زارت الجمهورية المجاهد حدوش محمد الذي استقبلنا في بيته بصدر رحب حيث يعتبر من الشخصيات الثورية البارزة التي تحرص على ترسيخ الذاكرة الثورية في أوساط الأجيال المتعاقبة حفاظا على تاريخ الأمة الجزائرية وبالرغم من تقدم عمره الذي يتجاوز عتبة 74 سنة روى وحكى لنا جانبا مختصرا على ما تختزنه ذاكرته من أحداث رغم معاناته مع المرض الذي يلزمه المكوث في البيت . *التحق بالثورة وعمره لا يتعدى 18 سنة المجاهد حدوش محمد بن أمحمد بن سليمان من مواليد 12 ديسمبر 1940 بالأبيض سيدي الشيخ من عائلة ثورية معظم أفرادها حملوا السلاح في سن مبكر اسمه الثوري "رضوان " التحق بالثورة عمره لا يتعدى 18 سنة في 1958 بالمراكز "أم البخت "و"رصاف الصابون" و"لخناق الأخضر" بضواحي الأبيض سيدي الشيخ .كان الثائر حدوش محمد كاتبا ومندوبا سياسيا بالمنطقة المسماة بقرية "الحمام " حيث ظل مكلفا بمهمة مندوب سياسي من جويلية 1959 إلى سنة 1960 برفقة رويسات عبد الله مسوؤل قسم بالمنطقة إسمه الثوري "عزوز" ومن رفقائه الذين كان يتبادل معهم العمل المسلح يتذكربعض منهم جلولي الشيخ ورحماني بن سليمان وبلواسع الشيخ الذي كلف بمهمة جمع أموال الإشتراكات . *شكلنا بمعية مجاهدين لجنة تكوين خلايا سرية وخلال سنة 1959 شكلوا لجنة تكوين خلايا سرية لجمع المعلومات عن تحركات العدو بالجهة وكذا جمع المؤونة لفائدة المجاهدين والثوار المنتشرين بعدة نقاط حساسة بضواحي الأبيض سيدي الشيخ جنوب ولاية البيض حيث أضاف المجاهد حدوش بأن هذه المراكز أنشأت لخدمة الثورة وكان في المركز الأول المسمى "رصاف الصابون"المجاهد سماحي محمد بن عبد القادر وبالمركز الثاني "لخناق الخضر " المجاهد بن زغمان الطاهر وبالمركز الثالث "أم البخت " مجموعة من المجاهدين منهم المجاهد بن عطالله المدعو" قليلة " وفتاتي عبد القادر وبلواسع الشيخ الخ . *استشهاد 9 ثوار في معركة "رصاف الصابون" حيث كانت تجمعهم لقاءات دورية خلال حوالي 5 اشهر أو اكثر وذلك تمهيدا وتخطيطا للمعارك التي وقعت خلال أكتوبر سنة 1959 منها معركة "رصاف الصابون" التي بدأت منذ الساعة السابعة صباحا وانتهت على الساعة الواحدة زوالا إستعمل فيها العدو الفرنسي شتى أنواع العتاد الثقيل والطائرات الحربية بعد أن تحصل على معلومات عن تحركات الثوار الجزائريين بالمنطقة ويقول المجاهد حدوش لم يكن حاضرا بل كان برفقة أصدقائه بمنطقة "أم الشاقين"التي تبعد عن مسرح المعركة بحوالي 3 كلم كانوا يراقبون عن بعد الاشتباكات حيث استشهد فيها حوالي 9 شهداء يتذكر بعض منهم الشهيد مدني جلول بن عبد القادر ومحي الدين محي الدين وبن شهرة خالد من الأغواط وبوتخيل من أربوات وبوزيد الخ . المجاهدون اضطروا لدفن شهداء المعركة في نفس المكان نظرا للانتشار الواسع لقوات الاستعمار .وبعد ذلك قام بعض المجاهدين بصعوبة بدفن الشهداء التسعة ونقل وإسعاف الجرحى الآخرين نظرا لانتشار قوات العدو بكل مكان وتواصل عملهم الثوري سريا تمهيدا لعدة معارك أخرى وكانت اللقاءات الناجحة في مدينة الأبيض سيدي الشيخ في مركز بيت المجاهد حدوش أمحمد والد المتحدث حيث كانوا يمررون الأسلحة والمؤونة والذخيرة في التبن بحجة تقديم الأعلاف للغنم والخيول مرورا ببرج المراقبة المسمى "برج الحدادشة " إلى أن تم القبض على المجاهد حدوش محمد في 1960 وزج به في سجن بشار ثم حول إلى وهران وثم تلمسان.