هل حقا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعيش حاليا أزمة ضمير.. هل هي بصدد التكفير عن ذنوبها الكثيرة ابتداء من إبادة الهنود الحمر إلى التفرقة العنصرية ضد السود إلى احتلال البلدان وقتل عشرات الآلاف من البشر الأبرياء. الناظر إلى المشهد السياسي في بلاد العم سام يدرك تلك الجدلية التي صاحبت التنافس الشديد بين هيلاري الشقراء وأو باما الأسود، لتنتهي المعركة لصالح الأسود '' أوباما '' بعد تواطؤ من قلوب كل البشر في أرجاء العالم المختلفة. وتساوقا مع مشاعر الكثيرين في هذا العالم التي استحضرت المجازر ضد الهنود الحمر وغير الحمر من قبل البيض النازحين إلى عالم كريستوف كولومبوس، لتضم مشاعرها إلى مشاعر مشروع أول رئيس أسود لأمريكا، رغم علمها بأن لون بشرته لن يضيف لها الجديد، حتى أنه ما فتئ يبعد عن نفسه التهم التي تحول دون شد وثاق الوصال بينه وبين سياسيي دولة الكيان الغاضب الجاثم على أرض فلسطين، إلا أن الأمل وارد ولو نسبيا.. ولن نستبق الأحداث لنغير مشاعر الذين يعتقدون أن اعتلاء '' أوباما '' لعرش البيت الأبيض ستصحبه الخيرات الكثيرة، والأمن العميم، لأن التاريخ علمنا أن أمثال هؤلاء سيكونون ملكيين أكثر من الملك، بل ربما سيسوموننا سوء العذاب، ويتفنون في ابتزازنا، لأنه وببساطة سياسة واشنطن لن تتغير بتغير الرجال، فالمواقف من فلسطين، والصحراء الغربية، والدول الوطنية والثروات ستبقى على حالها، ولنا في سلفه '' كولن باول '' الذي أتيحت له فرصة وزارة الخارجية فقط ففعل الأفاعيل، النموذج والمثال. فبعد أن أسال الحبر الكثير بعد تقلده لمنصب كتابة الدولة للشؤون الخارجية إلا أن مواقف واشنطن ازدادت تطرفا وتعصبا، حتى أتتنا '' كوندوليزا رايس '' فأنستنا أفاعيل باول '' وعليه لن ننتظر الكثير من '' أوباما '' الذي نصحه الرئيس الليبي '' معمر القذافي '' نهاية الأسبوع المنصرم، برفع رداء الخجل من لون بشرته، داعيا إياه إلى عدم الظهور بمظهر المعقد من صفاته '' الخلقية '' ، مضيفا بأن الأولى بالخجل هؤلاء البيض النازحون على بلاد الهنود الحمر، ليقول له بما مضمونه '' ارفع راسك يا ال ''... '' وإن كنا لا ننتظر منك الكثير.