- عمل جديد للمخرج عز الدين عبار عن القصة الشهيرة لهارولد بينتار الانجليزي الحائز على جائزة نوبل في الأدب تم عرض أول أمس مسرحية « الحارس» على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس للمخرج عز الدين عبار الذي عاد إلى نشاطه في مجال الإخراج على مستوى المسرح بعد أن سدت الأبواب في وجهه لفترة امتدت ل 8 سنوات والفضل في ذلك حسبه يرجع إلى الإدارة الجديدة التي منحته الفرصة وأعادت إليه الاعتبار. حيث تم عرض هذا العمل الجديد على خشبة هذا الصرح الثقافي وأمام جمهور اشتاق طويلا لمشاهدة الأعمال الفنية لهذا المخرج الناجح الذي سبق له أن افتك عديد الجوائز في مهرجانات وطنية و دولية نذكر منها أحسن عرض متكامل في المهرجان الوطني للمسرح المحترف عن مسرحية « في انتظار قودو» عام 2005 ومثله عن مسرحية « فالصو» عام 2008. المسرحية هي قصة مقتبسة من أعمال الأديب الإنجليزي هارولد بينتار الحائز على جائزة نوبل بعنوان « الحارس».وهي تكشف جوا مشحونا من ردود الأفعال بلغة اختارها المخرج لأجل إبراز لمسته حيث يضع المتفرجين أمام تناقضاتهم وأسئلتهم في علاقتهم مع الأخر وهشاشة الأشخاص أمام الآخرين. وفي تصاعد دراماتورجي تتعرى شخصية الحارس المعقدة وما يترتب عليها في علاقته مع الآخرين ، ويؤدي أدوارها المسرحية ثلاثة ممثلين وهم بن بكريتي محمد في دور الأخ الأكبر وبن شميسة حسين في دور الأخ الأصغر وبن خال أحمد في دور الحارس. وفحواها أن الأخ الأكبر الذي يعاني من داء الصرع منذ الطفولة يقطن بالمنزل الذي ورثه عن أبويه هو وأخوه الأصغر وحتى لا يظل حارسا له، كما كان يتصور اهتدى إلى فكرة الآتيان بشخص مشرد من الشارع واقترح عليه العمل كحارس لهذا السكن فقبل. ومع مرور الأيام راودت المشرد فكرة الاستيلاء على المسكن ولتحقيق هذه الغاية عمد إلى حيلة شيطانية من خلال نشر الفتنة بين الأخوين لأجل الإيقاع بينهما ،وهكذا يشتد الصراع المرير إلى درجة أن قال للأخ الأكبر: كنت أعيش أحلى أيامي وأنا أتسكع في الشوارع فلماذا جئت بي إلى هنا؟ وهنا ينطبق عليه المثل « اتق شر من أحسنت إليه « ولو أنه في بعض الحالات وليس كلها. العرض الذي استعمل فيه المخرج الدارجة المحلية العباسية وتخللته لقطات فكاهية تفاعل وتجاوب معه الجمهور أيما تجاوب . يقول عز الدين عبار الذي نجح لغاية اليوم في إخراج 20 مسرحية منذ ولوجه عالم الفن الرابع، « لقد اخترت قصة «الحارس» وأدخلت عليها التعديلات اللازمة لانجاز هذا الإبداع الفني لما لها من إسقاطات على واقعنا المعيشي في عديد الحالات أضف إلى ذلك مواقف صاحب الرواية الأديب هارولد بينتار النبيلة إذ كان دوما مع القضية الفلسطينية العادلة ومعارضا للسياسة الأمريكية في هذا المجال رغم كون أمه من أصول يهودية « .