*- تدشين أوبرا الجزائري "بوعلام بسايح" *- تحديد عدد المهرجانات ب77 والحفاظ على الدولية منها *- عودة مهرجان عيسى الجرموني وملتقى عبد الحميد بن هدوڤة تنوعّت الأحداث الثقافية والمنجزات التي مرت بسنة 2016، بداية بالمرافق الثقافية التي تدعمت بها مختلف الولايات، خاصة وأن القطاع كان في حاجة لها، ولعل أوبرا الجزائر التي تحمل اسم الأديب والمستشار السابق لرئيس الجمهورية الراحل بوعلام بسايح أهم إنجاز لهذه السنة، كما عرفت هذه السنة بروز أسماء أدبية مثلت الجزائر في الخارج، على غرار تتويج أحلام مستغانمي كسفيرة للسلام من قبل اليونسكو، ولا تخلو السنة من الفقدان، حيث رحل عن الساحة كثيرون على غرار فنان الشعبي أعمر الزاهي، وإمبراطور المالوف محمد الطاهر الفرقاني، والمسرحي الإعلامي فتح النور بن براهم. في انتظار بداية جميلة لسنة جديدة، باحتضان الجزائر للدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي في جانفي 2017، وهي تظاهرة سنوية تنظمها الهيئة العربية للمسرح ومقرها بالإمارات العربية المتحدة. يعتبر تدشين المرافق الثقافية، من أهم ما يحتاجه القطاع الثقافي من أجل الدفع بعجلة التقدم، وهي من المطالب الأساسية للفنانين والمثقفين، وبدأت المشاريع في التحقق شيئا فشيئا. منشآت معمارية في خدمة الفنون الاستعراضية تعتبر أوبيرا الجزائر التي أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تدشينها رسميا والتي تحمل اسم المرحوم بوعلام بسايح الدبلوماسي السابق والأديب، تحفة فنية ومعمارية تزاوج بين الجمال والحداثة في خدمة الفنون الاستعراضية. كما تعد المنشأة الهائلة التي تتوسط أحواضا مائية كبيرة تعكس الأضواء على جدرانها المرمرية جوهرة هندسية تذهل عقول الزوار بزخرفتها المتوهجة وطرازها المستلهم من الفنون الحديثة. وتضم هذه المؤسسة الفريدة ثلاثة طوابق، وكذا قاعة كبيرة تتسع ل1400 شخص وقاعات للباليه والتدريبات وقاعتي كافيتيريا إضافة إلى قاعات للمحاضرات والعمل، كما أن قاعة العروض الكبيرة المضيئة مجهزة بآخر الابتكارات التكنولوجية من حيث الإضاءة الموجهة لإبراز العروض سواء كانت مسرحية أو موسيقية أو رقص. وتتوفر القاعة كذلك على قاعات خاصة مرتفعة مخصصة لضيوف الشرف تقابلها مساحات واسعة صممت خصيصا للعروض البهلوانية والرقص، وتحيط بقاعة العرض أروقة طويلة وعريضة تؤدي إلى فضاءات أخرى مخصصة لتدريبات الفنانين وللتكوين مضاءة بثريا كبيرة من الكريستال بشكل دائري تصدر أضواء بيضاء براقة. أما القاعات المخصصة للفنانين والتدريبات فهي ملائمة لمختلف العروض المسرحية والموسيقية والرقص وتم تزويد الفضاءات المخصصة للتكوين بتجهيزات بيداغوجية حديثة مخصصة للفنان المبتدئ أو المحترف. وستشكل أوبرا الجزائر -حسب القائمين على هذه المنشاة- الأداة الهامة والمهيكلة لتجسيد السياسة الوطنية في مجال الفنون الغنائية. أما المرحلة الحالية من أوبرا الجزائر فستتميز بدمج ثلاث مؤسسات فنية هي الأوركسترا السنفونية الوطنية التي تتشكل من 60 موسيقيا والباليه الوطني الذي يضم فنانين من المعهد الوطني للفنون الدرامية سابقا والمجموع الوطني الجزائري من الموسيقى الأندلسية التي تتكون من موسيقيين موهوبين. كما يعد هذه الصرح العصري الذي يضاهي كبريات القاعات في العالم هبة من جمهورية الصين، وهي ترمز إلى الصداقة الجزائرية الصينية وكثافة التعاون الثنائي في المجال الثقافي. وقدرت تكلفة إنجازها ب30 مليون أورو وهو مشروع وضع حجر أساسه في نوفمبر 2012 وقامت بانجازه مؤسسة صينية تتمثل في مجمع "بيجينغ". وقد تم إنشاء أوبرا الجزائر في إطار اتفاق التعاون الاقتصادي والفني الموقع بين البلدين في 3 فيفري 2004. ودشن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أكتوبر الماضي الموقع السينمائي بالعاشور، حيث سيفتح أبوابه للمنتجين الأجانب والخواص، مشددا أن إنجازه كان باقتطاع من ميزانية فيلم ابن باديس المقدرة ب35 مليار سنتيم، وقد تم إنجازه لتصوير مشاهد من هذا الفيلم. وتم افتتاح المسرح الجهوي سي الجيلالي بن عبد الحليم -أول مرفق يشيد بعد الاستقلال على المستوى الوطني-، حيث يعتبر هذا الصرح الثقافي أعظم هدية يمكن أن تقدم للإبداع الجزائري، ولأرواح كل المسرحيين الجزائريين الذين أعطوا للمسرح الجزائري هذا الحضور والتميز والقدرة في أن يذهب بعيدا ليس على الصعيد الوطني والعربي فحسب ولكن على الصعيد العالمي. وقال الوزير أثناء الافتتاح الذي تزامن مع اليوم العالمي للمسرح، أن هذا الصرح قد أنجز بالمعايير العالمية والمهنية، معتبرا إياه مكسبا كبيرا للمسرح الجزائري ولمدينة حافظت على الحركة المسرحية طويلا بأسمائها وقاماتها ورموزها وحافظت على استمرار الفن الرابع بحضوره القوي والمتجدد، مبرزا أنه يشكل ميلاد جديد للمسرح بمستغانم وبلا شك سيكون فضاء الذي يتيح لكل المحترفين والهواة فرصة إبراز قدراتهم ومهاراتهم، داعيا إلى المحافظة على هذا المكسب وحسن استغلاله واستثماره لصالح الثقافة والإبداع. ودعا وزير الثقافة في كلمة ألقاها بذات المسرح إلى ترقية العمل المسرحي في الجزائر والبحث في تعزيز هوية المسرح الجزائري، وأكد على ضرورة إجراء مرحلة تقييم للأعمال المسرحية وإضافة عناصر جديدة لتطوير لغة المسرح. وفي سياق متصل، أكد مدير الثقافة لولاية مستغانم عبد العالي قوديد، أن هذا المسرح يعتبر فضاء ثقافيا آخر حيث ستقدم من خلاله عروض فنية للجمهور، كما هو فضاء تكويني. تجدر الإشارة إلى أن هذا الهيكل يحتوي على ثلاثة طوابق وعلى قاعة للعرض تتسع ل510 مقعد وأخرى للمحاضرات ورواقا للعرض ومقهى المسرح وورشة لصناعة الديكور، كما يتوفر على أحدث العتاد بتقنيات متطورة وفق المعايير المعمول بها دوليا. ويعتبر المسرحي الراحل سي جيلالي بن عبد الحليم (1920-1990) الذي يحمل المسرح الجهوي الجديد لمستغانم اسمه أحد أعمدة المسرح الجزائري، ومؤسس لأقدم مهرجان في أفريقيا وهو المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم، وكان سي الجيلالي من الأوائل الذين أرسوا أسس وقواعد مسرح الهواة في الجزائر، حيث انخرط في فوج "الفلاح" للكشافة الإسلامية الجزائرية عام 1937 لتكون بداياته الأولى مع الفن الرابع. وقد مكنه نشاطه وبرامج الكشافة الإسلامية من إدراك عالم الفن والثقافة، فبرزت مواهبه الإبداعية في مجال المسرح مسجلا حضوره وتألقه من خلال كتابة وإخراج عدد من المسرحيات منها "طبيب الأسنان"، كما قام باقتباس عدة مسرحيات منها للروائي والسينمائي الفرنسي ساشا غيتري ليتمكن سي الجيلالي فيما بعد بإقناع المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي بالالتحاق بالمدرسة المسرحية ليسجل هذا الأخير أولى تجاربه في الجمعية الثقافية السعيدية بمستغانم، وكانت لعبد الحليم ابن حي "تيجديت" العتيق لمستغانم الفضل في تنشيط الحركة المسرحية بمستغانم من خلال إنشائه لفرقة "البدر" التي شاركت في تظاهرة الفرق المسرحية الهاوية بالعاصمة وأنتجت عدة أعمال. ومن المحطات التي صنعت تاريخ مسرح مستغانم سنة 1966 عندما أثمرت تجارب سي الجيلالي وتكللت مسيرته مع رفيق دربه الراحل ولد عبد الرحمان كاكي بإعلان تجسيد مشروع تأسيس مهرجان مستغانم للفن الدرامي الذي ظل لسنوات عبارة عن فكرة تراود المرحوم لتنظم أول تظاهرة ثقافية في مجال المسرح سنة 1967 بمشاركة مجموعة من الفرق تحت إشراف الكشافة الإسلامية الجزائرية وكذا نقابة المبادرة السياحية لتبدأ بذلك قصة المهرجان الوطني لمسرح الهواة، وبقي المرحوم محافظا على صلته بالمهرجان من خلال حضوره ومشاركته في عديد الطبعات إلى جانب كتابة وإخراج أعمال أخرى إلى أن وافته المنية في عام 1990 بمسقط رأسه مستغانم. أهم الأحداث والقرارات تم تحديد عدد المهرجانات ب77 والحفاظ على الدولية منها، وقد صرّح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن القرار جاء بعد عملية مراجعة ميزانية كل مهرجان ومدته الزمنية، مضيفا أن قطاعه قرر الحفاظ على كل المهرجانات الدولية و31 مهرجانا وطنيا و18 مهرجانا محليا، أي ما هو مجموعه 77 تظاهرة ثقافية، وهذا بعد عملية إعادة تنظيم شملت قائمة ب186 مهرجانا، مشيرا أنه تم إعطاء الأولوية للحفاظ على المهرجانات الدولية باعتبارها "واجهة" للثقافة الجزائرية، حيث تم الإبقاء عليها كلها مع مراجعة مدتها وعدد المشاركين فيها، موضحا بأن هذه المهرجانات ستمول بما يقارب 40 بالمائة من مخلفات ميزانية عام 2015، كما تم الحفاظ على بعض المهرجانات على غرار المهرجان الدولي لفنون "الأهغار" والمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية، غير أنه تم تعليقهما مؤقتا لإعادة النظر في بعض التفاصيل المتعلقة بالتنظيم والإدارة، في حين تم دمج بعض المهرجانات التي تتشارك نفس الموضوع على غرار مهرجان "الخط العربي" ومهرجان "المنمنمات والزخرفة"، وسنتظم بعض التظاهرات الأخرى على غرار المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب "فيليف" والمهرجان الوطني لموسيقى "الديوان" ببشار مرة كل سنتين، مشددا على واجب التسيير الحسن واحترام الميزانية المخصصة، وكذا نوعية المنتوج الثقافي التي يتوجب أن يحترمها محافظو المهرجانات مطابقة مع دفتر الأعباء الجديد للوزارة، مشيرا أنه سيتم قريبا تنظيم دورات تكوينية حول التسيير الإداري والمالي لفائدة محافظي المهرجانات. وفي إطار تشجيع الإستثمار الخاص في قطاع الثقافة، جدد الوزير دعوته لمنظمي التظاهرات الثقافية من الخواص إلى التقدم بمشاريعهم الثقافية، كما أعطى لمديري الثقافة للولايات حرية تنظيم تظاهرات ثقافية ممولة من طرف الفاعلين الإقتصاديين الخواص. يُشار أنه يمكن الإطلاع على القائمة المفصلة للمهرجانات ومدتها الزمنية بعد إعادة تنظيمها على الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة، ومازالت جلسات العمل مع محافظي المهرجانات مستمرة حاليا بغرض ضبط تواريخ كل تظاهرة. من جهة أخرى، كانت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" حدثا ثقافيا عرفته هذه السنة إلى غاية أفريل الماضي، وقد اعتبرها وزير الثقافة، بأنها كانت "حدثا ناجحا"، مثمنا الظروف التي وصفها ب"المُرضية والملائمة" لتنظيم التظاهرة، مشيرا إلى جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإنجاح هذا الحدث من خلال توفير البنية التحتية الثقافية واسعة النطاق بهذه المدينة، مجددا التزام دائرته الوزارية بتزويد في القريب العاجل بقاعة العروض أحمد باي بإطار قانوني يمكن هذا الفضاء من مواصلة نشاطاته، وأن مشاريع قصر المعارض والمكتبة الحضرية ستتجسد، وأن الاهتمام الرئيسي منصب أساسا حول استكمال الفضاءات التي استقبلت هذه كامل برنامج هذه التظاهرة. وقد قررت عائلة الكاتب الصحفي شعبان وحيون الذي توفي هذه السنة، إعادة نشر أعماله، حسبما صرح به ابنه سالم وحيون، الذي قال أنه ينوي إعادة نشر روايات والده على شكل كتب صغيرة لكي تكون في متناول الجميع، خصوصا الأجيال الجديدة، مشيرا إلى أن الروايات الثمانية التي ألفها الراحل مفقودة في الأسواق ولا يمكن الحصول عليها، ومن هنا جاءت فكرة إعادة نشرها وقال سالم وحيون، أن مشروعه سيتوسع ليشمل حوالي 500 عمود كان قد كتبها الراحل في الصحافة الوطنية، ليتم نشرها أيضا وذلك عقب تحليلها خصوصا المقالات الموضوعاتية منها. وفي إطار هذا العمل تم القيام ببعض الاتصالات مع دور نشر ستتكفل بإعادة نشر هذه المؤلفات المطلوبة، لافتا إلى أنه دعا باحثين جامعيين للمساهمة في هذا العمل من خلال إجراء دراسات موضوعاتية لمقالات الكاتب حتى تكون بمثابة امتداد لمؤلفاته. ومن جهتها أكدت مديرية الثقافة لتيزي وزو التزامها في مرافقة هذه الخطوة التي ترمي إلى إعادة روايات المرحوم إلى رفوف المكتبات. واشتهر شعبان وحيون، حسب نجله، بمساعدة الكتاب الجدد في نشر كتبهم، كما عرف بكونه "الكاتب العمومي" لجميع سكان تاصفات أوقمون ببلدية ايبودرارن، حيث كان يتكفل ببريدهم وملفاتهم الموجهة للخارج. ولد شعبان وحيون في 22 أفريل 1922 بتاصفات اقمون، درس المحاماة ليكتب أول رواية له سنة 1946 بعد لقائه مع الكاتب مولود معمري، ليصبح عقبها قارئا مصححا لدى المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع. من بين أعماله "منزل أطراف الحقول" الذي يروي قرية تاصفات خلال الحقبة الاستعمارية و"وجع القرون"، و"نسر الصخرة"، وهي آخر رواية كتبها عن عمر ناهز 89 سنة. عودة تظاهرات عرفت غيابا طويلا عرفت برج بوعريريج عودة الملتقى الدولي عبد الحميد بن هدوقة، بعد غياب خمس سنوات، نوفمبر الماضي لتحتضن هذه السنة دورته 15، بالمركّب الثقافي "عائشة حداد"، ونشطه عدد من الباحثين من داخل وخارج الوطن. وتمحورت أشغال الملتقى حول، جماليات الرواية الجزائرية، دراسات في أعمال الرواد وتجارب جيل الشباب، والاغتراف من الأجناس الأخرى بين حرية الإبداع وخصوصية الرواية، وكذلك أهم تجليات الانفتاح على الفنون الأخرى، مثل الشعر، السينما، المسرح. وقال المنظمون، أنه رغم حداثة التجربة الروائية الجزائرية مقارنة بغيرها، إلا أنها استطاعت أن تحقق تمايزها وفرادتها، وأن تكرس لنفسها خطابا أدبيا وفنيا استوعب ألوانا متعددة من القضايا والأفكار والإشكاليات، وأن تنجب خلال مسيرتها القصيرة مجموعة من الأسماء التي أحدثت تحولات متميزة في الكتابة الروائية، طالت البنية اللغوية ومرتكزاتها الجمالية، والبنية التخييلية ضمن تجليات اجتماعية وسياسية وثقافية، مرتهنة في كل ذلك إلى التجريب الذي طال الموضوع والأسلوب والقوالب الفنية، ولهذا حظيت باهتمام كبير من طرف الأكاديميين والإعلاميين وفي الشأن العام أيضا، فخصصت لها المسابقات والملتقيات، وصدر في نقدها عشرات المؤلفات، وكانت حاضرة في الرسائل الجامعية، وفي معارض الكتاب وفي الصحافة الورقية والالكترونية. ويعود الملتقى الدولي الذي يحمل اسم واحد من أهم الأقلام الروائية عربيا ودوليا وهو "عبد الحميد بن هدوقة"، ليكون فضاء للحوار والنقاش حول راهن الإبداع الروائي وآفاقه، وفرصة للقاء بين مختلف الأجيال والتجارب، لمناقشة ظاهرة التجدد الدائم والتطور المتنامي لهذا الجنس الكتابي، الذي انفتحت بنيته الحكائية على مختلف الفنون والأجناس الأدبية، موظفا جمالياتها وأدواتها الفنية في بلورة توليفة إبداعية جديدة يسميها صاحبها "رواية"، ولكنها في ذات الوقت خلخلت الكثير من المفاهيم والتصورات النقدية المؤطرة للإبداع الروائي، الأمر الذي أحرج الناقد وزعزع ثقته بمقارباته للإبداع، وصار لزاما عليه أن يجدد باستمرار أدواته النقدية، وإلا تجاوزته الأحداث. وعرفت أم البواقي مهرجان عيسى الجرموني الذي لم ينظم لأكثر من عشرية كاملة، وعوض بالمهرجانات الولائية المحلية للثقافة والفنون الشعبية، وهو مبادرة محلية تهدف إلى تنشيط المشهد الثقافي بالولاية والاستجابة لطلبات رجال الفن والثقافة بالمنطقة، كما كان في السابق يشكل الحدث الثقافي والفني الهام بالولاية. وساهم في تنظيم هذه التظاهرة الغنائية لرائد الأغنية الريفية بالتنسيق مع مديرية الثقافة والولاية والبلدية لضمان نجاح المبادرة وحسن سيرها بغية إعادة تشكيل مشهد المهرجان من جديد. للإشارة كذلك فإن عيسى الجرموني (1885-1946) يعد رمز الأصالة الشاوية وأول الأفارقة الذي غنى في مسرح الأولمبياد عام 1936. حدث لأول مرة عرفت التظاهرة الثقافية "أيام البرج السينمائية" في طبعتها الأولى بدار الثقافة محمد بوضياف ببرج بوعريريج، تحت شعار "خطوة اليوم لبناء سينما الغد"، أول طبعة لها من تنظيم جمعية "ميميسيس الثقافية" المستقلة، التي لم تأبه لانعدام فضاءات العرض السينمائي، ولا لانقطاع الدعم الرسمي للتظاهرات الثقافية مثلما فعلت بعض التظاهرات المسرحية والسينمائية التي توقفت، وبدأت أولى خطواتها في قلب سياسة التقشف. واختار المنظمون للأيام أن يتم تكريم الراحل يحي بن مبروك المدعو "لاپرانتي". وتنافس خلال هذه التظاهرة، 14 شريطا قصيرا على "جائزة البلارج الذهبي"، فيما تنوعت الأفلام المشاركة بين روائية ووثائقية على غرار "ذكرياتنا" للمخرج فريد نوي ووليد بن يحي، "جسر إلى الحياة" لعادل محسن، "جمهورية" لعيسى جوامع، و"حتى النهاية" لنسيمة لوعيل، و"آسف" ل عبد الرحمان حراث، و"مشهد" لفريد نوّي، "أحلام في حقيبة" لعبد الحميد بودالية، و"العار" لخالد بوناب، و"شزار" لسليمان بن واري، و"التالي" لعبد الحفيظ قلّيل. وخارج المسابقة، وقع مجموعة من المخرجين حضورهم بأفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة، حيث سيعرض "البئر" للمخرج لطفي بوشوشي، "فاطمة نسومر" للمخرج بلقاسم حجّاج، و"تقاطع طرق" و"الأبله" للمخرج أنيس جعّاد، بالإضافة إلى "العقيد لطفي" للمخرج أحمد راشدي، و"النيّة القتّالة" للمخرج عبد المالك بن زواوي. وضمت لجنة التحكيم المخرج السينمائي يحي مزاحم، والممثلَين المسرحيين هشام مصباح وحليم زريبيع إلى جانب منشّط نوادي السينما محمد بوشايبي. التظاهرة، في طبعتها الأولى، استعادت، وأحيت ذكرى الممثل الراحل يحي بن مبروك بحضور عائلته. ويُعدّ بن مبروك أحد الوجوه البارزة في السينما والمسرح الجزائريين، حيث بدأ مسيرته من المسرح عام 1940 رفقة مصطفى كاتب (1920 - 1989)، وكان أحد مؤسّسي الفرقة المسرحية ل"جبهة التحرير الوطني" عام 1958. وشارك في العشرات من الأعمال المسرحية والسينمائية، لكنه أكثر دور عُرف به هو "لاپرانتي" إلى جانب الممثل حاج عبد الرحمن. كما تكرّم كلا من الممثّل والمخرج المسرحي سفيان عطية، الممثل عمار ثايري، والممثّلة الخامسة مباركية. يُشار أن الأيام قد برمجت أربع ورشات تدريبية في التمثيل، والسيناريو، وطريقة إنجاز فيلم قصير، والسكريبت، أشرف عليها كل من حليم زريبيع وفوزي بن براهم وإسماعيل صوفيط. وتبنت باتنة فعاليات الصالون الوطني الأول للفنون التشكيلية "الرمز الأمازيغي" الذي شارك فيه 13 فنانا تشكيليا من مختلف أنحاء الوطن أعمالهم الفنية، وتناولت اللوحات التي تزينت بها جدران قاعة المرحوم عبدو طمين بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" -بعين المكان- عمق الجماليات التي تميز الرمز الأمازيغي وخاصة حروف التيفيناغ الضاربة أصولها في عمق الحضارة الإنسانية، وكذا التعريف بالرمز الأمازيغي، وإبراز أثره في الفن التشكيلي الجزائري، حيث تدخل المبادرة في إطار إحياء شهر التراث. ومن بين المشاركين في الصالون الذين لفتوا الانتباه الفنان التشكيلي أحمد اسطنبولي من مدينة خميس الخشنة، الذي جاءت لوحتاه مزج بين تقنيات الأكريليك وفن التلصيق والكشط باختيار مميز للألوان التي طغى عليها الأبيض والأسود. من جهة أخرى لاقت لوحات الفنان نور الدين شقران من العاصمة قبولا مميزا لدى زوار الصالون الذين أعجبوا كثيرا، بالتوظيف الجمالي للرمز الأمازيغي في أعمال الفنان التي اتسمت بالحضور القوي للألوان الحارة مما أضفى سحرا خاصا على جناحه. أما الفنان العصامي معامرية صالح من باتنة فاختار الحديث بالألوان في لوحاته عن جانب من عادات وتقاليد المجتمع الأمازيغي خاصة الرحابة والرقص التارقي، حيث أكد بأنه شديد التأثر في مسيرته الفنية التي قاربت 30 سنة بالفنون الشعبية المختلفة بالجزائر والتي يستمد منها لوحاته. ولاقى الصالون منذ افتتاحه إقبالا ملفتا لعشاق الريشة والألوان الذين توافدوا على دار الثقافة للاحتكاك عن قرب بالفنانين ضيوف عاصمة الأوراس وهم يحتفون بالرمز والحرف الأمازيغيين في أعمالهم بمناسبة إحياء شهر التراث. من جانب آخر، سيكتشف عشاق أفلام التحريك الجزائرية الأيام الأولى لفيلم الرسوم المتحركة "جاز أنيم" التي انطلقت أمس، وتستمر إلى غاية السبت 31 ديسمبر بقصر الثقافة مفدي زكرياء تحت الرعاية السامية لوزارة الثقافة. هذه الفعالية من تنظيم "ريال دريم ديجيتال"، "استديو البراق" والمركز الجزائري لتطوير السينما، وبالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المِؤلف والحقوق المجاورة، والمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، سينماتيك الجزائر، قصر الثقافة مفدي زكريا، سفارة كندا والمعهد الفرنسي بالجزائر. "جازانيم"، هو حدث هدفه الرئيسي وضع في الواجهة فيلم التحريك "صنع في الجزائر" ، وهو مجال يبقى مجهولاً ولم يعطى له التقدير الكافي رغم محتواه الغني والمتنوع. ويسعى المنظمون إلى جمع الفاعلين الجزائريين في هذا المجال وتقديمهم للجمهور ومحترفين آخرين. وستشهد هذه التظاهرة تنظيم عروض لأفلام قصيرة، طويلة، مسلسلات تلفزيونية، وعروض إشهارية، حيث سيتم تقديم ساعات من أفلام التحريك للجمهور العريض والخاص. وفي البرنامج أيضاً، ورشات، محاضرات، موائد مستديرة، ومنصات عرض للشركات التي تقدم إنتاجاتها المختلفة، إضافة إلى المنصة الكبرى المخصصة للفنانين المستقلين لتنظيم لقاءات مع محترفي المهنة، ومع الجمهور في فضاءات مخصصة للقاءات. كما سيتم عرض أفلام الكرتون الجزائرية طيلة أيام الحدث والتي تكون متبوعة بنقاشات مع كتاب ومخرجي الأفلام المعروضة. مشاركات وتتويجات خارج الوطن توجت القاصة الجزائرية حفيظة طعام بالطبعة الخامسة لجائزة "غسان كنفاني" فرع القصة القصيرة، بالعاصمة الأردنيةعمان، عن مجموعتها الأخيرة "من مذكرات غرفتي". وتتكون مجموعة حفيظة طعام، وهي أيضا أستاذة أدب عربي بجامعة تيسمسيلت، من 31 قصة قصيرة وقصيرة جدا، تتطرق عبر مواضيع اجتماعية ورومانسية ووجدانية لمختلف قضايا العالم العربي، وهي الإصدار الثاني للقاصة بعد مجموعتها الأولى "وشوشات بعد منتصف الليل". وتعتبر جائزة "غسان كنفاني" للقصة القصيرة، التي تنظمها سنويا "مؤسسة فلسطين الدولية" ومقرها عمانبالأردن، من أهم الجوائز الأدبية في الأردن، حيث تمنح سنويا في سبعة مجالات تتنوع بين الأدب والفن وتشمل أيضا الشعر والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي والكاريكاتير. وتهدف الجائزة إلى إحياء ذكرى "الرواد العرب" في الحقول الإبداعية المختلفة و"تحفيز المبدعين في العالم العربي على ممارسة الإبداع اقتداء بالمبدعين المحتفى بهم. وشارك الروائي بشير مفتي في "ملتقى الرواية العربية" الأول الذي دعت إليه الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية "أشكال ألوان" في بيروت، في مقر الجمعية أفريل الماضي، وذلك من خلال مداخلته في جلسة بعنوان "تجربة المحترفات والجوائز". ويقارب الملتقى ظاهرة ازدهار فن الكتابة الروائية في العالم العربي، وانتشار الروايات العربية، طباعة وتوزيعاً وقراءة وترجمة إلى اللغات الأجنبية، ويتناول أثر هذا الازدهار في اللغة العربية، ويحاول تعيين التعبيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي حملتها الرواية العربية المعاصرة. كما تم تعيين أحلام مستغانمي "فنانة اليونسكو من أجل السلام''، من قبل المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، إيرينا بوكوفا، عرفانا لالتزامها من خلال كتابتها لصالح العدالة الاجتماعية وتربية الشباب ضحايا الصراعات، وكذا لتفانيها في خدمة مثل وأهداف المنظمة. وهي أول امرأة نشرت ديوانا باللغة العربية في الجزائر عام 1973، وبيعت ملايين النسخ من رواياتها، وأثرت في الأدب العربي بأعمال عاطفية وشعرية وحرصت في كتابتها على تحسيس القراء بمواضيع كالرشوة والظلم أو النضال من أجل حقوق المرأة. وقد سبق تعيين أحلام مستغانمي سفيرة مؤسسة "فورام" (مؤسسة جزائرية للطفولة) والتي تتكفل ب13 ألف يتيم وتم إنتخابها شخصية السنة 2015 من طرف المؤسسة "أطفال السلام في اليمن''. كما تم تعيين مستغانمي ضمن النساء العشر الأكثر نفوذا في العالم العربي من طرف المجلة الأمريكية "فوربس". وكان رئيس الجمهورية قد وجه في أفريل الفارط بمناسبة ترجمة ثلاثية الأديبة إلى اللغة الإنجليزية رسالة لها جاء فيها أن هذه الثلثية تنضم إلى التراث الثقافي العالمي وهي بمثابة استحقاق يعود إليك عن جدارة واستحقاق بفضل الهبة وقدرات الإبداع التي ألهمك بها العلي القدير. وفاز الدكتور إبراهيم الصحراوي بجائزة "ابن خلدون-سنغور" للترجمة عن ترجمته من الفرنسية للعربية كتاب "فلسفات عصرنا"، وهو مؤلَف جماعي بإشراف ج.ف.دورتيي صدر بدار نشر العلوم الإنسانية-أوكسار- بفرنسا سنة 2009. والصحراوي هو أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب واللغات بجامعة الجزائر وحاصل على دكتوراه دولة في الأدب والنقد. وقالت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) التي منحته الجائزة أن لجنة التحكيم برئاسة الدكتورة زهيدة درويش جبور اجتمعت وأثنت على عمل الدكتور الصحراوي. وتعود أهمية ترجمة كتاب "فلسفات عصرنا" إلى عرض هذه الفلسفات بأسلوب تبسيطي شمولي عام يتوجه إلى فئات كثيرة وشرائح واسعة من جمهور القراء. وكتاب "فلسفات عصرنا" ألفه مختصون معظمهم أساتذة فلسفة في الجامعات الفرنسية والغربية، وتوزعت الدراسات على الموضوعات الكبرى التي تشغل بال الفلاسفة المعاصرين في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة. وتقدم جائزة "ابن خلدون-سنغور" للترجمة في إطار التعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والمنظمة الدولية للفرانكفونية بهدف تدعيم التنوع الثقافي واللغوي وتشجيع التبادل الثقافي بين العالم العربي والفضاء الفرانكفوني. ناصر سالمي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية المخطوطة: أما جائزة كتارا للرواية العربية، فقد كانت من نصيب الكاتب ناصر سالمي عن روايته "الألسنة الزرقاء"، التي استغرقت منه قرابة العشرين سنة كتابة واشتغالا. وقد انتهج فيها أسلوبا فنتازيا تخييليا، ربطه بتيمة تاريخيّة سوداء تدور أحداثها بالجزائر، في مدينة افترضها الكاتب، بين خريف 1996 وربيع 1997، وفي زمن شديد القسوة عاشته الجزائر في عمق ظلام الموت والعزلة. وناصر سالمي من مواليد 1969 من مدينة تغنيف ولاية معسكر، بدأ شاعرا، إذ كتب ونشر الكثير من النصوص الشعرية، ثم تحوّل إلى كتابة الرواية، منها روايته "الألسنة الزرقاء" التي فاز بها عن فئة النص غير المنشور وقيمته المالية ثلاثون ألف دولار أمريكي. وستقوم مؤسسة كتارا بطبعها ونشرها في الدورة القادمة في لغتها الأصلية/ العربية، وترجمتها إلى الفرنسية والانجليزية. الموت يحصد أبرز الأسماء توفي الممثل بن يوسف حطاب بعيادة خاصة بالعاصمة عن عمر ناهز ال86 سنة اثر أزمة صحية مفاجئة يوم 29 مارس نقل على إثرها إلى المستشفى حسب جمعية "أضواء " السينمائية. ولد الفقيد يوم 26 مارس 1930 بالعاصمة وبدأ مشواره الفني بالمسرح في 1948، حيث عمل مع أسماء بارزة في الفن الرابع على غرار حاج عمر وسيد علي مقلاتي، كما شارك في الحصص الإذاعية الخاصة بالأطفال التي كان ينشطها الفنان رضا مالك فلاكي قبل أن يلتحق بفرقة محي الدين بشطارزي. وبعد الاستقلال انضم إلى الفرقة المسرحية التابعة للأمن الوطني، كما اشتغل بمسرح الإذاعة الوطنية لعدة سنوات، حيث شارك في عشرات الأعمال المسرحية إلى جانب أدواره في المسرح الجزائري، وللفنان أيضا إسهامات في السينما والتلفزيون وعرف المرحوم بنضاله أثناء الثورة وكان أيضا عضوا في الاتحاد الوطني للفنانين المحترفين الذي أنشئ في 1990 وأيضا نائب رئيس جمعية "أضواء". ووارى الفقيد التراب بمقبرة القطار بالجزائر العاصمة. وخطف الموت الشاعرة والإعلامية الجزائرية أمال جبران بمستشفى سيدي بوزيدبتونس إثر وعكة صحية مفاجئة، وقالت فاطمة جبران شقيقة الشاعرة في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية أن حالة أمال في الفترة الأخيرة تدهورت جراء آلام البطن التي عجز الأطباء في تونس عن تشخيص أسبابها. كما رحل عن الدنيا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران عن عمر يناهز ال 92 سنة. الفقيد تقلد عدة مناصب سامية منذ الاستقلال سيما امينا عاما للجنة الوطنية لليونيسكومابين 1969-1975، وزير للثقافة والاتصال 1991، رئيسا للاتحاد الكتاب الجزائريين 1995-1996 ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى. وتوفي الكاريكاتوري السياسي الفرنسي سيني، الذي أعرب عن آرائه المناهصة للاستعمار خلال حرب التحرير الوطنية بباريس عن عمر ناهز 87 سنة. وكانت بداية هذا الرسام واسمه الحقيقي موريس سيني في جريدة لكسبريسيون، من خلال نشر رسوماته الملتزمة مما كلفه الكثير لدى القراء. وقد صرح الفقيد طوال مشواره من خلال رسوماته عن مناهضته الاستعمار والصهيونية ورفضه للرأسمالية. وفي سنة 1962 غادر لكسبريسيون ليؤسس رفقة جان-جاك بوفير الناشر والكاتب الفرنسي مؤسس دار النشر "بوفير" لجريدته الخاصة "سيني مساكر". وبتأسيس بالجزائر "ريفوليسيون أفريكان" وهي أسبوعية جبهة التحرير الوطني أسسهاالمحامي جاك فيرجيس، التحق الرسام بها كمراسل، حيث شارك فيها ولمدة قصيرة برسوماته الملتزمة. يُذكر أن الفقيد قد قام في مارس 1967 بتصميم شارة المؤسسة الوطنية للمحروقات سوناطراك، وفي شهر ماي 1968 أطلق مع جون جاك بوفير جريدة " لونراجي". وعرفت سنة 2016 رحيل عميد الأغنية الشعبية الجزائرية أعمر الزاهي، واسمه الحقيقي اعمر آيت زاي الذي وافته المنية في 30 نوفمبر بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 75 عاما. قد عمل الفقيد الملقب ب"شيخ الهوى" على تخليد فن الشعبي على مدى خمسين سنة مكرسا له كل حياته. وبعد أسبوع، أي بتاريخ 8 ديسمبر، خطفت المنية أسطورة المالوف محمد الطاهر الفرقاني من ذويه عن عمر ناهز 88 عاما. وعمل الفقيد، طيلة 70 عاما، على تخليد المالوف القسنطيني مستميلا بصوته المتميز وبأوتار كمانه الجمهور الجزائري. ثم مالك شبل، الذي توفي بباريس بتاريخ 12 نوفمبر عن عمر ناهز 63 عاما، عرف بتفكيره حول الإسلام. وامتهن التعليم بعدة جامعات عبر العالم وألف نحو أربعين كتابا منها "قاموس الرموز الإسلامية" و"حكمة الإسلام'' و"الأسماء المئة للحب " و"موسوعة القرآن" وكذا "الإسلام و العقل: كفاح الأفكار". وفقدت الساحة الموسيقية فنانين من الموسيقى الأندلسية على غرار براهيم بن لجرب قائد جوق والذي توفي بتاريخ 30 أوت بتيبازة عن عمر يناهز 69 عاما، والعازف على آلة الكمان محمد بن شاوش المتوفى بتاريخ 5 سبتمبر بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 86 عاما. وفي ذات اليوم توفي المطرب الشاوي أحمد صحراوي المعروف باسم محند أوبلعيد بباتنة عن عمر يناهز 83 سنة. وبدورها فقدت الأغنية القبائلية، بتاريخ 27 فيفري، المطرب محند رشيد عن عمر ناهز 77 عاما واسمه الحقيقي "سي محند رشيد" وبتاريخ 3 نوفمبر رحل المطرب لوناس خلوي عن عمر يناهز 66 عاما. كما فقد عالم الأدب بتاريخ 3 جانفي المفكر والصحفي "الطاهر بن عيشة" عن عمر يناهز 90 عاما والذي لحق به في 21 من نفس الشهر يحيى بختي عميد الشعر الشعبي ل"أولاد نيل". ووفي 4 أفريل توفي الكاتب شعبان وحيون عن عمر يناهز ال94 عاما بتيزي وزو ثم توفي في 14 ماي بسطيف عمر مختار شعلال الكاتب والشاعر ورجل المسرح عن عمر يناهز 70 عاما، وذلك عقب مرض ألم به حسب ما علم من أسرته. وقد أشرف الفقيد الذي طالما تعاون مع جريدة "الجزائر الجمهورية" على تسيير كل من معهد التكوين المهني ودار الثقافة هواري بومدين بسطيف. ويزخر رصيد شعلال بعدة مؤلفات من ضمنها "كاتب ياسين الرجل الحر" و"الهارب" و"تالغودة" و"المنفي"، وهو عبارة عن مجموعة شعرية كتب مقدمتها كاتب ياسين. ويعد مؤلف "الوفاق في القلب 1958-1988 ثلاثون سنة تاريخية" الصادر في 2015 آخر كتاب لعمر مختار شعلال. كما كان هذا الأخير معروفا بكونه لا يتردد في تقديم مساعدته للشباب الذين يعانون من صعوبات. ووارى جثمان عمر مختار شعلال الثرى بمقبرة سيدي حيدر شمال-شرق سطيفالمدينة التي ولد بها الفقيد في 13 فيفري 1946. أما في 14 جوان توفي بالجزائر العاصمة الكاتب هاشمي لعرابي عن عمر ناهز 87 عاما ثم تبعه الروائي والشاعر عبد الرحمان زكاد في 7 جويلية عن عمر يناهز 78 عاما سنة، ثم بعده نبيل فارس الكاتب والمحلل النفساني الذي وافته المنية بالعاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 76 عاما. وفي 17 سبتمبر توفي الجامعي والناقد الأدبي والشاعر حميد ناصر خوجة بالجلفة عن عمر يناهز 63 عاما، ليلتحق به بعد ذلك في 2 جويلية عن عمر ناهز 64 عاما الكاتب والصحفي عبد الرحيم مرزوق. وأفظع فقدان كان برحيل الإعلامي والناشط المسرحي فتح النور بن براهيم، بعد صراع طويل مع المرض، بمستشفى خروبة بمدينة مستغانم، تاركا صدمة وفراغارهيبين في الوسط الفني والمسرحي على وجه الخصوص. وكان المرحوم قَدْ حل مؤخرا ضيفا على مهرجان المسرح المحترف ال11رغم تعبه. العربي بن مهيدي و"البئر".. سينما هذه السنة أعاد المخرج الجزائري بشير درايس إحياء المدن الجزائرية التي احتضنت الشهيد العربي بن مهيدي، وقام فريق العمل بإنجاز مدن بأكملها أشرف عليها التونسي منصف حقونة الذي قام بعمل رائع في الفيلم العالمي الشهير "حرب النجوم"، وتم بناء هذا الديكور الضخم في استوديوهات طارق بن عمار بمدينة بن عروس التونسية. وتم إعادة بناء 200 ديكور تاريخي لتصوير المشاهد، وكذا إنجازها وتصميمها لإبراز الطابع المعماري وزوايا الحياة الحقيقية بما يتماشي مع صورة الجزائر خلال الثورة الجزائرية والفترة الزمنية التي عاش فيها ابن مدينة عين مليلة، الشهيد العربي بن مهيدي، الذي ارتحل بين عدة محافظات منذ ولادته عام 1923 حتى تنفيذ المستعمر الفرنسي حكم الإعدام في حقه سنة 1957. وجرى التصوير بحي القصبة العتيق بالعاصمة الجزائرية وقسنطينة وتلمسان. ويرى درايس أن العمل يحفظ كرامة الذاكرة الثورية، مبدياً ارتياحاً بخصوص عدم إمكانية تعرض الفيلم إلى الرقابة مستقبلاً، بحكم اعتماد كاتبا النص (مراد بوربون وعبد الكريم بهول) على شهادات لا ترقى إلى أدنى شك ومنها شهادة شقيقة الشهيد البطل، ظريفة بن مهيدي.ويُعرّج الفيلم على حياة العربي بن مهيدي منذ طفولته إلى نضاله السياسي وحمله السلاح وتعرضه إلى الاعتقال والتعذيب في سجون المستعمر الفرنسي. ويعتبر مخرج العمل أن الفيلم سيشكل قفزة نوعية للسينما الجزائرية التي تعاني منذ زمن بسبب عدم وجود إرادة سياسية للنهوض بهذا القطاع الذي يصارع من أجل البقاء. وبرز من جهة أخرى، الفيلم الثوري "البئر" للمخرج لطفي بوشوشي، الذي تم ترشيحه للطبعة ال89 للأوسكار 2017 في فئة أفضل فيلم باللغة الأجنبية، ورغم عدم وصوله للقائمة القصيرة إلا أنه فاز بعدة جوائز على غرار الجائزة الكبرى لأحسن فيلم مطول في مهرجان مسقط الدولي التاسع للسينما (سلطنة عمان) علاوة على أربع جوائز أخرى خلال المهرجان 31 لسينما البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية (مصر) منها جائزة أفضل فيلم عربي. كما ظفر نفس الفيلم بالجائزة الكبرى للمهرجان المغاربي الخامس لوجدة بالمغرب، ومؤخرا على جائزة أفضل مخرج في مهرجان وهران الدولي التاسع للفيلم العربي.