رغم تنوع أعمال الفنانة المصرية سميحة أيوب على مدى مشوارها الفني، ما بين التلفزيون والسينما، إلاّ أنها واحدة من رموز المسرح في عصره الذهبي، حتى استحقت لقب "سيدة المسرح العربي" الذي أطلق عليها آنذاك، وقد أعربت عن تفاؤلها بالمستقبل، رغم المشهد الضبابي الذي يحيط بكل شيء الآن، بما في ذلك السياسة أو الفن. قالت الفنانة المصرية المخضرمة سميحة أيوب، إن الفن بجميع روافده يعبر عن الإنسانية والحياة، وواجب الفنان أن يعبر عن كل ما في هذه الحياة، بما يفضي إلى تعزيز الإيجابيات ونقد السلبيات دون نقل العنف إلى الشارع من خلال الفن، وأبرزت أن الجيل الجديد من الفنانين يجتهد ويقدم ممثلين ومؤلفين ومخرجين على قدر كبير من الجودة والموهبة، لكن المجال الفني يعاني زيادة في عدد الدخلاء من غير الموهوبين. واعترفت أيوب، أنها لا تزال تشتاق إلى الماضي، حيث تفتقد مسرحيات سعد الدين وهبة "زوجها الأديب الراحل" وأصوات أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب، لافتة إلى أن اختفاء الفنانين الكبار عن الساحة في الفترة الأخيرة، مرجعه سيطرة العملية التجارية والإعلانات ورأس المال، وتحكم كل هذه العوامل في العمل الفني وما يتم تقديمه على الشاشة. وزفّت سميحة أيوب لجمهورها خبرا جيدا، حيث كشفت عن استعدادها للعودة إلى المسرح بعد ست سنوات غياب، من خلال مسرحية "بئر السلم" للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، وإخراج سمير العصفوري، وستعرض على خشبة المسرح القومي، عقب انتهاء عرض مسرحية "ليلة من ألف ليلة" للفنان يحيى الفخراني. مسرحية "بئر السلم" أحدثت جدلا كبيرا عند عرضها على خشبة المسرح القومي لأول مرة عام 1966 بسبب مضمونها، الذي يرصد جماعة من البشر غاب الضمير عنهم، فاشتغلوا بالسرقة والعبث في مقدرات الغير وخيانة الأمانة، وفي ذلك الوقت اعتبر البعض المسرحية إسقاطا على فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خاصة في ظل اشتهار مؤلفها بمسرحياته الجريئة حينذاك وترى سميحة أيوب التي قدمت نحو 170 عملا مسرحيا أشهرها "سكة السلامة" و"دماء على أستار الكعبة"، أن المسرح ينتعش حاليا بخلاف ما يتم تداوله عن تدهور أحواله، حيث توجد مسرحيات جيدة قادرة على أن تعيد البريق للمسرح من جديد، كما أن هناك اشتياقا واضحا من الجمهور لعروض المسرح القومي. ورفضت ما يتردد عن خضوع مسرح الستينات لما يسمى فرض الإرادة السياسية أو التوجيه الفني، مؤكدة أنه كلام غير صحيح، وما كان يحدث هو أن الرقباء هم الذين كانوا يخافون، فهم يعتقدون أن الحاكم يغضب من الانتقاد، لهذا كانوا يخافون من الصورة الذهنية الخاطئة التي رسموها بأنفسهم للحاكم. وقالت إن هذا رأيهم وليس رأي الحاكم، وهو ما ولّد ما يسمى بالرقابة الذاتية، وجعل الرقباء في بعض الأوقات يسيئون للنظام بوصمه بالقمع وغير ذلك من الصفات القاسية غير الحقيقية. أيوب التي اشتهرت مع زوجها الراحل الكاتب سعد الدين وهبة بالجرأة رفضت الظاهرة المحدثة في الوسط الفني باتجاه عدد من المنتمين إليه للعمل بالسياسة في إطار منظم، باعتبار أن الجملة التي ينطقها الفنان داخل عمله الفني في الأصل سياسة، ولا بد أن يكون له موقف كمواطن، وتعتبر أيوب أن انتماء الفنان لحزب يعبر عن آرائه أمر مرفوض، خاصة أن الفنان يملك منبرا خاصا به هو الشاشة، ويستطيع من خلال هذه النوعية من المنابر أن يقول ما يريد وما ينفع الناس. وتعيش سميحة أيوب حالة نشاط فني في الفترة الأخيرة، فإلى جانب المسرح، انتهت مؤخرا من تصوير مشاهدها في مسلسل "أوراق التوت"، وقدمت دورا لافتا في فيلم "الليلة الكبيرة" الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.