وقد صنعت الرواية الحدث في اليوم الأول من أيام الملتقى، المنعقد في المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، بجمال الشكل طباعة، وضخامة المادة ورقا ومدادا ومددا، ويبقى الحكم للقراء انطباعا وللمتخصصين نقدا ومتابعة.تتناول الرواية موضوع خيال علمي جريئة يتجاوز المألوف في الرواية الجزائرية. إذ يبدأ كل شيء بعد قرار "المركز الدولي للأبحاث الأركيولوجية" البدء في عمليات تنقيب عن الآثار في منطقة الهوقار، لتستنفر المخابرات الجزائرية أجهزتها بأوامر من "رجل الظل" الغامض داخل المؤسسة العسكرية. في هذه الأثناء يلتحق الخبير السابق في الوكالة الفلكية الأوروبية "جانلوكا فيرو" بالبعثة مثيرا تساؤلات حول طبيعة عمله ضمن فريق البحث المختار بعناية من طرف ممول المشروع المثير الجدل"هينريك فورتسنبورغ. لتطرح الرواية تساؤلات عن علاقة آلهة الأنوناكي السومرية والكوكب المجهول "نيبيرو" بالمعتقدات المحلية القديمة، وما صلة كل هذا بعمليات البحث المريبة الدائرة في صحراء تمنغاست، بالإضافة إلى مدى تمكن "فيرو" من فك طلاسم نص تيفيناغ مجهول بمساعدة مهدي أحد أبناء المنطقة، ليقف أخيرا على الحلقة المفقودة بين أشد أساطير الطوارق غموضا وأحد أكثر أساطير الحضارة الإغريقية سوداوية؟ وهكذا تأخذنا أمل بوشارب من خلال هذه الرواية إلى قلب عوالم خفية ومتناقضة بين الجزائر العاصمة، تمنغاست وعواصم عالمية. حيث تنجدل خيوط العتمة في متاهة سردية مشوقة، يتواطؤ فيها العلم مع الأسطورة.وفي هذا السياق شاركت الكاتبة في ندوة ضمن برنامج الملتقى شددت فيها على ضرورة تحرر المرأة المبدعة من المواضيع التقليدية للإبداع وعنونتها ب«نحو كتابة بعد نسوية... التحرر من هاجس السلطة الذكورية".هذا وشاركت في ندوة ثانية عن الترجمة تطرقت فيها إلى تجربتها مع الترجمة ضمن ورشة " Racconti dal mondo " التي تشرف عليها في تورينو في مكتبة i« Emilio Salgari" وشددت على أهمية الترجمة من أجل بناء جسور ثقافية بين الثقافت الشعوب.يذكر أن الكاتبة أمل بوشارب مقيمة في إيطاليا وقد صدر لها عن منشورات الشهاب "عليها ثلاثة عشر"، "سكرات نجمة" و«ثابت الظلمة" وعن منشورات Anepأناب "من كل قلبي".الكتاب جدير بالقراءة وسيكون متوفرا مع الدخول الاجتماعي الثقافي القادم ضمن منشورات الشهاب.