انتقد العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق، محمد العربي زيتوت، موقف المعارضة في الجزائر وتركيزها على مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة، وأكد أن المعارضة الرسمية تعيش ترهلا وضعفا ليس فقط بسبب خلافاتها الداخلية وتباين وجهات نظرها وربما ولاءاتها أيضا، وإنما بسبب غياب رؤية التغيير الإستراتيجية، وأضاف زيتوت، أنها تطالب هذه الأيام بانتخابات رئاسية مبكرة على خلفية مرض الرئيس، وهذا خلل كبير في فهم مطلب التغيير. وقال زيتوت في تصريحه ل"القدس برس": "المشكلة ليست في الرئيس ومجموعته فقط إنما في النظام ككل، الذي جثم على صدور الجزائريين طيلة عقود الاستقلال، وقد يقودها مجددا إلى الاستعمار، وأثبت بالدليل الملموس أنه لا يصلحُ ولا يُصلح، وأن الطريق الوحيد للتغيير هو سقوطه بالكامل والذهاب إلى مجلس تأسيسي وفترة انتقالية يلتقي فيها الجزائريون على مائدة حوار شاملة يصوغون فيها رؤيتهم الدستورية والسياسية للجزائر الديمقراطية، دون ذلك سنظل نجتر الهزائم وسنقود بلادنا ليس إلى الاقتتال الداخلي وإنما إلى التقسيم"، على حد تعبيره. وحذر زيتوت، من أن إصرار النظام الحاكم في الجزائر على صم الآذان بشأن أصوات التغيير والتقسيم العادل للثروة من شأنه أن يودي بالبلاد، ويفتح مصير الجزائر على المجهول في ظل عودة الأطماع الاستعمارية. وأوضح في تصريحاته، أن استمرار تعامل النظام الحاكم في الجزائر بطريقة التعالي على مطالب الناس الحيوية والإستقواء عليهم بتوطيد علاقاته بالقوى الدولية الكبرى عبر الصفقات الاقتصادية والعقود المغرية، أن كل ذلك يمثل الطريق المعبدة إلى المجهول، وقال: "إن مقتل اثنين وجرح العشرات بعضهم في حالة خطيرة في الاشتباكات التي جرت قبل يومين بين الشرطة ومتظاهرين طالبوا بتحسين الظروف المعيشية لسكان مدينة "تقرت" الواقعة في الصحراء، وجرح واعتقال العشرات في مدينة بجاية الساحلية، هو دليل آخر على الغضب الشعبي العام على فشل سياسات النظام الترقيعية خاصة في ظل انهيار أسعار البترول، مما ينذر بالانفجار الاجتماعي في أية لحظة". وأعرب زيتوت عن أسفه لأن الخطاب السياسي من النظام كما من المعارضة الرسمية لم يعكس طبيعة الخطر الذي يتهدد الجزائر، وقال: "من الواضح جدا أن النظام ليس معنيا بمعالجة مطالب الجزائريين في التنمية الحقيقية ومعالجة التحديات المعيشية التي تتفاقم يوما بعد يوم، ولم تعد هذه المطالب تقتصر على فئة دون غيرها أو جهة ما دون أخرى، بل أصبحت تمس الغالبية العظمى من الجزائريين، وبدأت النعرات الجهوية في الظهور بما يهدد وحدة البلاد واستقرارها.