افتتح، بقصر رياس البحر –حصن 23- معرض جديد حول "الحفرية الأثرية" لساحة الشهداء بالجزائر العاصمة، تحت إشراف مدير المركز الوطني للبحث في علم الآثار فريد إغيل أحريز بحضور المجاهدة لويزة إغيل أحريز التي طافت عبر وعدد من المدعويين والمهتمين بالآثار. عرض بباحة القصر مجموعة اللقى الأثرية، مثل بقايا لأعمدة وغيرها، كما عرضت بالقاعات، شمعدانات، مزهريات، غطاء وأطباق من الفترة ما قبل الميلاد، أكواب، جرة تعود لفترات قديمة. وحسب المنظمين فإن الدافع إلى إنجاز هذه الحفرية، كان نتيجة تواجد مشروع تهيئة مترو الجزائر بساحة الشهداء التي تقع بالقصبة السفلى، علما بأن المدينة العتيقة مصنفة ضمن التراث الوطني ومدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وقد استفادت المنطقة من مخطط دائم للحفظ وتثمين القطاع. تم اكتشاف المنطقة في التسعينات في 1994، ونتائج الأسبار الأثرية لسنتي 2008 و2009 لجأت مؤسسة مترو الجزائر لإعادة تصور هيكل المحطة الأولى لتنخفض مساحة المترو المقدرة ب8000 متر مربع إلى 3250 متر مربعا، وهذا من أجل الحفاظ على تاريخ المدينة. وتندرج الحفرية ضمن دينامية تسعى للتوفيق بين الاكتشاف من جهة وحفظ وتثمين الموروث الثقافي مع الأخذ بالحسبان متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، كما الشأن في إتمام مشروع محطة المترو. وأسندت مهمة الإشراف للمشروع الخاص بالحفرية للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية ومهمة التنفيذ للمركز الوطني للبحث في علوم الآثار الذي كون مع المركز الوطني الفرنسي للبحوث الآثارية الوقائية مجمع أثري استحدث خصيصا للإشراف. الحفرية المنجزة هي الأولى من نوعها في الجزائر من حيث المدة الزمنية التي استغرقت 27 شهرا من العمل المتواصل بجوار ورشة استغلال بناء محطة المترو، وقد فرض هذا التعايش بين أشغال البناء والحفرية وحددت جدولة زمنية ومكانية للحفر الأثري. أجريت الحفرية في مدخلين، حفرية المدخل الشمالي وفيها تم وجود منطقتين مساحتهما مقدرة ب 180متر مربع و250 متر مربع، حيث وجدت بقايا لأحياء من الفترة الأمازيغية الإسلامية الأولى والعثمانية، الحفرية التي أنجزت على القاعدة الصخرية رغم سمكها إلا أنها وفرت معلومات من الحقبة الزمنية الأمازيغية الرومانية إلى الفترة الاستعمارية. الحفرية الأثرية الرئيسية الجنوبية تم اكتشاف الآثار عنها على عمق 7 أمتار وسوف تمكن علماء الآثار من معرفة وكتابة 2000 سنة من تاريخ هذه الحقبة العريقة للجزائر العاصمة حينما كانت تسمى إيكوزيم في الفترة التي تعود إلى 2 و3 قبل الميلاد. كما وجدت بقايا مبنى كبير الشكل يتربع على مساحة 440 متر مربع تفصله 6 أعمدة يعود إلى القرن الثاني، وقد حظي هذا المبنى خلال القرن الرابع ببلاط من الفسيفساء ذو ألوان متعددة وأشكال هندسية مختلفة في وسطه مع وجود نص باللغة اللاتينية. كل اللقى الأثرية، تمثل فترات تاريخية متتالية والمحفوظة وسيتم عرضها للجمهور في إطار متحف لصيق بمحطة المترو، يتربع المتحف على مساحة 1000متر مربع للمدينة القديمة، لتصبح مآل اللقى المعثور عليها من الحفرية الأثرية إلى متحف محطة المترو بساحة الشهداء.