قال الرئيس التونسي المنتخب الجديد، باجي قائد السبسي، إن الجزائر ستكون وجهته الأولى بعد انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية، خلفا لمنافسه المنتهية ولايته، محمد المنصف المرزوقي، في محاولة منه لتأكيد مدى التزام السلطات التونسية الجديدة بالعلاقات متينة مع الشقيقة الكبرى، الجزائر، مثلما يحلو لزعيم النهضة التونسية، راشد الغنوشي تسميتها. وأكد السبسي، الذي بلغ من العمر أكثر من 88 سنة، أن التعاون بين الجزائروتونس سيتعزز خلال فترته الرئاسية، وقال: "سبق وأن صرحت خلال الحملة الانتخابية أن أول زيارة رسمية سأجريها ستكون إلى الجزائر وها أنذا أؤكد ذلك كرئيس"، وذلك في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. ويملك الباجي قايد السبسي، وهو من الوجوه السياسية المخرمة التي حكمت تونس مع كل من الرئيس الأسبق، محمد بورقيبة وخلفه المخلوع، زين العابدين بن علي، وكذا خلال الفترة الانتقالية لمرحلة ما بعد ثورة الياسمين، علاقات وطيدة مع الجزائر، إذ سبق وأن منحت له الجزائر عندما كان رئيسا للحكومة، مساعدة مالية بقيمة 100 مليون دولار، بمثابة هبة. كما سبق للرئيس التونسي الجديد أن زار الجزائر خلال توليه رئاسة الحكومة المؤقتة شهر مارس 2011 بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، كما زارها في أكثر من مرة باعتباره رئيسا لحزب حركة نداء تونس، الذي فارز معه بالانتخابات التشريعية الأخيرة، رفقة رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، بعد خروج الأول من الحكومة، والتقى خلال تلك الزيارات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويكن الباجي قايد السبسي احتراما كبيرا للجزائر ولرئيسها، وهو ما يفسر نجاح الوساطة التي قادها الرئيس بوتفليقة بين "حركة نداء تونس" وبين حركة النهضة التونسية، عندما كانت الأزمة مندلعة بين المعارضة بزعامة السبسي والأحزاب المشكلة لما كان يعرف ب "الترويكا" (النهضة والمؤتمر وحزب مصطفى بن جعفر)، وذلك بعد اغتيال النائب السابق محمد البراهمي والقيادي اليساري، شكري بلعيد.