تواجه الجزائرَ تحديات كبرى في مجال التجديد الطاقوي حسب الاستراتيجية طويلة المدى التي تصل إلى 2030 و التي وضعتها الجزائر لتنفيذ خطط الطاقة البديلة عن النفط و لعل من أهم هذه التحديات تكوين الإطار البشري و استشراف ما سيكون عليه الانتاج و السوق مستقبلا ناهيك عن عديد الأمور التقنية و تكاليف الانتاج و نجاعته و مع من يحد عقد الشراكات لإنجاح التجديد الطاقوي خاصة أنّ الجزائر وقّعت على عديد الاتفاقيات الداعية إلى الاقتصاد في الاستعمال المفرط لأنواع الطاقة المضرة بالبيئة مع ضرورة العمل الدولي لتخفيض درجة الحرارة بدرجتين كما توصلت إليه قمّة باريس للمناخ في 2015 . هذا بالإضافة إلى اكتساب التكنولوجيا و الخبرة الدقيقة عن طريق تكوين هيأة عليا تضم خبراء و تكون تحت وسية أعلى سلطة في البلاد لأنّظ الأمر يتعلّق باستثمار موارد مالية كبيرة . و تجد الجزائر نفسها أمام حتمية تجديد قطاع طاقتها لأنّ اقتصادها تتحكم فيه عوامل مرتبطة بحالة الاقتصاد عبر العالم و كذلك ما يجري للاقتصاد العالمي من تدهور في أسعار المحروقات و بالتالي دخول النفط و تأثيرها على ميزانية الدولة كما أنّ قطاعات الجزائر غير منتجة و تعتمد كليّا على قطاع الطاقة الذي ظلّ منذ الاستقلال القطاع الوحيد المدر للعملة الصعبة و المحافظ على توازنات الخزينة، كما أنّ الموازنة المالية المرجعية في الجزائر قائمة على ضوء السعر المرجعي و نحتاج إلى سعر في حدود 70 دولار و لا يمكن أن تكون هناك موازنة حقيقية بين ميزان المدفوعات و الدخول. و قد كثّفت الجزائر الاستثمارات في 2017 في إطار خطتها الاقتصادية الجديدة و التي تعوّل عليها كثيرا من أجل إيجاد بدائل البترول و من بينها تجديد مواردها الطاقوية . و من أهم ما يمكن الاستثمار فيه من أجل بلوغ التجديد نذكر المياه و طاقة الرياح و الطاقة الشمسية و الطاقة الحرارية الأرضية و قد احتلت هذه المصادر أهمية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية حيث تتسارع دول العالم للانتقال إلى عصر الطاقات المتجددة من خلال بروز سياسات و استراتيجية تدعم استخدامها ، لتحقيق أمن الطاقة للدول الصناعية و هو ما تصبو إليه الجزائر أيضا متأثرة بالسياق العالمي و حسب الندوات التي تنظمها الجزائر و تصريحات الخبراء فإنّ الاستراتجية الوطنية للطاقات المتجددة إلى غاية آفاق 2030 تأخذ في الحسبان التحول الطاقوي وتحويل التكنولوجيا والمعلومات في مجال الطاقات المتجددة ، و كانت سونطراق قد توصلت إلى اتفاق مع " إيني" من أجل إنتاج 10ميغاواط و تقدم المشروع بنسبة 50 بالمائة يتوقع أن تنتهي أشغاله في جويلية . و تبعا للموقع الجغرافي للبلاد فإن الجزائر تتوفر على أعلى الحقول والمناجم الشمسية في العالم ، فمدة التشمس في كامل التراب الوطني تقريبا تفوق 2000 ساعة في السنة ويمكنها أن تصل إلى 3900 ساعة (الهضاب العليا والصحراء). والطاقة المتوفرة يوميا على مساحة عرضية قدرها 1 م 2 تصل إلى 5 كيلواط في الساعة على معظم أجزاء التراب الوطني أي نحو 1700. كيلواط في الساعة ، كما أن محطة التوليد الجديدة للكهرباء في "حاسي الرمل" حاسي الرمل تتشكل من الغاز حوالي 130 م و حقل شمسي بقوة 30 ميغاواط تقريبا.