*- هو المؤسس الحقيقي للدولة الحديثة في الجزائر نظمت مكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للإعلام والنشر والإشهار، لقاء حول الأمير عبد القادر والمبايعة، واستضافت بالمناسبة الباحث والمؤرخ والصحفي عمار بلخوجة للحديث عن مسار رجل استثنائي وسم التاريخ الإنساني في القرن التاسع عشر، وانتزع اعتراف العدو والصديق في العالم أجمع، وهو الذي قال "ليس أنا من صنع الأحداث، بل هي التي صنعتني"، وحضر اللقاء عدد معتبر من مرتادي الفضاء الثقافي الجواري. قال بلخوجة، أن الرجل ولد بالقيطنة واد الحمام في ناحية حاسين في 1807، في زاوية والده الشيخ محي الدين أحد أتباع الزاوية القادرية، وأضاف بأن رمزية المبايعة عند الأمير الشاب كانت تحيل إلى الاتفاق أكثر من كسب الولاء، وكأن الأمير يدرك أن ليس بمقدوره تأسيس أمة جزائرية دون توحيد القبائل وأن النصر يبقى رهين هذه الوحدة. وعن شخصية الأمير -قال المتحدث- بأنها كانت جذابة وآسرة، وهذا ما تؤكده المطبوعات الكثيرة من الكتب على المستوى العالمي. وقد وقعت قعت مبايعة في 27 نوفمبر في 1832، كان فيه مبايعتان كما هو معلوم يقول بلخوجة الأولى 1932 كقائد، والثانية في 4 فيفري 1933 في مسجد سيدي حسان بمعسكر، عارض العاهل المغربي مولاي عبد الرحمان مبايعة الأمير، ومنذ ذلك الحين، أصبح الأمير عبد القادر الذكاء والولاء للوطن ونموذج الدولة. وعن ارتباط الأمير بالعلم وشغفه به، تحدث بلخوجة عن مكتبة الأمير التي كانت تضم أكثر من خمسة آلاف عنوانا والتي كان له بها ارتباط كبير وعميق وتم حرقها في 1834، وبعد اكتشاف الزمالة من قبل المستعمر، وكان الأمير يولي الكتاب وافر الأهمية رغم شبابه وكثرة اهتماماته، فكان لا ينام دون أن يقرأ كتابا. كانت الزمالة عاصمة الأمير المتنقلة من أجل أن لا يقع ضحية هجمات المحتل الفرنسي، ومن حيث مكانة الأمير، فإن الجميع متفقون على أن الأمير هو رجل القرن ال 19، ويعتبر الكاتب عمار بلخوجة الأمير عبد القادر كمؤسس حقيقي للدولة الحديثة في الجزائر. وعلى المستوى العالمي، أنقذ الأمير حياة 12000 من المسحيين المهددين من الدروز في سوريا، مما أكسبه الاعتراف من قبل كامل أوروبا أنذاك. لذلك فشخصية الأمير عبد القادر مثلا عظيما لشبابنا. وأشار المحاضر إلى الكتب التي تناولت الأمير عبد القادر في الجزائر قليلة بالمقارنة مع الطبعات الأجنبية التي هي حوالي 200، ومن بينها حياة الأمير لشارل هنري شورشيل، الليلة الأخيرة للأمير عبد القادر جمعي، الأمير عبد القادر ونشأة الأمة الجزائرية، لعبد القادر بوطالب، الأمير عبد القادر فارس الإيمان لمحمد شريف ساحلي، المقاومة الجزائرية في القرن 19 لحسن خليل البركاني. وخلال فترة النقاش تدخل أحد الحاضرين لإعطاء معلومات إضافية حول سيرة وسياسة الأمير، كما تساءل حول عدم وجود تحالف بين الأمير عبد القادر وأحمد باي، وهنا رد بلخوجة بأنه لم يتطرق في بحثه لهذه النقطة، وهذا لحساسية الموضوع، وقال متدخل آخر بأن معاهدة التافنة جد معبرة. أما فؤاد سوفي وهو مهتم بالتاريخ فتحدث طويلا عن القبائل التي بايعت الأمير ونصبته قائدا والتي عانت من ظلم المحتل وتعرضت للهلاك من قبله، وقد قرأ الشاعر سامي محمد سعدي خلال اللقاء قصيدتين عن الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري. وأعقب اللقاء بيع بالإهداء لكتاب عمار بلخوجة الموسوم "صفحات نوفمبر". يشار إلى أن مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار ستكرم بن عبد المالك رمضان، أول شهيد في الثورة الجزائرية وعضو في المجموعة 22، في ندوة ينشطها المؤرخ محمد لحسن زغيدي (جامعة الجزائر)، وهذا يوم الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 ابتداءا من الساعة الثالثة زوالا بمكتبة شايب دزاير المتواجدة بشارع باستور الجزائر العاصمة.