أعلن المؤتمر الوطني العام الليبي، ومقره طرابلس، الحداد ثلاثة أيام بدءا من الخميس، على أرواح ضحايا التفجير الذي استهدف مركز تدريب للشرطة، في مدينة زليتن، شرق العاصمة، وأدى الى مقتل حوالي 70 شخصا. وقال متحدث باسم حرس المنشآت النفطية إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون إثر انفجار سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش في ميناء راس لانوف النفطي الليبي. وقال علي الحاسي إن السيارة كانت ضمن طابور أمام النقطة وانفجرت عندما وصلت للمقدمة مضيفا أن الضحايا بينهم حراس ومدنيون. وكان متشددو يزعم أنهم من «الدولة الإسلامية» هاجموا راس لانوف وميناء السدر المجاور في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وأكد مصدر طبي ليبي ارتفاع عدد ضحايا تفجير شاحنة مفخخة استهدف معسكرا للشرطة في مدينة زليتن شمال غربي البلاد أمس الخميس إلى 70 قتيلا على الأقل. وقال شهود عيان إن عشرات الجرحى سقطوا أيضا في التفجير الانتحاري الذي وقع بينما تجمع حشد من رجال الشرطة في المعسكر صباحا. ووفقا للشهود فإن الشاحنة التي كانت محملة بالمتفجرات اصطدمت ببوابة المعسكر، الذي يستخدم لتدريب خفر السواحل .ويعتقد أن معظم الضحايا من رجال الشرطة. وأفادت وكالة الأنباء الليبية (وال) بأن مستشفى زليتن، الواقعة على بعد نحو 160 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس ناشد السكان المحليين التبرع بالدم للضحايا المصابين جراء الهجوم. وندد مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر بالهجوم. وقال الدبلوماسي الألماني في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إنني أدين بأشد العبارات الهجوم الانتحاري الدموي الذي وقع في زليتن، وأدعو جميع الليبيين إلى التوحد بصورة عاجلة لمكافحة الإرهاب». وقال مصدر أمني في زليتن إن انتحاريا فجر شاحنة صهريج مفخخة تستخدم لنقل المياه عند الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي (6.30 ت غ) في مركز للشرطة حيث كان خفر السواحل يقومون بالتدريب. وقال شاهد إنه كان هناك حوالى 300 عنصر في المركز، غالبيتهم من خفر السواحل الذين كانوا يتابعون تدريبا في هذه المدينة الواقعة على بعد 170 كلم شرق طرابلس. ولم تتبن أي جهة الاعتداء في زليتن على الفور. ودعت فرنسا «مجمل الأطراف الليبية إلى أن تشكل بسرعة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز السراج الذي سيكون شريك المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب». وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني «إزاء التهديد الإرهابي، لا بد من الرد قبل كل شيء بوحدة الليبيين، ومن الملح بالتالي تطبيق الاتفاق السياسي الموقع حديثا وتجاوز الانقسامات الداخلية للوصول الى حكومة وحدة وطنية والتركيز على مكافحة مشتركة للإرهاب وإعادة بناء البلاد». والغربيون مقتنعون بوجوب التحرك بسرعة في ليبيا لمواجهة التهديد المتنامي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وهم يدفعون الليبيين في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويقول مالكولم تشالمرز من مركز «ار يو اس ايه» للأبحاث في لندن إن الغرب «يزداد قلقا» إزاء توسع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبالتالي هناك احتمال بأن يتدخل في ليبيا، لكن «السؤال هو: أي تدخل؟ ما ستكون طبيعته؟ ما هو حجمه؟ يتوقف ذلك على تطور التهديد المتمثل بالتنظيم في غضون شهر من الآن».