خصلة ذميمة نهى عنها الشرع المطهر، وخلق سيئ حاربه الإسلام، هذا الخلق موجود اليوم في أوساط المسلمين؛ بل في أوساط خاصة الناس طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل إلا من رحم الله تعالى إنه خلق التعصب المذموم. ولقد حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد التحذير فعن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتْلةٌ جاهلية"رواه مسلم ولقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من المتعصب فعن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية" رواه أبو داود. إن الإسلام قد جعل التعصب لا على اللون ولا على القبيلة ولا على الجنس بل يكون على العقيدة والدين، قال عليه الصلاة والسلام: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم. وليس من العصبية أن يحب الإنسان قومه فعن فسيلة قالت سمعت أبي يقول سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: "لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم" رواه ابن ماجة. إن التعصب يؤدي دائماً إلى الفرقة والشتات، وقد حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً ونموذجاً للعصبية التي تؤدي إلى التناحر والفرقة فنهى عن ذلك وعده من أمور الجاهلية، فعن جابر رضي الله عنه قال: " كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين فَسَمَّعَهَا اللهُ رسولَه عليه الصلاة والسلام، قال: ما هذا؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة" رواه البخاري.