شرعت مؤسسة "جنة العارف" المتوسطية للتنمية المستديمة، بالتعاون مع المتحف الوطني للسينما "سينماتيك" الجزائر، في تقديم الفيلم الوثائقي الموسوم "نحو روحانية يكتنفها السلام" للمخرجين "باتريك فيرون" وكاترين مياشون"، وقدم العرض الشرفي للفيلم أول أمس بحضور المخرجين وبطل الفيلم الوثائقي ومدير السينماتيك إلياس سميان، وكثير من محبي الشاشة الفضية، الفيلم الذي يقع في 55 دقيقة، المنجز في 2014، يروي تاريخ الطريقة الصوفية العلاوية من خلال بورتري عن شيخها ورئيسها الحالي " بن تونس خالد عدلان ". يرتكز الفيلم على ثلاثة مواضيع رئيسية، اليقظة، الحركة، النقل والتوصيل. وكانت الرغبة لدى مخرجي الفيلم باتريك فيرون وكاترين مياشون منذ 2009 وهما يحضران احتفالات الذكرى المئوية لنشأة الطريقة العلاوية بالجزائر في القيام بانجاز عمل سينمائي وثائقي حول هذه المدرسة الصوفية، الأمر الذي استغرق 4 سنوات أبدى فيها الشيخ بن تونس تعاونه مع المخرجين. وكان ساحل البحر بمنظره الجميل الأخاذ، المنطلق للفيلم الوثائقي وإليه كان الإياب، في التعريف بشخصية، ببلدة، بطريقة، في دولة في عالم تتأرجح المعايير فيه كثيرا، والبحر المضطرب، واكتملت الدورة لربان متمرس يقود سفينته بأمان، بمعرفة ودراية، وإتقان ورعاية، وقدمت الشخصية بطريقة سلسة وبسيطة أبجديات وأصول التدين الصحيح والروحانية الحقة التي لا تغرق في المشاكل الجانبية، بل تتخذ من الحكمة، التربية العلم، تراهن على الجيل الجديد، ضمن فضاء تفاعلي، يستند إلى التجربة وطرح التساؤل، والعيش معا، في محيط لا إقصاء فيه، يعيش المرأة والرجل فيه والرجلان لدى الإنسان المستوي الأطراف، لا الأعرج الذي هو بحاجة إلى العلاج. يحكي الفيلم على لسان بن تونس، تاريخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية التي تضم ضمن سلسلتها أعظم مشايخ التصوف المشهود لهم بتبوأ أسمى المقاعد في حقلي العلم والمعرفة، وقد تم تدوين والاعتراف بهذه المدرسة الصوفية الجزائرية المنشأ من طرف اليونيسكو كمدرسة للتسامح والتعايش ما بين الأديان والعمل على ترقية القيم العالمية الشمولية في الإنسانية المشتركة العالم في نوفمبر 2013، الفيلم يعود لسرد المواضيع الكبرى عالمنا الحالي، التي لا تزال تستحوذ على الاهتمام ولم يتم الفصل فيها، التساؤل المرأة والرجل، ويطرح بعض المواضيع، الحوار بين الثقافات، الأرض يرثها أبناؤنا، نحو عالم يسوده السلام. يشار إلى أن الفيلم في أول عرض له تبعه نقاش ثري مع مخرجي الفيلم وشخصية البورتري، ويذكر بأن الفيلم يعرض ضمن كل شبكات المتاحف السينمائية "السينماتيك الجزائرية" في الفترة الممتدة من 11 إلى 18 ماي الجاري. وهو جدير بالمشاهدة طالما انه يقدم رؤيا جديدة ومتجددة عن مدرسة فكرية روحية صوفية لا يزال ينتظر منها الكثير طالما أن العالم صار يسبح في الرداءة والإحكام المسبقة والأفكار البالية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. جدير بالذكر أن بطل الفيلم الوثائقي تقدم لهيئة الأممالمتحدة، بمقترح يقضي بإنشاء وإدراج يوم عالمي جديد ضمن الرزنامة العالمية "اليوم العالمي للعيش المشترك"، شهر مارس الماضي أمام ممثلي منظمة اليونيسكو، خلال الدورة التاسعة بحضور أكثر من ستة ألاف ممثل، وقد وزعت على جمهور قاعة السينماتيك حال العرض، بطاقة للراغبين في التوقيع ليكونوا ضمن المطالبين بإدراج هذا اليوم الخاص بالعيش والتعايش معا.