*طاقة إنتاجه 1.5 طن سنويا من مختلف الأصناف بمعدل 2000 كيس في الساعة عاش سكان بلدية تيمقطن الواقعة بإقليم تيديكلت على بعد 250 كيلومتر شرق عاصمة الولاية ادرار نهاية الأسبوع الماضي ،على وقع الاحتفالات والاهازيج الفلكلورية ،ابتهاجا بدخول مصنع إنتاج الاسمنت حيز الخدمة وبداية الإنتاج ،كأول نشاط صناعي من هذا النوع بالجنوب الكبير وتعلق عليه امال كبيرة للمساهمة المباشرة في دفع وتيرة التنمية المحلية وإعطاء نفس إضافي للورشات المفتوحة لانجاز مختلف المشاريع القاعدية بالولاية ،من خلال ضمان توفير مادة الاسمنت التي تشكل اكبر تحدي لوسائل الإنجاز بالمنطقة .المصنع يتربع على مساحة تقدر ب 320 الف متر مربع وتم إنجازه في ظرف زمني وجيز لايتعدى 14 شهرا ، في حين قدرت القيمة الاجمالية لمبلغ الاستثمار المخصص لانجاز المشروع 21 مليار دج ، وفي هذا السياق قال الشريك الصيني السيد جان شو هو مدير الإنتاج بالمصنع ،" ما كان لتتم عملية الإنجاز لولا المساعدة الكبيرة التي قدمتها السلطات الجزائرية المدنية منها والعسكرية وجهود العمال وتفانيهم في العمل رغم قساوة الطبيعة وصعوبة الطقس " المنشاة الصناعية هذه ،دخلت حيز الخدمة بقدرة إنتاجية تقدر ب 1 مليون و 500 ألف طن سنويا من مختلف أصناف الاسمنت التي تدخل في تجسيد مختلف الأنشطة ، على غرار الاسمنت البترولية التي سيوفر منها المصنع حوالي 200 الف طن سنويا ، مما سيساهم بصفة مباشرة في تلبية الطلب على هذا الصنف من الاسمنت الذي يستعمل في حفر الآبار البترولية من طرف المؤسسات العاملة في مجال المحروقات بإقليم المنطقة والذي كان يستورد بالعملة الصعبة ،مثلما أوضح المشرف على المشروع مصطفى صديقي . *الأسعار تنافسية ويتطلع القائمون على هذا المصنع بعدان تم تدشينه ودخوله مرحلة التسويق بمعدل انتاج يقدر ب 2.000 كيس في الساعة الواحدة، إلى خوض مرحلة التصدير نحو الخارج مستقبلا ،خاصة للدول الافريقية المجاورة بعد الاكتفاء المحلي والجهوي بمنطقة الجنوب الكبير حتى يواكب التوجهات الرامية لتشجيع الصادرات خارج المحروقات ، حيث سيرتفع إنتاج المصنع من الاسمنت في المرحلة الثانية إلى 3 ملايين طن سنويا . *مجمع الهامل سيدي موسى شريك ب 71 بالمائة هذا المصنع نتاج شراكة مختلطة بين الشركة الخاصة ذات المسؤولية المحدودة ( اس ،تي ،جي ) التابعة لمجمع الهامل سيدي موسى بادرار ب 71 بالمائة من الحصص والشركة العمومية الصينية ( c.t.i.e.c) ويعتبر الأول على المستوى الوطني في انتاج الاسمنت النفطي وسيقوم بتزويد 38 ولاية . ويعود اختيار الشريك الصيني باعتباره رائد في مجال الصناعة الاسمنتية عبر العالم ، حيث ستسند لنفس المؤسسة الصينية مهمة تسيير المصنع في مرحلة الاستغلال وفي عقد لمدة سبع سنوات ، يتم خلالها أيضا تكوين العمال الجزائريين ونقل الخبرة واخذ التكنولوجيا المعتمدة في تسيير هذه الوحدة الإنتاجية كما تمت الإشارة اليه . يوفّر 4600 منصب شغل وعن مناصب الشغل التي بإمكانه توفيرها لأبناء المنطقة ، أوضح المشرفون على هذه المنشاة الصناعية ، انه سيسهم في توفير 1.100 منصب شغل منها 400 منصب دائم و 700 منصب مؤقت وسيضمن مجمع الهامل سيدي موسى بدوره توفير 3.500 منصب عمل مباشر بالولاية في مختلف المؤسسات التابعة للمجمع والناشطة عبر مختلف مناطق الولاية . وأضاف القائمون على المصنع الذي يعد نموذجا مثاليا للاستثمار الصناعي المنتج ومفخرة صناعية بمنطقة الجنوب الكبير ، وفي هذا الاطار اكد ذات المصدر ، ان الأسعار ستكون تنافسية وفي متناول الجميع ،لكونها ستكون مشابهة لأسعار هذه المادة في مختلف مصانع الخواص عبر الوطن ،وفي هذا الصدد عبر أصحاب الشاحنات القادمة من مختلف المناطق ، على غرار تمنراست و عين صالح وتيميمون وغيرها ، عن ارتياحهم الشديد لهذا الإنجاز الذي جنبهم عناء طول المسافة التي كانوا يقطعونها للوصول إلى المسيلة و سطيف قصد شحن هذه المادة التي لا يختلف سعرها عن المصانع بالولايات المذكورة على حد قولهم . يموّن 38 ولاية و سيغطي 30 %من الإنتاج الوطني وقد تم انجاز هذا المصنع بمواصفات عالمية تراعي مختلف جوانب السلامة البيئية و تم وضع نظام اقتصاد الطاقة باحتواء المصنع على محطة توليد الكهرباء ،مستقلة عن الشبكة الكهربائية العمومية بطاقة إنتاج تقدر ب 52 ميغاواط ، وذلك للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ،حيث ان صناعة الاسمنت تصدر ما يقارب طن من ثاني أكسيد الكربون مع كل طن يتم إنتاجه من ال " كلينكر " وهي مادة مكونة رئيسية في إنتاج الاسمنت .كما يحمل هذا المشروع الهام افاقا واعدة في سوق الاسمنت ،من خلال الدور الذي سيؤديه في تحقيق الرهان الذي تخوضه السلطات العليا للبلاد لتقليص فاتورة استيراد هذه المادة الأولية الهامة ،التي يتزايد عليها الطلب من سنة لاخرى،كون المصنع سيغطي 30 بالمائة من الإنتاج الوطني للاسمنت. كما ينتظر ان يساهم المصنع في احداث توازن تنموي بولايات الجنوب الكبير ، وإعطاء قيمة مضافة من خلال توفير حركية اقتصادية تساهم في تحسين ظروف حياة سكان الإقليم وانعاش الأنشطة الشبانية المصغرة المرافقة لمثل هذه المشاريع الكبرى ،بالنظر لعدة عوامل مساعدة من ابرزها توفر المادة الأولية الخام لانتاج الاسمنت بهذه المنطقة .