«سكن الرجل الأسود في البيت الأبيض» عبارة استوطنت حروفها أوراق الجرائد و أفواه مقدمي و مقدمات الأخبار في مئات التلفزيونات و الفضائيات و هام في سحرها الأدباء و الشعراء و رافع لأجلها محامو الغرب و مدعو حقه العام و وكلاؤه في وطننا ليعطونا دروسا عن المساواة و الإخاء و حقوق الانسان إلى درجة اعتقادنا لفرط ما صدعوا به رؤوسنا أن أجدادنا هم من قيدوا أجداد أوباما و جروهم من أدغال إفريقيا إلى بلد العم سام و حولوهم من أسياد و سيدات إلى عبيد و إماء . و بعد هذه البهرجة الإعلامية المحبوكة هوليوديا استفاق المغرَّرِ بهم من بني جلدة الحاكم الأسود للعالم الأبيض على وقع صفعة مدوية تستمد قوتها من عنصرية مضاعفة ففي مرحلة أوباما ازداد التمييز و دخل رجال الشرطة العنصريون في سباق اصطياد محموم لمن يطيح بعدد أكبر من رؤوس السود في شوارع نيويورك و أحياء واشنطن و أزقة بوسطن . و نحن نذكر هذه الأحداث التي سيتولى التاريخ حفرها في الذاكرة العالمية كمحطة مشينة في قافلة محطات من التمييز العنصري لأبناء العم سام و بقية أفراد عائلته نقف وقفة إجلال و اعتبار لثقافتنا السلوكية المستمدة من شرعة ديننا التي أقرت حرية بني آدم من المهد إلى اللحد و ساوت بينهم كأسنان المشط و جعلت سلم الأفضلية مبني على العلم و الأخلاق و التقوى و الإيمان و الإحسان .