حذر أساتذة اغلب الجامعات الجزائرية خاصة في العلوم الإنسانية الوزير حجار من اكتظاظ المؤسسات الجامعية مع ارتفاع عدد الناجحين في البكالوريا هذا العام، ودعوه الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسيير أزمة الاكتظاظ، خصوصا مع ارتفاع نسبة التاطير الى أكثر من 100 طالب لكل استاذ الموسم الجامعي المقبل. كشفت مصادر من قطاع التعليم العالي ان أساتذة الجامعات يحضرون لتنظيم حركة احتجاجية وحتى إضراب عن العمل في الدخول الجامعي المقبل على خلفية سعي الوزارة الوصية للدخول الجامعي لتوفير مقعد بيداغوجي لكل طالب دون مراعاة وضعية الاستاذ، خاصة وانه الضحية الاولى في ازمة الاكتظاظ التي سيعرفها القطاع. وأكدت مصادرنا ان نسبة التاطير لصالح كل الاستاذ ستفوق 100 طالب خاصة في فروع العلوم الإنسانية، عقب نجاح عدد كبير من المترشحين بمعدلات تتراوح بين 10 و12 من عشرين تؤهلهم للتسجيل في تخصصات العلوم الانسانية، ما سيولد ضغطا لا يطاق على الاساتدة، والنسبة بعيدة جدا عن المقاييس العلمية المعمول بها عالميا. وشدد هؤلاء على ضرورة اتخاذ الوزير حجار بالتشاور مع الاساتذة الإجراءات اللازمة لإيجاد حلول من شانها معالجة مشكل الاكتظاظ وترضى جميع الأطراف، منتقدين قرار رفع ساعات التدريس الى غاية الثامنة ليلا الذي لن يرضي –حسبهم- لا الاساتذة ولا الطلبة وحتى أوليائهم. من جهته حذر الكناس من استهزاء مصالح الوزير حجار بوضعية الاكتظاظ في الدخول الجامعي المقبل، مؤكدا ان الاستاذ غُيّب من معادلة التحضير للموسم الجامعي، وهو ما سيجعله يغيب، محملا الوزير حجار مسؤولية ذلك. وقال رحماني انه من غير المعقول اهتمام الوزارة الوصية بتوفير المقاعد البيداغوجية للطلبة دون النظر في وضعية الاستاذ الذي سيواجه ضغطا كبير في تسيير الأفواج التي سيقارب عدد الطلبة فيها 100 طالب او اكثر، وهو أمر غير علمي وغير بيداغوجي، واكد رحماني ان الاكتظاظ سيعمل ايضا على تأخير مناقشة رسائل الدكتوراه الذي يعرف حاليا تأخرا بست سنوات لحوالي 120 ألف استاذ بسبب اهتمام الاساتة بالتدريس، حيث ان الوقت البيداغوجي سيمتص كل وقت الاستاذ الذي لن يجد وقتا للبحث العلمي، مؤكدا ان الدخول الجامعي لا يعني توفير مقعد لكل طالب وإنما توفير الظروف الملائمة للاستاذ للقيام بمهمة لتدريس ايضا. واعاب رحماني على الوزير حجار الاهتمام بالتسيير التقني فقط دون وضع الاستاذ وهو ما ستكون له نتائج وخيمة. وكان حجار اعلن مؤخرا في اطار الحلول لمواجهة الاكتظاظ ان عملية تمديد اليوم البيداغوجي الى الساعة الثامنة مساء بداية من الدخول الجامعي المقبل، مؤكدا أن هذا القرار سيتطبق على المؤسسات الجامعية، التي تعاني ضغطا واكتظاظا في الهياكل البيداغوجية.