نقص العقار وشحّ الميزانية يرهنان تجسيد المشاريع ما تزال عملية تجسيد عدة مشاريع وهياكل تربوية، اجتماعية وثقافية، وتهيئة عبر عدة أحياء ومرافق تعرف تأخرا في إنجازها ببلدية بوروبة بسبب ضعف الميزانية وانعدام المداخيل الذي انعكس على التنمية، وحال دون الاستجابة لانشغالات السكان الذين بلغ عددهم حوالي 80 ألف نسمة موزعين على 300 هكتار ما بات يؤرق العديد من القاطنين بالنظر إلى النقائص التي تعصف بهم. تعاني هذه البلدية الواقعة شرق العاصمة من العوز الكبير الذي انعكس على التنمية وتحقيق ما يتطلع إليه المواطن كأزمة السكن والبنايات الهشة والبطالة وقلة المرافق، إذ لم تتمكن السلطات المحلية من مواجهة الطلب المتزايد على السكن . نقص العقار يرهن جملة المشاريع المسطرة بلدية بوروبة التي تعتبر البلدية الوحيدة التي لا تملك أي مدخول بالنظر إلى غياب الوحدات الصناعية بعد تصفية شركة الورق والتي وجهت أغلبية الميزانية التي قدرت ب 24 مليار إلى أجور العمال ما تسبب في تأخر إنجاز العديد من المشاريع الهامة في مقدمتها مشروع مائة محل الذي لم يجسد على أرض الواقع بسبب نقص العقار ومشكل البطالة الذي يؤرق العديد من الشباب بالرغم من حصولهم على مختلف الشهادات أمام قلة مناصب الشغل الذي يعتبر أكبر المشاكل والعراقيل التي تحول دون تجسيد العديد من المشاريع بذات البلدية. قاطنو حي عبد القادر سونقي يطالبون بترحيلهم ما تزال أكثر من 17 عائلة تقطن بشارع عبد القادر سونقي يفتك خطر الموت بها ويهددها في كل لحظة بالنظر للسكنات الهشة التي تقيم فيها والتي انهارت أجزاء منها وتسببت في مقتل شيخ يبلغ من العمر 65 سنة وجرح رضيع ذو 7 أشهر فيما نجا شاب آخر بأعجوبة، في حين يشكل جدار على وشك السقوط خطرا على إحدى العائلات. في السياق ذاته، ورغم نداءات الاستغاثة لدى السلطات المحلية المعنية بالأمر بالعاصمة من أجل الوقوف شخصيا على الوضعية السكنية الحساسة التي يعيشونها في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية وبعلم كل الأطراف المسؤولة والتي تم إحصاؤها لتقدر ب 17 عائلة خاصة وأن البيوت التي يقطنون بها تعرف حالة جد متقدمة من التدهور، ليقرر حينها رئيس الدائرة بإدراج أسماء العائلات في أول حصة سكنية تستفيد منها بلدية بوروبة. البنايات المتصدعة والمتآكلة جدرانها لم تستطع الصمود نظرا لهشاشتها وتآكلها من جهة والعوامل المناخية التي أثرت فيها من جهة أخرى، ما دفع بهم للإستنجاد بالوالي أملا منهم في الحصول على منزل يأويهم في كل الفصول وخوفا من وقوع ما لا يحمد عقباه في غضون الأيام القادمة. الطرقات في وضعية كارثية يشتكى سكان البلدية من التهميش الذي تشهده تجمعاتهم السكنية من طرف السلطات المحلية، إذ طالبوا هذه الأخيرة بالتدخل العاجل لحل مشاكلهم الكثيرة، فالقاصد للمنطقة يلاحظ جليا الوضع الكارثي الذي طال طرقاتها، حيث صرح أحد السكان أن اهتراء المسالك والطرق صار يمثل شبحا بالنسبة لهم حيث تتحول لبرك من المياه ومستنقعات للأوحال بتساقط الأمطار كما تتحول إلى غبار لا يكاد ينتهي في الصيف، كما أضاف المتحدث أن سكنات البلدية تعرف هشاشة بسبب قدمها بالإضافة إلى أن البنايات المتوزعة في كل أحياء المدينة بطريقة عشوائية ساهم في تشويه الوجه الجمالي لها. مطالب بانجاز سوق جواري كما تذمر قاطنو بوروبة من غياب سوق جواري من شأنه أن القضاء على متاعبهم بالتنقل إلى البلديات المجاورة من أجل الحصول على مستلزماتهم، الأمر الذي اعتبروه جد مهم خاصة بعد إزالة السوق الفوضوي بباش جراح، هذا وستعمل البلدية على تهيئة سوق جواري جديد بالطريق الوطني رقم 38 سيستفيد منه أكثر من 200 تاجر في إطار برنامج ولاية الجزائر للقضاء على النقاط السوداء بالعاصمة، وكشف مصدر مطلع عن استفادة تجار سوق حي الجبل من المشروع الجديد. في السياق نفسه، ندد السكان بالأوضاع الكارثية التي آلت إليها بلديتهم جراء الإنتشار الرهيب للنفايات وأكياس القمامة بمختلف الأحياء التي غرقت في القذارة وتسببت في تكاثر الحشرات الضارة وإصابة العديد من القاطنين بأمراض خطيرة. الأولوية لتهيئة مختلف أحياء البلدية أكد رئيس بلدية بوروبة أنه وبالرغم من الصعوبات التي تعيق تجسيد المشاريع المبرمجة إلا أن الإهتمام بانشغالات المواطن يأتي في المرتبة الأولى بداية بمشكل النظافة الذي تتكفل به مؤسسة نات كوم من خلال تقسيم البلدية إلى أربع مقاطعات منها بيلام ، حي الجبل وبوبصيلة وذلك للتحكم أكثر في عملية جمع القمامة، إلى جانب تجديد شبكة الصرف الصحي بأحياء الجبل 4،3،2،1)) وحي أومخلوف، فضلا عن إنجاز شبكة صرف مياه الأمطار بحي منبع المياه، لحل مشكل الفيضانات بالطريق الوطني رقم 38 الذي تغمره المياه في فصل الشتاء والتي عانى منها سكان هذه الأحياء لسنوات طويلة، كما ستشهد طرق هذه الأخيرة أيضا أشغال تهيئة بينما سيتم تدعيم الطريق بحي الفداء بجانب مدرسة ابن سينا، وحيي 200 و282 مسكن، طرق حي مفترق الطرق وحي حميدو سعادة، فضلا عن إنشاء طرق على مستوى وادي بوروبة وسيتواصل خلال السنة المقبلة تعبيد الطرق والأرصفة بالمحور الأساسي نحو مدرسة العمري العيد، والطرق بالمدخل الأساسي، من جهة أخرى تتواصل في المرحلة المقبلة بكل من حي ديار العافية مع إنجاز مقاعد حضرية على مستوى مختلف أحياء بوروبة التي شهدت السنة الجارية تجسيد أربع مشاريع في قطاع الري، بينما يجري انجاز أربعة مشاريع أخرى تتعلق بالتهيئة ومبرمج انتهاء الأشغال بها في المستقبل القريب. إنجاز العديد من المرافق لمختلف الفئات العمرية ستشرع البلدية في غضون الأيام القليلة القادمة في إنجاز مكتبة ومجمع مدرسي متكون من 12 قسما ومطعم مدرسي بالحي نفسه، بينما ستتواصل عملية تهيئة المركز التجاري بحي ايجيكو وإتمام إنجاز مكتبة بلدية وروضة للأطفال وتهيئة المدرسة الابتدائية حملات السعيد وإنجاز وتجهيز مطعم بمدرسة النجاح 3، كما عملت السلطات المحلية أيضا على برمجة وإنجاز بعض المرافق لفائدة هذه الشريحة، منها مدرج للملعب البلدي وتهيئة مساحة خضراء ومساحة للعب بحي 143، كما سيتم قريبا الشروع في تجسيد مشاريع ذات خدمة عمومية منها تهيئة حديقة عمومية بحي 110 مسكن بوادي بوروبة وإنجاز مشروع مماثل بحي ديار العافية.