شهد اليوم الأخير من الأسبوع الثقافي المسرحي لولايتي عنابة ومعسكر بمستغانم تقديم مونولوغ " أنا الكلب المداح " لجمعية الفن الرابع لمعسكر والممثل عبد العزيز عبد المجيب و المؤلف محمد المقدم الجزائري الذي اقتبسه عن نص الكاتب والناقد السوري ألفريد فرج .. و تدور حيثيات القصة حول حرب طويلة المدى استمرت 40 سنة ، سميت بحرب " البسوس"، و كان أبطالها قبيلتي "تغلب" التي يمثلها الملك كليب بن ربيعة وقبيلة "بكر"، حيث يقال أن هذه الحرب جرت في الجزيرة العربية وبالتحديد في منطقة الحجاز ، حسب الوثائق التاريخية وقعت حرب البسوس بين سنة 494 إلى سنة 534 سنة ميلادي أي قبل ظهور الإسلام . ففي تلك الفترة كان كليب بن ربيعة هو ملك العرب ، يقال أنه توج ملكاً على العرب عندما قاد قبائل وائل في حربه ضد قبائل اليمن وانتصر عليهم . ضف إلى أنه كان يملك قوة لكنه غير عادل في حكمه و عرف بغيرته الشديدة ، وجساس بن مرة حاكم قبيلة بكر كان هو الآخر معروف بشخصيته القوية كذلك وكانت أخته الجليلة زوجة الملك كليب تتباهى به كثيراً . للتذكير كانت قبيلة بكر تعيش تحت رحمة قبائل " تغلب " التي كانت تتحكم في كل الموارد الطبيعية خاصة الماء و المراعي ، حيث كان أهل بكر لا يرعون إلا بموافقة الملك . هذه المواقف زادت من حدتها إلى غاية اشتعال شرارة الحرب الرئيسية التي يقال أنها تعود إلى تلك الزيارة التي قامت بها البسوس بنت منقذ إلى ابن أختها الجليلة وكانت ترافقها ناقة "جرباء" ، فعندما كانت الناقة ترعى انطلقت بسرعة نحو بئر قبيلة تغلب لتشرب فعلم كليب بذلك لذا قرر قتلها. فغضبت البسوس خالة جساس لمقتل ناقتها و طلبت من هذا الأخير أن يثأر لمقتل الناقة ، وفي نفس السياق تكون العملية فرصة لاسترجاع مكانة قبيلة بكر و إنهاء استبداد و ظلم الحاكم كليب وقبيلته تغلب ، عندها تربص جساس بكليب فقتله ، فاشتعلت الحرب بين القبيلتين ، للثأر والانتقام من مقتل ملك قبيلة تغلب قاد المهلهل بن ربيعة وهو آخ كليب هذه الحرب ، ونجح نجح في الثأر لمقتل أخيه فقتل جساس بن مرة ، للعلم أن القتال الذي دار بين القبيلتين هو أصلا حرب قائم بين أبناء العمومة ، بدليل زواج الملك كليب من أخت جساس ، يقال أن القتال بين القبيلتين استمر 40 سنة ، ثم أن الفتن في تلك الفترة كانت تشتعل لأتفه الأشياء . بمقتل جساس رجعت استرجعت تغلب كرامتها لكن بعد ماذا ، حيث أن الخسائر البشرية كانت جسيمة بين القبيلتين .