الوطني ترد فيه على الأمين العام للأفلان وهو ما دفع بالكثيرين إلى التساؤل عن أسباب هذا الصمت. سعداني ينزل أنصاره مجدد للشارع السبت المقبل وفي الوقت الذي لم يتبن فيه بعد الخيط الأبيض من الأسود، يحاول عمار سعداني إنجاح اللقاء المقبل الذي سيشرف على عقده بالقاعة البيضاوية الذي يعتبر الثاني من نوعه بعد اللقاء الأخير الذي حاول فيه سعداني إنزال أنصاره للشارع من أجل مطالبة بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية رابعة إلا أن نزول بلخادم للقاعة البيضاوية أفسد عرس هذا الأخير الذي حاول استعراض عضلاته السياسية. أصدر تعليمة يأمر فيها المحافظون بإنجاح لقاء 22 فيفري المقبل وأصدر عمار سعداني تعليمة أرسلت لأمناء المحافظات بتاريخ 2 فيفري 2014 وهي الثانية من نوعها جاء فيها ما يلي " مواصلة للقاءات مع القواعد النضالية والمنتخبين وإطارات الحزب من أجل مواكبة الحراك السياسي واستعدادا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 17 أفريل 2014 والتي تعد محطة هامة في تاريخ الجزائر ومستقبل الحزب فإنه تقرر عقد ندوة وطنية للشباب والطلبة يوم 22 فيفري 2014 على الساعة التاسعة صباحا بالقاعة البيضاوية لمركب 5 جويلية في الجزائر العاصمة تحت إشراف الأمين العام للحزب عمار سعداني . ودعي عمار سعداني في هذه التعليمة إلى توفير الشروط الكفيلة لإنجاح هذه الندوة من خلال توفير وسائل النقل للمشاركين. أمر بإرسال 100 شاب وشابة من كل محافظة ويتعين على كل محافظة إرسال 100 شاب وشابة على الأٌقل على أن لا يتجاوز سن كل مشارك أو مشاركة 40 سنة وإيفاد قطاع الشباب والطلبة بالقائمة الاسمية للمشاركين قبيل انعقاد الندوة بأسبوع كأقصى حد.