قال عباسي مدني في إحدى حواراته: أنا لا علم لي بجيش الإنقاذ ولا أعرف قائده. من أنت يا مزراق؟ ومتى تنزع العمامة الأفغانية لنعرفك؟ لصالح من تشتغل؟ ومن أمّرك على هذا الجيش الإنقاذي؟ وما هي مهمتك في الجبل؟ وما هي مهمتك اليوم - في "السهل" بتعبير الشاعر عيسى لحيلح- التي تريد إكمالها بإصرارك على تأسيس الحزب. أنت لم تخلع لباسك الأفغاني، ومازلت تتباهى به وتصرخ في الفضائيات في وجوه محاوريك بأنك لم تكن تصطاد العصافير في الجبال. وتتوعد بأنك ستحصل على اعتماد حزبك، وتتوعد رئيس الدولة بأنك سترد عليه بكلام لم يسمعه من قبل. وين داخل بحمارك يا "شيخ" مزراق. هذه جمهورية لها رجالها وقوانينها. اخلع نعليك وخفض صوتك و"ريتي البغلة انتاعك"، بتعبير المفتش الطاهر. رغم تحفظنا على سياسة هذا الرئيس وعلى عهداته غير الدستورية، أنت تتطاول على مؤسسات الدولة، وتثبت للجميع أنك لست رجل سياسة بقدر ما أنت رجل حرب، وصاحب مهمات.. يا مزراق: مُنحت لك فرص كثيرة لتخاطب الرأي العام ولم تفلح في إقناعه بأنك رجل سياسة بقدر ما رسخت في ذهنه رجل الحرب الذي يسكنك حتى النخاع، لأنك كنت دائما تتحدث بعنجهية المحاربين المستبدين، وغابت عنك حكمة الساسة المحنكين.